يحمل صورة quot;الحكيمquot; خلال التشييع
عمان: شيع في العاصمة الأردنية عمان مؤسس حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جورج حبش الذي وافته المنية مساء السبت عن عمر يناهز الحادية والثمانين.

وانطلق موكب التشييع من مستشفى الاردن وسط عمان الى مقر كنيسة الروم الارثوذكس في منطقة الصويفية، جنوب شرق عمان، لاقامة الصلاة عليه قبل ان يوارى جثمانه الثرى في مقبرة سحاب.

وقالت ليلى خالد، والتي شاركت في خطف طائرة ركاب غربية بناء على طلبه، إن وفودا من سورية ولبنان ودول الخليج العربية وخصوصا البحرين ستأتي لتقديم التعازي في وفاة حبش.

وقد شارك نحو خمسمائة شخص في عملية نقل الجثمان من المستشفى. وقال عطا الله خيري السفير الفلسطيني في عمان ان quot;رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون ناب عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مراسم التشييعquot;.

كما شارك ياسر عبد ربه امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تشييع الجنازة.

سيرة حافلة
ولد حبش في 22 ابريل/نيسان عام 1925 ببلدة اللد في فلسطين التي كانت واقعة تحت الانتداب البريطاني.

كان طالبا بكلية الطب في الجامعة الأمريكية في بيروت حينما اندلعت حرب عام 1948 واضطرت عائلته الثرية للرحيل عن فلسطين خلال النكبة.

بعد أن أتم دراسته في كلية الطب برعاية والدته، أدار عيادة في عمان لمدة خمسة أعوام.

وفي العام 1952 عمل على تأسيس حركة القوميين العرب التي كان لها دور في نشوء حركات أخرى في الوطن العربي، وظل يعمل في مجال دراسته حتى عام 1957، فر بعدها من الأردن إلى العاصمة السورية دمشق وصدرت بحقه عدّة أحكام بين الأعوام 1958 و1963.

نتيجة لقناعته بأن من حقه العودة الى وطنه أنشأ حبش الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في عام 1968 والتي بلغت من القوة أن احتلت المرتبة الثانية في مصاف الفصائل الفلسطينية بعد حركة فتح التي كان يقودها ياسر عرفات.

عارض اتفاقات السلام مع اسرائيل ورفض الاعتراف بالدولة اليهودية.

تبنت الجبهة مبدأ quot;العنف الثوريquot; وفي أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات نفذت عمليات خطف طائرات وأشخاص من أجل نشر الوعي العالمي بالنضال الفلسطيني.

في سبتمبر/أيلول 1970 خطفت الجبهة الشعبية ثلاث طائرات غربية في آن واحد في الاردن ودمرتها جميعا مما دفع العاهل الاردني الراحل الملك حسين لمواجهة الفصائل الفلسطينية على أرض الاردن فيما عرف لاحقا بأحداث أيلول الأسود.

وفي عام 1976 قامت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بأشهر عملياتها وهي خطف طائرة تابعة لشركة طيران اير فرانس والتوجه بها لمطار عنتيبي بأوغندا، حيث توجهت فرقة من القوات الخاصة الاسرائيلية الى عنتيبي وقتلت الخاطفين وأنقذت 98 رهينة من الاسرائيليين واليهود. وقد قتل في العملية ثلاثة رهائن ورئيس فرقة القوات الخاصة الإسرائيلية، وهو الشقيق الأكبر لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نيتنياهو.

انتقل حبش الذي يطلق عليه أنصاره ومحبوه داخل منظمة التحرير الفلسطينية لقب quot;الحكيمquot; (أي الطبيب) الى بيروت التي عاش فيها حتى الغزو الاسرائيلي للبنان عام 1982. وانتقل بعدها الى سوريا.

في عام 2000 تنحى حبش عن قيادة الجبهة وسلم زعامتها الى أبو علي مصطفى الذي قتلته اسرائيل في عام 2001 خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية.