رانيا تادرس من عمان: فتح الأمين العام حزب جبهة العمل الإسلامي زكي بني أرشيد اليوم النار على السفارة الأميركية في الأردن معتبرا أنها quot;تعرقل وتمنع الإصلاح الديمقراطي في الأردن ، إضافة إلى أنها تخترق السيادة الأردنية عبر التدخل ورسم السياسيات الداخليةquot;.وقال بني ارشيد في بيان صدر اليوم ان السفارة الاميركية في عمان quot;تخترق السيادة الاردنية بتدخلها الحثيث بالشأن الداخليquot; وباتت quot;خصما رئيسياquot; لقوى الاصلاح الاردنية، علاوة عن انها quot;محرضا نشطا يسعى لتقويض افاق الانفراج السياسي.

ورأىان النفوذ الاميركي quot;ليس قدرا محتوما لا مفر منهquot;، خصوصا ان الادارة الاميركية quot;ترزح اليوم تحت مطارق الارادة الشعبية المتمثلة بقوى المقاومة والممانعةquot;. لاسيما ان الشعوب اصبحت اكثر نضجا وتوقا للحرية والانعتاق واكثر رفضا للتبعية والارتهانquot;.

وبين بني ارشيد ما تقوم به السفارة الأميركية في الأردن quot;يدلل بما لا يدع مجالا للشك ان ادارة هذه الدولة تحارب قوى النهوض الديموقراطيquot; ،لافتا الى quot;تدخلها في لانتخابات النيابية وقبلها البلدية رغم قارير الجهات المحايدة انها زورتquot;، مشيرا الى جولات quot;جولاتquot; السفير الاميركي quot;التحريضيةquot; على بعض شيوخ ووجهاء العشائر والمخيمات وبعض الاعلاميين والتي quot;طالب فيها باقصاء الحركة الاسلاميةquot;، وهو الامر الذي قال الامين العام للحزب انه quot;يجري تنفيذه على ارض الواقعquot;.

واكد بني أرشيد ان quot;الإدارة الأميركية تقف وراء كل الانتكاسات الديموقراطية في المنطقة والعالمquot;، والادلة على ذلك كثيرة منها التجربة الفلسطينية والمصرية والباكستانية والكينية و وما يحدث في الاردن.ولم يغفل بني ارشيد في بيانه كذلك عن الحديث عنعلاقة الولايات المتحدة مع الأردن في الملف الامني قد quot;قطعت أشواطا غير مسبوقةquot;، خصوصا في ظلعلاقة quot;وظيفيةquot; كانت لمصلحة الجانب الاميركي.quot; معتبرا ان quot; الحقوق الاساسية للمواطنين الأردنيين راحت ضحية تبني نخبة القرار الاردني لاولوية العلاقات الاميركية والصهيونية على برنامج اصلاح وطني ذاتي ينطوي على تحصين استقلالية القرار الوطنيquot;.

وتساءل بني أرشيد عن quot;تبعاتquot; العلاقات quot;الوثيقةquot; بين الاردن والولايات المتحدة على المستوى السياسي والاقتصادي، معتبرا ان المواطن الاردني quot;بات مجردا من حقوقه الاساسية وفاقدا لأمنه السياسي والاقتصادي والاجتماعيquot;. وشدد بني ارشيد على ان اميركا التي quot;تعول على مشروعها المتصادم مع القيم الانسانية والذي يستند الى منطق الاستعباد ورعاية الاستبداد ستجد نفسها هي ومن تبعها في مواجهة شعوب حرة قادرة على ابتكار المفاجئات وكشف الزيف الاميركيquot;.

واشار الى كتاب تيريل quot;الأمن القومي الأردني ومستقبل الإستقرار في الشرق الأوسطquot; يانه quot; حدد المرتكز الأساسي الذي يحكم رؤية الولايات المتحدة للإصلاح السياسي في الأردن حيث كشف انه quot; يرتبط بمراعاة مصالح الولايات المتحدة والضغوط التي يتعرّض لها الأردن، ويطالب بعدم ارتكاب quot;خطأ خطراًquot; باستمرار انتقاد ضعف التقدم الأردني في مسار الإصلاح السياسي.

