واشنطن: بدأت إيران والولايات المتحدة عام 2008 بحرب كلامية لكن مسؤولين أميركيين وخبراء في شؤون ايران يقولون إن من غير المحتمل أن يكون هناك تغير في النهج بعيدا عن فرض عقوبات الى تقديم حوافز أو اللجوء لعمل عسكري.

ولم يتبق للرئيس الأميركي جورج بوش سوى عام في السلطة وقال ثلاثة مسؤولين أميركيين كبار انه لا توجد تحركات فورية لتغيير الاستراتيجية الأميركية التي تهدف الى منع ايران من حيازة سلاح نووي.

وتقضي الخطة بمواصلة مساعي احتواء أنشطة ايران العسكرية بوجود أميركي في الخليج الى جانب فرض مزيد من العقوبات على طهران من جانب واحد وعبر الامم المتحدة مادامت ايران تواصل رفض التخلي عن أنشطتها النووية.

وقال مسؤول أميركي كبير طلب عدم نشر اسمه quot;نعتقد أن خط السياسة الراهن هو المناسب في ظل سلوك ايران وعدم الاستجابة للضغوط التي وضعها المجتمع الدولي على القضية النووية.quot;

وبعد واقعة في الخليج ذكرت الولايات المتحدة أن زوارق ايرانية سريعة استفزت خلالها سفنا حربية أميركية في مضيق هرمز هذا الشهر حذر بوش خلال جولة في الشرق الاوسط من عواقب خطيرة اذا تكرر ذلك.

لكن ليس هناك حديث يذكر عن أي عمل عسكري أميركي رغم أن بيانا حكوميا صدر هذا الاسبوع شكك في مدى فعالية العقوبات وخلص الى أن من الصعب تحديد ان كان ذلك الاسلوب ناجحا مشيرا الى زيادة الاستثمار في ايران.

وقطعت الولايات المتحدة العلاقات مع ايران عام 1980 ومنذ ذلك الحين والعلاقات متوترة بين البلدين. ويتمحور ذلك التوتر في الوقت الراهن حول برنامج ايران النووي وما ترى واشنطن أنه تدخل طهران في شؤون العراق.

وذكر تقرير للمخابرات الوطنية الأميركية الشهر الماضي أن ايران أوقفت مساعي للتسلح النووي عام 2003 الامر الذي أثار حديثا عن أن واشنطن الان قد تعرض بعض quot;الحوافزquot; الاقتصادية ولاسيما بعد أن شددت روسيا والصين اللتان تتمتعان بحق النقض في مجلس الامن الدولي بصفتيهما من أعضائه الدائمين معارضتهما لفرض عقوبات جديدة.

وشملت العروض السابقة التي قدمتها قوى كبرى لحمل ايران على التخلي عن نشاطها النووي بيع قطع للطائرات المدنية والتخلي عن الاعتراضات لانضمام ايران لمنظمة التجارة العالمية واجراء محادثات مع الولايات المتحدة بشأن أي موضوع اذا وافقت طهران على تعليق تخصيب اليورانيوم.

وتصر ايران رابع أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم على أن برنامجها لتخصيب اليورانيوم لا يرمي سوى لتوليد الكهرباء حتى يتسنى لها تصدير المزيد من النفط والغاز.

ورفض مسؤولون أميركيون الحديث عن تقديم حوافز بدلا من فرض عقوبات على ايران بعد تقرير المخابرات الوطنية الجديد.

وقال مسؤول أميركي كبير quot;مثل هذه الاستجابة لن تكون من الحكمة في شيء.quot;

وذكر محللون أن بوش لا يرغب في مكافأة الرئيس الايراني المتشدد محمود أحمدي نجاد الذي بدوره ينتظر دون تراجع حتى تتولى الادارة الأميركية الجديدة السلطة في يناير كانون الثاني 2009.

وقال جون الترمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ومقره واشنطن quot;هذا الرئيس (بوش) لا يعتقد أن اظهار قدر من الود لايران سيحل الازمة.quot;

وترى ادارة بوش أنه رغم تقرير المخابرات الوطنية فلا تزال ايران تمثل تهديدا استراتيجيا خطيرا.

وقال مسؤول كبير آخر طلب أيضا عدم نشر اسمه quot;كانوا خطرا ولايزالون خطرا وسيظلون خطرا. نعتقد أننا نجحنا بشكل كبير في اقناع الناس بأن هذا هو الحال.quot;

وأضاف quot;المشكلة الاساسية هي أننا الآن لا نرى أي شفافية بشأن السبب وراء التخصيب. الامر ليس منطقيا.quot;

ومن المقرر أن يجتمع وزراء خارجية قوى كبرى في برلين الاسبوع المقبل لمناقشة مسألة استصدار قرار ثالث بفرض عقوبات تأخرت طويلا على ايران من مجلس الامن الدولي والتي تريد واشنطن الموافقة عليها هذا الشهر أو بحلول الانتخابات الايرانية في مارس اذار.

ولكن خبراء يتوقعون ألا يكون القرار بالشدة المطلوبة لحمل ايران على تغيير نهجها.

قال جاري سامور من مجلس العلاقات الخارجية quot;عارض الروس والصينيون أهم البنود في (مشروع) القرار.quot;

ومع بلوغ سعر النفط 100 دولار للبرميل يقول بعض الخبراء إن إيران باتت تتمتع الان بواق للصدمات ويمكن أن تتحمل العقوبات.

لكن مسؤولين أميركيين يقولون إن هناك أدلة قوية على أن العقوبات تؤتي أكلها ولاسيما في جعل المعاملات بالنسبة للبنوك الايرانية المملوكة للدولة أكثر صعوبة.

وسيظل العراق الجبهة الاخرى التي ستواصل الولايات المتحدة الضغط على إيران فيها. وتقول واشنطن إن قوة القدس الخاصة في إيران تؤجج أعمال العنف في العراق وفرضت عقوبات على جنرال في قوة القدس ومن المرجح أن تتخذ اجراءات أخرى ضد القوة.

وقال مسؤول أميركي كبير آخر quot;ليس لدينا أي مؤشر على الاطلاق على أن هناك أي تراجع كبير أو مهم لما تفعله إيران (في العراق).quot;

وأضاف quot;ينبغي أن يكون الايرانيون حذرين لان الرئيس أوضح تماما أن هناك مجموعة متنوعة من الخيارات المطروحة أمامنا وسنواصل العمل بهذه الخيارات.quot;