كرونبرج (ألمانيا) : عرض الأمير تركي الفيصل على اسرائيل رؤية تتمثل في تعاون موسع مع العالم العربي وإقامة اتصالات بين الشعوب اذا وَقَعت معاهدة سلام وانسحبت من جميع الأراضي العربية المحتلة.وفي مقابلة مع رويترز قال الأمير تركي الفيصل وهو سفير سابق الى الولايات المتحدة وبريطانيا ومستشار سابق للعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز ان اسرائيل والعرب يمكن أن يتعاونوا في كثير من المجالات بينها المياه والزراعة والعلوم والتعليم.

وعندما سُئل عن طبيعة الرسالة التي يريد ان يبعثها الى الشعب الاسرائيلي قال quot;من خلال مبادرة السلام العربية تجاوز العالم العربي حد العداء تجاه اسرائيل الى السلام مع اسرائيل ومد يد السلام لاسرائيل ونحن بانتظار أن يمسك الاسرائيليون يدنا وينضمون الينا فيما سيعود حتما بالنفع على اسرائيل والعالم العربي.quot;

وخلال قمة بالعاصمة السعودية الرياض العام الماضي أحيت جامعة الدول العربية التي تضم 22 عضوا خطة سعودية للسلام طرحت للمرة الأولى عام 2002. وتعرض مبادرة السلام العربية على اسرائيل التطبيع الكامل للعلاقات مع الدول العربية مقابل الانسحاب الكامل من الأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية المحتلة.ورفضت اسرائيل العرض وقتها خلال ذروة الانتفاضة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

لكنها أبدت مزيدا من الاهتمام منذ دشنت الولايات المتحدة مساع جديدة للسلام خلال مؤتمر للسلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين عقد في مدينة أنابوليس بولاية ماريلاند الأميركية في نوفمبر تشرين الثاني بهدف التوصل لاتفاق بين الجانبين بحلول نهاية العام الحالي.وقال الأمير تركي الذي شغل سابقا منصب مدير المخابرات السعودية انه اذا قبلت اسرائيل خطة الجامعة العربية ووقعت اتفاق سلام شاملا quot;فيمكن أن يتصور المرء اندماج اسرائيل في الكيان الجغرافي العربي.quot;

وأضاف quot;يمكن أن يتصور المرء وجود علاقات بين العرب والاسرائيليين ليس فقط على الصعيد الاقتصادي والسياسي والدبلوماسي بل أيضا في مجالات مثل التعليم والبحث العلمي ومكافحة التهديدات المشتركة لسكان هذه المنطقة الجغرافية المترامية الأطراف.quot;وجاءت تصريحاته على هامش مؤتمر عن الشرق الاوسط وأوروبا نظمته مؤسسة برتلزمان للأبحاث. وكانت من بين أكثر التصريحات شمولا واتساعا من مسؤول سعودي الى الاسرائيليين.

وقال الامير تركي quot;ستكون هناك زيارات متبادلة بين شعبي اسرائيل وباقي الدول العربية.quot;وتابع quot;سنبدأ بالنظر الى الاسرائيليين باعتبارهم يهودا عرب وليس باعتبارهم اسرائيليينquot; مشيرا الى أن الكثير من العرب ينظرون الى اسرائيل تاريخيا باعتبارها كيانا أوروبيا فرض على العالم العربي بعد الحرب العالمية الثانية.

ولا يشغل الامير تركي وهو شقيق وزير الخارجية الامير سعود الفيصل أي منصب رسمي في الوقت الراهن لكنه يرأس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية في الرياض.وقال ان اسرائيل يمكن أن تتوقع تحقق بعض المنافع على الطريق نحو إبرام معاهدة والانسحاب الكامل مشيرا الى أن تعاونا اقليميا بدأ مع الدولة اليهودية بعد توقيع اتفاقيات أوسلو المؤقتة عام 1993 مع منظمة التحرير الفلسطينية وانه بات لاسرائيل تمثيل في عدد من الدول العربية.

لكن هذه التحركات واجهت انتكاسة بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000.ويساور اسرائيل القلق من خطة الجامعة العربية لأسباب منها أنها ستنطوي على إعادة مرتفعات الجولان السورية التي احتلتها خلال حرب عام 1967 وإعادة تقسيم القدس التي ضمت اسرائيل شطرها الشرقي العربي الذي احتلته عام 1967.

لكن يوسي ألفير وهو مشارك اسرائيلي في المؤتمر وأحد رؤساء تحرير موقع بيتر ليمونز الاسرائيلي الفلسطيني على الانترنت ومسؤول كبير سابق في المخابرات رحب بتصريحات الامير تركي.وقال ألفير quot;سعدت لسماع وصف الامير تركي للطبيعة الشاملة للتطبيع كما يتصورها ضمن إطار مبادرة السلام العربية.quot;

وأضاف quot;ينبغي أن تشجع تصريحاته الاسرائيليين والعرب على تعميق وتوسيع نطاق المناقشات بشأن سبل التوصل لاتفاق سلام شامل وتطبيق مبادرة السلام العربية وتحقيق هذا النوع من التعاون الذي وصفه سموه.quot;وعبر عن أمله في أن تتقبل الدول العربية الاسرائيليين بصفتهم quot;يهودا يعيشون حياة سيادية في وطننا التاريخيquot; وليس مجرد quot;يهود عربquot; أو quot;يهود أوروبيينquot; بمجرد توقيع اتفاق سلام شامل.