خلف خلف من رام الله: شرعت جمعية يمينية يهودية في إجراءات لبناء 200 وحدة استيطانية في قلب حي الشيخ جراح الواقع شرق مدينة القدس. وتأتي هذه الخطوة في وقت تطالب السلطة الفلسطينية الجانب الإسرائيلي بوقف الاستيطان كشرط أساسي للتقدم في مفاوضات الحل النهائي التي أطلقها مؤتمر انابوليس نهاية نوفمبر الماضي، وتسعى الجمعية الاستيطانية عبر مخططها الجديد إلى اقتلاع السكان المقدسيين من منازلهم عن طريق تضيق الخناق حولهم، وذلك بحجة خلق تواصل يهودي في المكان.

ونقلت صحيفة هآرتس الصادرة اليوم الثلاثاء عن النائب في الكنيست بني الون من حزب (المفدال)، وهو أحد مؤيدي الحي الجديد، القول: quot;هدفه خلق تواصل إقليمي يهودي يحيط منطقة البلدة القديمة حيث توجد أغلبية فلسطينية كثيفة. وحسب الون فان quot;التواصل اليهوديquot; يمكن خلقه من خلال الإعلان عن حدائق وطنية في مناطق مفتوحة وضم أراضي الدولة إلى أراضي بملكية يهودية. ويقول الون إن quot;الإحياء اليهودية التي ستقام بقرب المناطق المفتوحة ستمنع الغزو والبناء غير القانوني للفلسطينيينquot;.

الحي الجديد سيقام على أرض بمساحة 18 دونم، قرب قبر شمعون الصديق في شرقي القدس. ويسكن في المكان منذ الآن نحو 7 عائلات يهودية. وحسب الخطة التي رفعت إلى اللجنة المحلية في بلدية القدس، من اجل إقامة 200 وحدة استيطانية ستكون حاجة إلى هدم المباني الفلسطينية القائمة في هذه اللحظة. وذلك كون مسار الخطة التي نشرت هآرتس مقتطفات منها يقرر بأن المناطق المفتوحة ستصبح مناطق سكنية وان كثافة البناء في المنطقة ستزداد إلى مبان من 5 و 6 طوابق الأمر الذي يتطلب تغيير المخططات للبناء المديني.

ونقل عن يهوشع بوليك، نائب رئيس بلدية القدس، الذي يقف على رأس اللجنة المحلية، القول إن الخطة الجديدة غير معروفة له، ولكن في نيته quot;أن يحث كل خطة بناء، لليهود وللعربquot;. وأشار بوليك إلى أنه خلافا لما نشر عن تعليمات من رئيس الوزراء ايهود اولمرت لوقف البناء في شرقي القدس، فلن تتسلم البلدية أي قيد على البناء في المدينة.

ويسكن اليوم في المكان الذي ستشرع الجمعية في بناء الحي الاستيطاني به، نحو 40 عائلة فلسطينية، وهي توجد على مسافة قريبة جدا من فندق أمريكان كولوني، احد المراكز الأكثر أهمية للنشاط الفلسطيني والدولي في شرقي القدس.

وكان المليونير اليهودي الأمريكي اروفين موسكوفيتش اشترى فندق شبرد المجاور، وهو يسعى إلى إقامة بضع عشرات من وحدات السكن لليهود هناك. وقبل نحو شهرين نشر في quot;هآرتسquot; بان مديرية ما يسمى بـquot;أراضي إسرائيلquot; أجرت لجمعية quot;عطيرت كوهانيمquot; أرضا كبيرة تسمى quot;كرم المفتيquot; التي توجد أمام فندق شبرد.

وضم كل هذه النقاط يمكنه أنه يخلق تواصلا يهوديا في القدس، ولكنه يؤدي لقتل إمكانية إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وفق ما برنامج منظمة التحرير الفلسطينية, وهو بدوره يعني إحباط عملية المفاوضات قبل إطلاقها بين ا لجانبين، حيث أن الحي الاستيطاني الجديد سيعمل على الفصل بين حي الشيخ جراح والبلدة القديمة وبين الأحياء الفلسطينية شمالها.