ألياس توما من براغ: وصف نائب رئيس لجنة الدفاع في مجلس النواب التشيكي النائب عن الحزب الشيوعي المعارض ألكسندر تشيرني تبرير الولايات المتحدة بأنها تريد من وضعها الدرع الصاروخي في تشيكيا وبولندا حماية القارة الأوروبية بأنه عبارة عن كذبة كبرى.

ورأى في حديث أدلى به لصحيفة quot; هالو نوفيني quot; التشيكية أن الرادار سيسمح للأمريكيين برصد ومتابعة نصف روسيا وحتى الحدود مع الصين الأمر الذي سيمثل استفزازا لروسيا سيجبرها إلى اتخاذ إجراءات مضادة الأمر الذي سيسمح للقوى التي تقف وراء هذا النظام بمطالبة الكونغرس بتخصيص المزيد من الأموال على التسلح . وأكد أن وضع الرادار في تشيكيا سيشكل تهديدا للمنطقة التي سيوضع فيها ولتشيكيا عموما باعتبار أن مساحتها ليست كبيرة مؤكدا انه في حال وقوع نزاع مسلح فان الضربة الأولى ستطال هذا الرادار.

وأشار إلى انه لم يطلع على أية أشياء جديدة في اجتماع أعضاء لجنة الدفاع في مجلس النواب التشيكي مع مدير وكال الدفاع الصاروخي الاميركية الجنرال هنري اوبيرينغ وان الجنرال يمتلك ميزة كبيرة وهي أن بعض المعلومات التي لديه تخضع لنظام السرية الأمر الذي يجعله لا يتحدث عنها وبالتالي يتم خلق انطباع بأنه توجد مبررات جدية لا يمكن الكشف عنها.

ورأى أن الهدف من ذلك هو خلق أجواء من الخوف لأنه في مثل هذه الأجواء تسهل عملية تبرير المطالبة بصرف أموال ضخمة على أنظمة أسلحة مع أنها من وجهة النظر العسكرية ومن وجهة نظر المستقبل ليس لها أهمية لكنها تدر أرباحا هائلة لشركات السلاح الاميركية .

ورفض تشيرني تصريحات مدير وكالة الدفاع الصاروخي الاميركية ورئيس الحكومة التشيكية ميريك توبولانيك بان الرادار الاميركي سيكون جزءا من المنظومة الدفاعية الجماعية لحلف الناتو مؤكدا أن الحلف لم يقر ذلك بعد وان الولايات المتحدة ستحاول إظهار بأنه يوجد تعاون بين هذا الدرع ونظام الدفاع الجماعي للحلف لكن الأمر المؤكد هو حسب رأيه أن هذا النظام اميركي وان قيادته واستخدامه سيكونان بأيدي عسكريين أمريكيين وليس أطلسيين.

وأشار إلى أن الاميركيين قالوا أكثر من مرة انه يمكن لهم تصور كل شيء إلا أن تكون قيادة مثل هذا الأمور بأيدي أشخاص غير اميركيين مشيرا إلى أن معظم المناصب العسكرية القيادية في حلف الناتو لا يشغلها ضباط من أوروبا إنما من الولايات المتحدة.

وعبر عن قناعته العميقة بان السياسة الاميركية ستشهد تغييرا بعد انتهاء ولاية الرئيس الحالي بوش مؤكدا أن ما من شخص في الولايات المتحدة لا يرتبط بهذه الإدارة لا يرى بان طريقة حكم هذه الإدارة هي كارثية. وأكد أن الاميركيين بعد الانتخابات الرئاسية القادمة لن يسمحوا لأنفسهم بالاستمرار بهذه الطريقة وانه ستحدث تغييرات كي تصبح السياسة الاميركية أكثر عقلانية أي الابتعاد عن الإخفاقات الحالية لها في أفغانستان والعراق وإصلاح العلاقات مع روسيا والصين.