بهية مارديني من دمشق: يرى مراقبون ان السياسة السورية باتجاه التشدد على الصعيدين الداخلي والخارجي، وان مشاركة سوريا في مؤتمر انابوليس لاتعدو عن كونها بالون اختبار ، تحت ضغوط دولية وعربية مكثفة،لم يحقق نتائجه خاصة بعد الاعلان المصري على لسان وزير الخارجية ان مؤتمر روسيا الذي يعتبر متابعة لانابوليس وطرحا للملف السوري امر بعيد في ظل الظروف الحالية .

ويشير مراقبون الى ان التشدد السوري يعدو عن مكاشفة يعلنها مسؤول سوري في هذا المؤتمر او ذاك ، والدليل المؤتمر الصحافي الاخير لوزير الاعلام السوري الذي هاجم فيه الرئيس الاميركي ورد فيه على تصريحات لمسؤولين عرب حول الملف اللبناني والضغط على حلفاء دمشق ، وحول ربط الملف اللبناني بالقمة العربية ، ليبدو التوافق السوري العربي امرا بعيدا وليظهر ان انهاء توتر العلاقات السورية الاميركية امر محال حاليا.كما ان ملامح التشدد ايضا تبدو في الاعلان عن مؤتمر الفصائل الفلسطينية في دمشق بعد تاجيله لمرات وعدم تزامنه مع انابوليس حيث من المقرر ان يعقد المؤتمر في 23 الشهر الجاري تحت شعار quot;التمسك بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني والوحدة الوطنية طريقا للتحرير والعودةquot;.

المؤتمر الفلسطيني في دمشق

وأعلن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إن العنوانين الرئيسيين للمؤتمر الوطني الفلسطيني المقرر عقده في دمشق في 23 الشهر الجاري هو التمسك بالحقوق و تعزيز الوحدة الوطنية.واكد إن quot;الدعوة لحضور المؤتمر مفتوحة للجميع quot; ، مشيرا الى إن ثمانية فصائل فلسطينية في دمشق قد ثبتت مشاركتها في المؤتمر واعتذر فصيلان آخران, وامل أن يشارك الجميع.

وكانت حركة فتح والجبهة الشعبية وبعض التيارات اعلنت مقاطعتها لهذا المؤتمر, وطالبت دمشق بمنع انعقاده وحذر كبير المفاوضين الفلسطينيين احمد قريع العرب والفلسطينيين من أن quot;محاولة الانقلاب على منظمة التحرير الفلسطينية هو انقلاب على الورقة الفلسطينية والوضع الفلسطيني برمتهquot; في إشارة إلى مؤتمر الفصائل الفلسطينية.

فيما قال محمد نزال عضو المكتب السياسي لحركة حماس إن quot;عشرة فصائل فلسطينية وافقت رسميا على حضور المؤتمر الوطني المقرر عقده في دمشق في 23 الجاري ولم تتخلف عن الحضور إلا الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين quot;، واضاف نزال إن 'المؤتمر سيعقد في التاريخ المحدد بمشاركة حركتي حماس والجهاد الإسلامي وفتح الانتفاضة والصاعقة وجبهة التحرير الفلسطينية، وجبهة النضال الشعبي، والحزب الشيوعي الثوري، وجيش التحرير الفلسطيني، إضافة إلى شخصيات مستقلة، والمتغيب الوحيد هي الجبهة الديمقراطية''.

وكان أنور رجا مسؤول اللجنة الإعلامية في المؤتمر وعضو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة قال في وقت سابق ''إن جدول أعمال المؤتمر يتضمن ثلاث نقاط أساسية: تأكيد مسألة حق عودة الفلسطينيين إلى أرضهم وحق المقاومة، وسبل تفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية، وتنشيط الحوار الوطني الفلسطيني''. وأضاف ان الدعوة وجهت الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس quot;بصفته رئيسا لحركة فتحquot; وكذلك لرئيس الفريق الفلسطيني المفاوض أحمد قريع.

وقال عضو المكتب السياسي لحماس وممثلها في اللجنة التحضيرية للمؤتمر محمد نصر إن quot;اللجنة التحضيرية للمؤتمر برئاسة أمين عام مساعد الجبهة الشعبية - القيادة العامة طلال ناجي، وجهت الدعوات إلى كل شرائح الشعب الفلسطيني، بما فيها فتح والرئيس عباس، لكننا لم نتسلم رداًquot;.

وكانت حركة فتح أعلنت أنها لن تشارك في مؤتمر دمشق معتبرة أن أي مؤتمر فلسطيني لا تدعو له منظمة التحرير الفلسطينية ولجنتها التنفيذية والرئيس محمود عباس هو مؤتمر quot;غير شرعيquot; فيما نفت حركة حماس في وقت سابق أن يكون المؤتمر المنوي عقده في دمشق quot;موجها ضد أحد أو مرتبطا بزيارة الرئيس جورج بوشquot; الحالية إلى الشرق الأوسط.وكان سفير سورية لدى بريطانيا سامي الخيمي قال إن هذا المؤتمر ليس مؤتمرا للفصائل الفلسطينية الذي كان من المقرر أن يعقد في تشرين الثاني الماضي وتم إرجاؤه, موضحا أن هذا المؤتمر هو مؤتمر وطني فلسطيني لكل الفصائل والتيارات الفلسطينية.