واشنطن: تعتبر إقامة قاعدة فرنسية جديدة في دولة الإمارات العربية المتحدة أحدث مؤشر على أن دول الخليج العربية توسع من صلاتها التجارية والعسكرية بهدف تعزز الأمن في منطقة الخليج دون أن تبدو كأنها أكثر اعتماداً على الولايات المتحدة الأميركية.
فقد أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن بلاده ستصبح الدولة الغربية الوحيدة، عدا الولايات المتحدة، التي يكون لديها منشآت عسكرية دائمة في الخليج.
ويأتي التوصل إلى هذا الاتفاق بين أبوظبي وباريس في وقت ترغب فيه دول الخليج بحماية نفسها ضد إيران، وفي الوقت نفسه، فهي لا تريد الاعتماد على الولايات المتحدة فقط، مع تراجع النفوذ الأميركي في الشرق الأوسط والمخاوف من أن يجر الخلاف الأميركي الإيراني المنطقة إلى الحرب، وفقاً للأسوشيتد برس.
وتسعى فرنسا كذلك إلى فتح فرع لأكاديمية quot;سانت سيرquot; العسكرية في قطر، والمشاركة في المناورات العسكرية الإماراتية والقطرية في فبراير/شباط ومارس/آذار المقبلين.
كذلك وقعت فرنسا ودولة الإمارات العربية المتحدة اتفاقية لتعاون نووي مدني، في خطوة تعتبر الأولى نحو إقامة مفاعل نووي لمساعدة الأخيرة على تنويع مصادر الطاقة لديها.
وقال المحلل في الشؤون الشرق أوسطية، جون ألترمان: quot;تحصل الإمارات العربية على ميزة اللعب في الميدان قليلاً، ليس لأنها تريد الابتعاد عن علاقتها مع الولايات المتحدة، وإنما لأن هذا يعطيها امتياز الحصول على ما تريد من الفرنسيين والأميركيين.quot;
ومن المتوقع أن تحتضن القاعدة الفرنسية 500 جندي وبحار وطيار.
في حين أن للولايات المتحدة قوات تصل إلى نحو 40 ألفاً، منتشرين في قواعد لها في منطقة الخليج، بما في ذلك الكويت، التي تعد قاعدة الانطلاق نحو العراق، والبحرين، التي توجد فيها مقر الأسطول الأميركي الخامس.
وتعتبر الولايات المتحدة الأميركية القوة الخارجية المهيمنة في منطقة الخليج منذ أغلقت بريطانيا قواعدها في المنطقة في العام 1971.
ويدرك العرب أنه ما من قوة أوروبية يمكنها أن تحل محل القوات الأميركية، بوصفها قوات حماية للدول الخليجية الغنية بالنفط.
وأعلن الإليزيه في بيان أنّ اتفاقا تمّ توقيعه يتضمن تواجدا عسكريا فرنسيا في الأراضي الإماراتية، سيكون لفرنسا quot;قاعدة متعددة الأركان، دائمة تتشكل من 400 إلى 500 عسكري.quot;
وقال البيان إنّ القاعدة ستكون أوّل قاعدة عسكرية فرنسية في الخليج، حيث ستكون مواجهة quot;لمضيق هرمز الذي يشهد عبور نحو 40 بالمائة من إمدادات النفط العالمي وهو ما يفسّر أهميتها الاستراتيجية.quot;
وأوضح نائب الأميرال الفرنسي جاك مازارس، أنّ القاعدة العسكرية ستدخل الخدمة خلال عام 2009.
وقال وزير الدفاع الفرنسي، هيرف موران إن القاعدة ستساعد فرنسا على تقديم خدمات الدعم لطائراتها وسفنها الحربية التي يتم إرسالها بصورة روتينية إلى منطقة الخليج، والتي quot;تساهمquot; في استقرار المنطقة.
يشار أن دول الخليج والمستثميرن الخليجيين أخذوا يبتعدون عن الولايات المتحدة، ويبحثون عن شراكات جديدة في آسيا وأوروبا، ويرجع السبب الرئيسي في ذلك إلى دواع سياسية واقتصادية، بما في ذلك التوتر الذي شاب العلاقات مع الولايات المتحدة منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001.