بيروت: تتجه الأنظار غدا إلى إجتماع الأمانة العامة لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية للبحث في الأزمة اللبنانية المتفاقمة سياسيا وأمنيا. ويجتمع وزراء الخارجية العرب على وقع التفجير الإرهابي الذي إستهدف أمس أحد كبار الضباط في قوى الأمن الداخلي اللبناني الرائد وسام عيد ومرافقه وتردد صداه في مختلف العواصم العربية والعالمية. ويأتي هذا الاجتماع ليجدد التأكيد على المبادرة العربية التي أعلنها وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الأخير المنعقد في الخامس من الشهر الجاري لحل الأزمة والمرتكزة على انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية وفقا للأصول الدستورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية يكون فيها للرئيس اللبناني كفة الترجيح ثم البدء في صياغة قانون انتخابي جديد.

ويعول اللبنانيون على استكمال الجهود التي بدأها الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى مع المسؤولين اللبنانيين لتنفيذ بنود المبادرة المذكورة في أسرع وقت ممكن. وتسلم الوزراء العرب قبل اجتماعهم مذكرتين لبنانيتين مضادتين صادرتين عن فريقي النزاع الموالاة والمعارضة اذ دعا الفريق الأول المبادرة الى اعلان تاريخي جديد يطالب بملء سدة رئاسة الجمهورية في لبنان ورفض كل أشكال الفراغ الدستوري وترجمة التوافق على اسم العماد سليمان.

من جهته طالب الفريق الثاني quot;بحل سياسي يقوم على سلسة متكاملة ووفق تفاهم لبنانيquot; مؤكدا ان quot;التحرك العربي يجب ألا ينحاز الى أي طرفquot;. وتسلم المسؤولون اللبنانيون التقرير الذي أعده الأمين العام للجامعة حول نتائج زيارته الأخيرة الى لبنان والذي سيناقش في اجتماع وزراء الخارجية العرب. وذكرت مصادر دبلوماسية لبنانية في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) ان تقرير موسى يتضمن بشكل أساسي توصية بضرورة عودة أركان الموالاة والمعارضة الى التحاور لبت قضية تشكيل الحكومة بعد انتخاب الرئيس ولمنع انزلاق لبنان الى الهاوية في ظل المخاوف من انفجارات أمنية. وأضافت ان الوزراء سيبحثون مصير المبادرة العربية تجاه لبنان متوقعا اعادة تعويم هذه المبادرة quot;وفق آلية سياسية جديدة يكلف في ضوئها موسى العودة الى بيروتquot;.

وربطت المصادر كل تقدم بموضوع الحل اللبناني بمدى حصول تفاهم عربي لا سيما بين السعودية وسوريا ومصر حول الخطة العربية بمعزل عن الملفات الأخرى العالقة. وردا على سؤال عن احتمال عودة الحوار بين أركان الموالاة والمعارضة استبعدت المصادر حصول مثل هذه اللقاءات ما لم تعد الثقة بين الطرفين وايقاف الخطاب التخويني والالغائي. وحذرت من أن غياب الحوار والتفاهم واستمرار لغة التخوين قد ينعكس على الشارع quot;خصوصا وأنه شارع مستنفر ومحقون اقتصاديا واجتماعيا ومعيشياquot;.

وحول التفسيرات التي طرحها الفرقاء اللبنانيون للمبادرة العربية لا سيما في بندها الثاني المتعلق بتشكيل الحكومة اعتبرت المصادر ان ذلك يعود الى عدم وجود تفاهم سوري - سعودي واضح بعد وعليه فان وزراء الخارجية quot;أعطوا لبنان خطة ولكن لم يعطوه حلاquot;.