الخشية من تفجيرات إرهابية تنظم نوم أهالي اسلام آباد
دعوة إلى تجنيد متطوعين لمواجهة الانتحاريين

علي مطر من إسلام آباد: سيكون بالتاكيد أمراً مؤسفاً أن يتوجه المرء الى السوق ليبتاع بعض حاجياته التي لا تنتهي وأن يصطدم بعد جمعها أو قبل ذلك باحدهم يقترب من المكان بكل هدوء وأن يكون مراهقاً تم غسل ما في جمجمته وقد ارتدى حزاماً ناسفاً من شأنه أن يودي بحياة أبرياء لا ناقة لهم ولا جمل بما ترغب الولايات المتحدة الاميركية في تنفيذه أو الوصول اليه من أهداف من خلال ما تشنه من حرب ضد الارهاب يتعاون فيها معها الرئيس الباكستاني برويز مشرف ولا دخل لهم بالصراع في أفغانستان بين قوات حلف الناتو وقوات الولايات المتحدة من جهة وبين مقاتلين لا يحملون من السلاح الا اقله ومن الاكل الا ما قلت فائدته الغذائية ويرتدون قليل من الثياب التي لا تقيهم اي شيئ ولا تكاد تسترهم وهم الطالبان. ويرمي الباكستانيون باللائمة على الجيش الباكستاني في كثرة العمليات الانتحارية التي تتعرض لها مدن باكستان لان الجيش يكثر من عمليات القصف جويا وارضيا للمناطق القبلية سواء كانت في شمال او جنوب وزيرستان او في مالكند او في وادي سوات.

المطالبة بمتطوعين لمواجهة الانتحاريين

سكان اسلام اباد وراولبندي يعانون من كونهم الاكثر عرضة للعمليات الانتحارية بحكم وجود قيادة الجيش وهي طرف في النزاع في مدينة راولبندي ولكون السفارت الاجنبية ومقر اقامة رئيس الجمهورية في العاصمة اسلام اباد، لذا فانهم يطالبون بتشكيل فرق من المتطوعين للتدخل السريع والحد من انتشار ظاهرة الانتحاريين بصورة تثير قلق السكان بالمدينتين.

ويرى كثير من السكان ان الانتحاريين يسيئون الى باكستان والى الاسلام والى المسلمين وانهم لا يحققون شيئا ايجابيا من تصرفهم العقيم. والامر جد مخيف لدرجة ان الكثير من سكان العاصمة اصبحوا يفضلون اداء صلاتهم في بيوتهم بدلا من التوجه الى المساجد خشية ان يتعرض مكان الصلاة لهجمات كما حدث مؤخرا بمدينة بيشاور عندما هاجم انتحاري حسينية للشيعة.

و يلاحظ ان عدد المصلين يوم الجمعة بات يقل تدريجيا عن اعدادهم في السنوات السابقة ويعود الفضل في ذلك الى من يقومون بتوجيه الانتحاريين الى اهداف جلها من الابرياء او كلها مما يشير باصابع الاتهام الى اجهزة استخبارات اجنبية بالمسؤولية عن تدبير مثل هذه الهجمات الانتحارية وتلك اصابع تتجه الى جار باكستان الغربي. ويطالب المواطنون الحكومة بالاسراع في الكشف عن الارهابيين واستخدام جميع السبل المتاحة للنيل منهم وتطهير المجتمع من انشطتهم.

الاجندة الاميركية

يرى البعض ان العمليات الانتحارية تاتي نتيجة او كرد فعل على تعاون باكستان مع الغرب في الحرب ضد الارهاب. وهم يزعمون بان الحكومة الباكستانية تقوم بقتل الابرياء من رعاياها لدى تطبيقها للاجندة الاميركية. وبعض هؤلاء يصر على القول ان الهجمات الانتحارية هي رد فعل مباشر على القصف الجوي الذي تقوم به القوات الباكستانية ضد القبائل في الاقليم الشمالي الغربي الحدودي ndash; سرحد.

فعندما تقوم القوات الباكستانية بقتل عائلة احد رجال القبائل في القصف الجوي المركز الذي يقوم به الجيش الباكستاني فان رد فعل ما سيصدر عنه بكل تاكيد. ومن المؤسف ان بعض من يسمون انفسهم بالمطلعين على قضايا الدين يقومون باستغلال الموقف وتوجيه المتضرر نحو قتل الابرياء انتقاما لمقتل افراد عائلته في القصف الذي لا يفرق بين مطلوب للعدالة او بريئ.

