طهران، وكالات: إعتبر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن أي قرار لمجلس الأمن الدولي سيكون quot;بدون تأثيرquot;، وذلك غداة إتفاق الدول الكبرى على مشروع قرار يلزم إيران بتعليق تخصيب اليورانيوم. وقال احمدي نجاد للتلفزيون الرسمي الايراني ردا على سؤال عن نتائج اجتماع القوى الكبرى الست الثلاثاء حول مسألة البرنامج النووي الايراني quot;يجب ان يعلموا ان هذا السلوك غير الشرعي لن يكون له تأثير على ارادة الامة الايرانيةquot;.

واتفقت الدول الكبرى الست (بريطانيا والصين وفرنسا والولايات المتحدة وروسيا والمانيا) الثلاثاء في برلين على مشروع قرار من المقرر ان يعرض لاحقا على مجلس الامن لاقراره ويهدف الى الضغط على ايران لتوقف برنامج تخصيب اليورانيوم. وقال احمدي نجاد بهذا الصدد quot;سنواصل طريقنا سعيا للحصول على حقوق امتنا في اطار القوانين الدوليةquot;.

وكانت جاء الإعلان عن الاتفاق على مشروع القرار الجديد على لسان وزير خارجية ألمانيا، فرانك-وولتر ستاينمير، بعد مباحثاته في برلين مع وزراء خارجية الولايات المتحدة ووبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين. وتطالب الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون بفرض مجموعة ثالثة من العقوبات ضد إيران على خلفية رفضها تعليق تخصيب اليورانيوم. لكن إيران تصر على أن برنامجها النووي هو لتوليد الطاقة وليس لأغراض عسكرية. وصرح وزير الخارجية الألماني بعد الاجتماع قائلا quot; اليوم اتفقنا جميعا على محتوى مشروع القرار الجديدquot;. وأضاف المسؤول الألماني أن ألمانيا وفرنسا وبريطانيا ستعرض مشروع القرار على مجلس الأمن لمناقشته.

اسرائيل ترحب

بدوره اشاد مسؤول اسرائيلي اليوم الاربعاء بابقاء الضغط على ايران وقال تساحي هانيغبي رئيس لجنة الدفاع والشؤون الخارجية في البرلمان quot;من المهم جدا ان تتفق الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا لان القادة الايرانيين دفعوا الى الاعتقاد في الاونة الاخيرة بان برنامجهم النووي يحظى بحصانة وكأن السيف لم يعد مصلتا فوق رؤوسهمquot;. واضاف هذا المقرب من رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت لاذاعة الجيش الاسرائيلي quot;قبل التفكير في خيار عسكري ضد البرنامج النووي الايراني، يجب اثبات ان كل السبل الاخرى قد استخدمتquot;.

واتفقت الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا والمانيا الثلاثاء في برلين على مشروع قرار جديد حول البرنامج النووي الايراني. وقال مسؤول اميركي كبير طالبا عدم الكشف عن اسمه ان quot;مشروع القرار يعزز العقوباتquot; التي فرضت على ايران مثل رفض اعطاء تأشيرات دخول الى عدد من القادة الايرانيين وتجميد اصول مؤسسات مرتبطة بالبرنامج النووي، كما انه quot;سيضيف عناصر جديدةquot; على القرارين السابقين. لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اعتبر ان مشروع القرار لا يتضمن عقوبات جديدة.

من جهة اخرى تعقد لجنة التعاون الاستراتيجي الاسرائيلي الاميركي اجتماعا في القدس الخميس لبحث الملف النووي الايراني. وسيترأس نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي شاوول موفاز الوفد الاسرائيلي كما ذكرت الاذاعة. وتعتبر الدولة العبرية، القوة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط بحسب خبراء اجانب، ايران عدوها الاستراتيجي الرئيسي لا سيما وان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد دعا الى quot;شطب الكيان الصهيوني عن الخارطةquot;.

وفي هذا الاطار، قامت اسرائيل في 17 كانون الثاني/يناير بتجربة quot;ناجحةquot; لصاروخ بالستي بعد تصريحات اولمرت التي لم يستبعد فيها quot;اي خيارquot; لمنع ايران من امتلاك السلاح النووي. واطلق قمر اصطناعي اسرائيلي جديد للتجسس مكلف خصوصا مراقبة ايران الاثنين من مركز فضائي هندي.

quot;الولايات المتحدة راضيةquot;

وقال مسؤول أميركي إن القرار من شأنه quot;تشديدquot; العقوبات الحالية مثل منع المسؤولين الإيرانيين من السفر وتجميد الأصول المالية لإيران وquot;طرح عناصر جديدةquot;. ونقلت وكالة الأسوشييتد برس عن دبلوماسي أوروبي رفض الكشف عن هويته قوله إن مشروع القرار لا يتضمن عقوبات كهذه. وقال المسؤول الأمريكي إن quot; الولايات المتحدة راضية جدا. إنه (مشروع القرار) تذكير سريع للإيرانيين بأنهم لم يلتزموا (بقرارات مجلس الأمن)quot;. وأضاف أنquot;الدول الست متحدة في مواقفهاquot;. وأبدت الدول الغربية حرصا على زيادة الضغوط على إيران لكن الصين وروسيا لم تتحمسا لفرض عقوبات إضافية عليها.

ويُذكر أن إقناع الصين وروسيا بفرض عقوبات جديدة على إيران أصبح أصعب من قبل الشهر الماضي بعد صدور تقرير أجهزة الاستخبارات الأميركية والذي خلص إلى أن إيران أوقفت العمل في برنامجها للأسلحة النووية في 2003. وكانت إيران قد قالت مرارا إن العقوبات لن ترغمها على تعليق برنامجها لتخصيب اليورانيوم. وقال غلام حسين إلهام وهو ناطق باسم الحكومة الإيرانية الثلاثاء إن quot; إمكانية تبني قرار جديد لن يكون له أي تأثير على شعبناquot;. وتقول إيران إن برنامجها النووي يهدف إلى توليد الطاقة الكهربائية، وتنفي ما يقوله البيت الأبيض وحلفاؤه الرئيسيون بأنها تسعى لبناء قنبلة نووية.