بعد تكثيف إسرائيل غاراتها الجوية موقعة المئات منهم
الفلسطينيون في غزة: مرحلة عصيبة في انتظار الأصعب
وقبل أيام من نشر تقرير فينوغراد أبو مازن ينفي نيته الاستقالة من رئاسة السلطة
إيمان العلمي من غزة : يعيش أهالي قطاع غزة ، هذه الأيام مرحلة عصيبة، جراء التصعيد العسكري الإسرائيلي غير المسبوق الذي يأتي وفقاً للمزاعم الإسرائيلية كردّ طبيعي على الصواريخ الفلسطينية المحلية الصنع التي تطلق يومياً على البلدات الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة، ما سبب حالة غضب عارمة في صفوف الفلسطينيين الذين باتوا يوميا يتكبدون خسائر بشرية ومادية جراء تلك الغارات التي تشنها الطائرات الحربية الإسرائيلية على أهداف مدنية داخل القطاع الساحلي المكتظ بنحو مليون ونصف المليون شخص يعانون فيه من شتى أنواع الحصار الاقتصادي والسياسي والعسكري.
لإبعاد الأنظار عن مأزقه الداخلي..أولمرت يهاجم غزة
وخلال الساعات الماضية كثف الجيش الإسرائيلي ضرباته الجوية ضد النشطاء الفلسطينيين، ولاحقا انتهج سياسة جديدة قديمة تستهدف المنشآت المدنية التابعة للحكومة الفلسطينية المقالة ، والتي كان أبرزها قصف مبنى وزارة الداخلية بها الى جانب قصف العديد من المواقع والمقار الأمنية المنتشرة في غزة. ويختلف المراقبون الفلسطينيون والاسرائيليون حول الضربات الجوية العسكرية التي يشنها الجيش، إذ يرى البعض أنها لم تكبح جماح النشطاء الفلسطينيين للكف عن إمطار البلدات الاسرائيلية بالصواريخ المحلية الصنع التي بحسب الفلسطينيين باتت تشكل توازنا في المعادلة بين الطرفين، مع أفضلية للطرف الاسرائيلي الذي يمتلك ترسانة عسكرية مجهزة أفضل التجهيزات التكنولوجية في العالم.
وتسعى إسرائيل من خلال التصعيد العسكري الأخير والذي يؤكد مراقبون أنه جاء بعد ان تلقت الضوء الأخضر من الرئيس الاميركي جورج بوش الذي زار المنطقة الاسبوع الماضي، إلى ضرب البنية التحتية للمنظمات الفلسطينية خصوصا حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، وذلك من خلال تكبيد الفلسطينيين الخسائر الجمة في الممتلكات والأرواح وهذا ما يندرج يوميا من خلال الضربات الجوية للجيش الاسرائيلي بالاضافة إلى توغلاته البرية داخل مناطق معينة في قطاع غزة.
وكان يوم الثلاثاء الماضي نقطة تحول جديدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حين كبدت إسرائيل الفلسطينيين للمرة الأولى منذ أكثر من عامين خسائر بشرية جمة حين أوقعت 18 فلسطينيا وعشرات الجرحى في قصف مركز من الجو على مجموعات المقاومين داخل حي مكتظ بالسكان شرق مدينة غزة، الأمر الذي حدا بالمجموعات الفلسطينية لتكثيف هجماتها الصاروخية على البلدات الإسرائيلية.
ومنذ الثلاثاء قتل نحو 37 فلسطينيا في العمليات الاسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة في حين اطلق الفلسطينيون اكثر من 167 صاروخا محليا او قذيفة هاون ما اوقع العديد من الجرحى بشكل طفيف في الجانب الاسرائيلي.
ولم تكتف اسرائيل بالهجمات والغارات الجوية بل زادت على ذلك تكثيف ضغطها على الفلسطينيين، وأمرت بغلق كل المعابر الحدودية بين اسرائيل وقطاع غزة، كما قررت ايضا تكثيف الغارات المحددة الهدف ضد مجموعات المقاومة الفلسطينية .
في غضون ذلك، لا تفارق الطائرات الحربية الاسرائيلية سماء قطاع غزة، حيث تجوب كافة مناطقه من شماله إلى جنوبه في اطار بحثها عن أهداف تقصفها لكن هذه الأيام بات المدنيون تحت نيران الصواريخ الاسرائيلية حيث يسقط يوميا جراء القصف الاسرائيلي العشرات من المدنيين من النساء والأطفال والشيوخ، كان آخرهم مساء الجمعة حين سقطت فلسطينية كانت تحتفل مع أقاربها بحفل زفاف نجلهم بعد ان استهدفت الصواريخ الاسرائيلية مبنى الداخلية الفلسطينية المجاور لمنزل تلك الفلسطينية التي لقيت حتفها وأصيب أكثر من 50 شخصا من الجيران المحيطين بمبنى الداخلية بجروح مختلفة.
يذكر أنه منذ بداية العام 2008 قتل نحو 78 فلسطينيا بحسب المصادر الطبية الفلسطينية، وأصيب أكثر من 350 بجراح عدد كبير منهم إصابتهمبالغة الخطورة، في حين أن عدد الجرحى من الأطفال بلغ أكثر من 90 جريحا دون سن 16 عاما.
وبين هذا وذاك يبقى الفلسطينيون في قطاع غزة في حالة ترقب جديدة لمرحلة عصيبة في انتظار الأسوأ في ظل التصعيد العسكري الاسرائيلي ضد المدنيين في غزة.
التعليقات