الياس توما من براغ: اظهر استطلاع جديد للرأي أن التدخل العسكري الروسي في جورجيا لم يؤثر على الرأي العام التشيكي بالشكل لذي يجعله يغير موقفه السلبي من وضع قاعدة الرادار الاميركية التابعة للدرع الصاروخي في تشيكيا كما اعتقد ذلك رئيس الحكومة التشيكية ميريك توبولانيك .

وتشير نتائج الاستطلاع الحديث الذي أجراه مركز أبحاث الرأي العام أن 67 بالمئة من مواطني تشيكيا لا يزالون يعارضون وضع القاعدة الاميركية مقابل موافقة 28 بالمئة فقط أما خمسة بالمئة من التشيك فقد قالوا انه ليس لهم رأي في هذه المسالة .

وأكد الاستطلاع أن 68 بالمئة من التشيك يؤيدون إجراء استفتاء ي البلاد بهذا الشأن بالنظر لحساسية وأهمية هذا الموضوع النسبة لأمن البلاد المستقبلي فيما عبر 25 بالمئة فقط عن معارضتهم لإجراء مثل هذا الاستفتاء .

وتعتبر نتائج هذا الاستطلاع تأكيدا جديدا بان الحملة الإعلامية والدعائية التي قامت بها الحكومة التشيكية ومعها الإدارة الأمريكية لم تنجح في تغيير قناعات المواطنين التشيك الراسخة في هذه المسالة بدليل أن مختلف استطلاعات الرأي التي جرت منذ عام 2006 إلى اليوم أكدت رفض أغلبية التشيك للانخراط بمشروع الدرع الصاروخي بنسب تراوحت بين 61ــ 70 بالمئة في حين أن نسبة الموافقين على الانخراط في هذا المشروع ظلت بحدود الربع ولم تتجاوز في أي استطلاع نسبة الثلاثين بالمئة .

ويشير الاستطلاع الحديث إلى أن أكثر الموافقين عل وضع القاعدة الاميركية هم سياسيا من أنصار الحزب المدني الديمقراطي اليميني الاتجاهات أقوى أحزاب الائتلاف الحاكم في حين يرفض وضع الرادار اغلب أنصار ومؤيدي بقية الأحزاب أما الرفض الأكبر فموجود لدى القاعدة الانتخابية لحزبي المعارضة الحزب الاجتماعي الديمقراطي والحزب الشيوعي .

وعكس الاستطلاع أيضا أن نسبة الموافقين على وضع القاعدة الاميركية تزيد لدى الرجال منها لدى النساء وتزيد لدى الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 30ــ 44 عاما والذين لديهم ثقافة أعلى ومن أصحاب المستوى الحياتي الأفضل في حين أن أكثر المعارضين هم من المتقاعدين والناس الذين لديهم تعليما متدنيا ومن الناس الذين يقيمون أوضاعهم المادية بأنها سيئة أو أنها ليست جيدة وليست سيئة .

ويأتي الإعلان عن نتائج هذا استطلاع قبل أسابيع قليلة من بدء البرلمان التشيكي مناقشة الاتفاقيتين الخاصتين بوضع القاعدة ونشر القوة الاميريكية فيها الأمر الذي قد يؤثر في قناعات بعض النواب وسيما المترددين منهم حتى الآن في موضوع كيفية تصويتهم في البرلمان .

يذكر أن البرلمان التشيكي سيبدأ مناقشة الاتفاقيتين في 21 من هذا الشهر وسط مؤشرات على أن النقاش سيكون ساخنا بين المعارضين والمؤيدين حول هذه القضية الحساسة جدا بالنسبة للتشيك .