اعتدال سلامه من برلين: لا يستبعد مصدر إعلامي مطلع أن يكون سبب تأخر الاعلان رسميا عن زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم الى برلين هو خلاف داخل التحالف الحاكم المشكل من الحزب الاشتراكي الديمقراطي والاتحاد الوطني (المسيحي الديمقراطي والمسيحي البافاري) لان الاخير لا يرى فائدة منها، وظهر ذلك على الانتقادات الكثيرة التي وجهت اليوم الى وزير الخارجية الاشتراكي فرانك فلتر شتاينماير من عدة نواب من الاتحاد الوطني حتى ان البعض قال بان الزيارة سببت موجة غضب داخل الحكومة.
فحسب المصدر اظهرت زيارة المعلم يوم امس مدى التفاوت في السياسة الخارجية داخل التحالف الحاكم، ففي الوقت الذي يريد شتاينماير مواصلة الاتصالات مع دمشق حذر سياسيون من الاتحاد الوطني من ذلك.وبرأي صحفية زوددوتشيه تسيتونغ الالمانية المعروفة فان الاختلاف في الرأي بين الوزير شتاينماير والمستشارة انجيلا ماركل ليس فقط على سياسة برلين حيال الصين وروسيا بل والوضع في الشرق الاوسط. فالمستشارة تؤكد على عدم وجوب مكافئة سوريا، ففي الوقت الذي تظهر فيه نوايا حسنة اتجاه مفاوضات السلام في الشرق الاوسط تمد مجموعات بالاسلحة وتعرقل اجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان، بينما يرى شتاينماير الامر بشكل اخر فهو يعتبر ان اجراء حوارات مع دمشق افضل من مقاطعتها. حتى انه يترك بكل سرور المصورين يلتقطون له صورا مع الوزير السوري لتتصدر عناوين الصحف اللبنانية.
وانتقدت الصحيفة ايضا الوزير بالقول يسعى منذ اندلاع الحرب في لبنان الى شق الطريق باتجاه دمشق ويطالبها دائما ببذل المساعي السلمية والمزيد من التعاون في نفس الوقت يزيد من مساعدات بلاده الانمائية لها. وعقب الزيارة واجه الوزير شتاينماير الكثير من الانتقادات منها من المتحدث للشؤون الخارجية في الاتحاد الوطني المشارك في الحكم اكارت كلادن الذي قال ليس من الفائدة فرد السجاد الاحمر لسوريا في برلين دائما، والدعوة التي وجهت الى دمشق تخفي في طياتها خطر فهمها بشكل خاطئ خطأ. فالحكومة السورية مازالت متهمة بمساندة حزب الله في لبنان ومده بالسلاح واعاقة مجرى الانتخابات الرئاسية اللبنانية ومساندة ساسيين غير مرغوب بهم.
فيما هاجم رئيس الجناح البرلماني للحزب المسيحي البافاري كارل تيودوي تسو غوتنبيرغ الوزير الالماني بالقول بانه المسؤول عن استقرار السياسة الخارجية للحكومة الاتحادية لذا عليه ان لا يترك الانطباع بانه يسلك سلوكا متفردا. الا ان وزارة الخارجية في برلين تري انه من الضروري اجراء حوارات مباشرة مع سوريا كي تمارس نوعا من التأثير على المفاوضات السلمية الاسرائيلية الفلسطينية والوضع في لبنان، وقال مارتين ييغر المتحدث باسم الخارجية النية لممارسة التأثير تدعو الى اجراء مفاوضات مع الاطراف المعنية. ولقد تفادت المستشارة ماركل اعطاء اي تصريح صحفي حيال زيارة الوزير السوري المعلم كما ان مستشارها للشؤون الخارجية لم يستقبله، وحسب مصدر اعلامي اعتبرت ماركل محادثات شتاينماير مع المعلم غير مفيدة ولن تثمر عن شيء طالما ان سوريا لا تعترف بلبنان دبلوماسيا.
التعليقات