وفسر بني ارشيد هذا الكلام انه quot;خطأ خطراًquot; بـquot;التساوقquot; مع البرنامج الامريكي في هذا الشأن،وبـquot;الابقاء على ربط مسار الاردن السياسي والاقتصادي والاجتماعي بالاجندة الامريكية في المنطقةquot;،
واعتبر بني ارشيد بأن الوقت quot;مناسبquot; لكي يطلق الاردن الرسمي quot;مبادرة اصلاح حقيقية في هذا الوقت بالذات تكون متحررة من الضغط الاميركي quot;، اذ انه quot;ثبت للجميع ان اميركا تناصب قوى الاصلاح العداءquot;. و اعرب عن اعتقاده ان على الاردن quot; اخذ موقف تاريخي شجاع يؤكد استقلالية وذاتية اطلاق انموذج ديموقراطي اردني يوفر الصيانة للقرار الوطني وحصانة لمستقبل الاردن في هذا الاقليم المتقلب ويرتقي بالاردن الى حالة من الاستقرار السياسي المؤسساتي الدائم والمؤيد شعبياً كما انه سيشكل بارقة امل في المنطقة التي لا تستطيع ان تتحرر انظمتها من حلقة التبعية والاستبداد والفساد،خاصة وان الدور المحوري الذي يلعبه الاردن محليا واقليميا يؤهله لتقديم انموذج لحكم رشيد يستند الى ارادة الشعب وثقة المواطنينquot;.

في سياق متصل ، كشف كتابحول جماعة الإخوان المسلمين والحزب عن تعارض العلاقات الأردنية ـ الأميركية. وفي هذا الشأن يقول الامين العام انه quot;ما من شك ان الحزب يعارض السياسات الاميركية المتغطرسة والمنحازة للعدو الصهيوني على حساب حقوق ومصالح هذه الامةquot;، معتبرا ان وجود علاقات quot;متوازنة وليست عرجاء بين الدول تفضي الى تحقيق مصالح جميع الاطراف دون ان تدفع الاردن اثماناً باهضة لعلاقات مختلة لصالح اميركا وسياساتها الداعمة للعدوان والاستبدادquot;. وراى ان quot; خدمة الاجندة الاميركية لن يعود الا بمساعدات زهيدة في حين تتراكم الازمات الاردنية السياسية والاقتصادية المحلية والاقليمية ويفقد الاردن قدرته على المناورة والخروج من أزماته السياسية والاقتصاديةquot;.

واشار الى ان بقاء السياسات الاميركية على حالها سيكون مبررا لـquot;زيادة العداء لهذه الدولةquot;، وهو العداء الذي قال انه quot;سينفجر يوما في حال بقيت هذه السياسات الاستعمارية ويفضي الى غياب الشمس الاميركية عن هذه الربوعquot;.

ويخلص الكتاب المشار اليه إلى ان أبرز مصادر المصالح المشتركة الأميركية ـ الأردنية تكمن في منطقة آمنة، وبالتحديد عراق موحد ومستقر. ويقول على الرغم من أنّ الأردن نصح الإدارة الأميركية بعدم احتلال العراق، إلاّ أنّه لم يدّخر جهداً في تعزيز الأمن والإستقرار في العراق، ويساهم بصورة فعالة في تدريب الشرطة والجيش العراقيين. كما أنّه يشارك بفعالية وقوة بالجهود الأمنية في quot;الحرب على الإرهابquot;، ومتابعة تنظيم القاعدة في العراق وغيرها، وقد كان للأجهزة الأمنية الأردنية دور كبير، بالتعاون مع الأميركيين، في عملية اقتناص quot;أبو مصعب الزرقاويquot; زعيم تنظيم القاعدة في العراق.

ويشير الى ان الأردن يعد طرفاً فاعلاً في عملية التسوية السلمية.وله جهود إقليمية تاريخية في مجال تدريب العسكريين من دول الخليج العربي، وكذلك في خدمة أمن هذه الدول واستقرارها، ولذا، يدعو الكتاب إلى زيادة الدور الإقليمي الأردني في هذا المجال، بخاصة مجال التدريب العسكري، وتعزيز قدرات الأجهزة العسكرية والأمنية الأردنية.

ويوصي الكتاب الإدارة الأميركية بربط أي انسحاب لها من العراق بالأمن الإقليمي، وبالتحديد بما لا يؤثر على الأردن، ويعرضه لمخاطر شديدة. كما يوصي الإدارة بضرورة السير في طريق التسوية، وبزيادة الدعم الموجه للجيش والأجهزة الأمنية الأردنية ومساعدة الأردن على تحمل كلفة استضافة اللاجئين العراقيين، وبزيادة مساحة التعاون الإستراتيجي والعسكري بين البلدين والدعم المالي المقدّم للأردن.

وجاء في احد فصول الكتاب مراجعة موجزة لأبرز المراحل السياسية التي مرّ بها الأردن وأهم القضايا المتعلقة بأمنه القومي. ويؤكد تيريل أنّ علاقة الولايات المتحدة مع الأردن تمثل واحدة من أهم علاقاتها الإستراتيجية في العالم العربي، وقد زادت أهمية العلاقة ودورها بصورة واضحة منذ احتلال العراق عام 2003. ويصل تيريل إلى أنّ quot;مملكة هاشمية مزدهرة ومستقرة في الأردن تبقى بوضوح وبقوة من المصالح القومية الاميركيةquot;.