ولا يمكن اغفال حقيقة تورط استخبارات اجنبية قد تكون جهاز الراو الهندي في تجنيد اولئك الراغبين بالانتقام من خلال منحهم التدريب في المخيمات الهندية المنتشرة شرق وجنوب وغرب افغانستان بصورة تطوق باكستان وتجعلها عاجزة عن مواجهة هذا الزخم من الاسلحة والروبيات الباكستانية المزورة التي يحصل عليها هؤلاء الانتقاميون للعودة الى بلادهم للقيام بانشطة لا تقضي الا على ابرياء وحسب.اذا لا يمكن استبعاد التورط الاجنبي في انتشار العمليات quot;الانتقاميةquot; وذلك على ضوء حاجة منفذي هذه العمليات الى التدريب والى التمويل الذي لم يحاول اي كان تجفيف منابعه كما حدث مع الهيئات الاغاثية بالدول الاسلامية.

quot;الجهاديينquot;

وتعد الهجمات تاني نتيجة لاخطاء الحكومة في العقود الاخيرة وهي التي كانت سياساتها تعتمد في عقد الثمانينات على تدريب الجهاديين ومدهم بالمال والسلاح لضرب اهداف السوفييت بافغانستان وهي الان في بداية القرن الحادي والعشرين قد انقلبت عليهم مما شكل في عقليتهم شعورا بالضياع وتنامت لديهم احاسيس النقمة على المجتمع بسبب نبذه لهم بعد ان كانت انشطتهم تغطي وسائل الاعلام المحلية والدولية.

بعض السكان يرون ان الحكومة لوحدها لا تستطيع ان تتكفل بمعالجة تنامي الهجمات الانتحارية والتي تنذر بازدياد بعد انتهاء فصل الشتاء ويدعون الى انهماك المواطنين في جهود تطوعية لمواجهة هذه الظاهرة. اي ان الحكومة مطالبة بان تقوم بتعليم المواطنين وتثقيفهم لكي يقوموا بتشكيل فرق من المتطوعين القادرين ومن ادنى المستويات على اضافة جهودهم لجهود الحكومة من اجل وضع حد لظاهرة الانتحاريين.

والفكرة هي ان هؤلاء المتطوعين يمكنهم تشكيل دوريات في الشوارع المختلفة لمراقبة الغرباء الذين يرى الرئيس الباكستاني برفيز مشرف انهم غرباء فعلا عن نسيج المجتمع الباكستاني ويقومون كذلك بالتعرف عليهم لدى عتبات المساجد وغيرها من اماكن العبادة والحيلولة بينهم وبين دخولها والتسبب بتفجيرات تودي بحياة الكثيرين. وقد اعرب التجار واصحاب الدكاكين عن استعدادهم للمشاركة في تلك الفرق التي سيتم تزويدها ببطاقات تبرز شخصيتهم ودورهم الذي يقومون به.

انتحاريون يتسللون الى اسلام اباد

تشير تقارير الاستخبارات الباكستانية من حين الى آخر تشير الى ان 5 او 10 او 11 من الانتحاريين شقوا الاحتياطات الامنية ودخلوا العاصمة او وجدوا ملاذا لهم في مدينة راولبندي المحاذية لها وآخر تقارير الاستخبارات الباكستانية نشر يوم السبت الماضي الذي صادف تاسعواء محرم في باكستان ndash; التي يفرق تاريخها يومين عن بقية التقاويم الهجرية في العالم الاسلامي ndash; وتجدر الاشارة الى ان كان هناك مخاوف من وقوع هجمات انتحارية لذا فان سكان العاصمة فضلوا البقاء قبالة اجهزة التلفاز في منازلهم.

ورغما ان السلطات منحت المواطنين اجازة رسمية في يومي تاسعواء وعاشوراء الا انهم فضلوا البقاء في ببيوتهم بدلا من الخروج الى ضواحي المدينة كما هي عادتهم. كما ان اعداد رجال الشرطة الغفيرة المنتشرة امام المساجد والحسينيات وعلى المنافذ ونقاط الدخول والخروج وحواجز التفتيش بل ومجسات تفتيش المشاة في المناطق المختلفة قد زادت من مخاوفهم.

زيارة الاضرحة تزيد من المخاوف

الاضرحة كثيرة في باكستان وهو ارث سابق لانفصالها عن الهند ذلك ان هناك شبكة متكاملة من الاتجاهات الروحانية في هذه المنطقة والتي جعلت من الحتمي على كل مجموعة ان تتخذ لنفسها موقعا او ضريحا يزوره اتباعها في اوقات محددة. ولكن هذا الارث اصبح يشكل نقمة على السكان ذلك ان العناصر المعادية للمجتمع قد تجد ضالتها وهي تبحث عن الهدف في هذه الاضرحة التي اصبحت بالتالي تشكل عبئا امنيا على الادارات الحكومية المعنية بقضايا الحماية والامن.

ومدينة لاهور معروفة بانها مدينة الاضرحة والمقامات التي تجذب المتعلقين بالقضايا الروحانية والدينية. ومسيرة الشيعة فيها هي من اكبر المسيرات باقليم البنجاب لان سكان الضواحي والقرى البعيدة يحضرون اليها للمشاركة في المسيرة. وبهذا تزيد احتمالات تعرض هذه الاضرحة او المسيرات الدينية للهجمات الانتحارية.

و لا توجد احصائيات دقيقة تبين عدد هذه الاضرحة بمدينة لاهور ولكن من اهمها ضريح الداتا دربار وضريح بي بي باآلك دامان( وهو الاسم الممنوح لمقام بي بي رقية ابنة علي بن ابي طالب ) والتي تظل اكثر من غيرها عرضة للهجمات لولا الاحتياطات الامنية الشديدة حولها.