لندن: أكد مصدر مطلّع أن المملكة العربية السعودية استضافت مؤخراً محادثات جمعت بين قيادات في الحكومة الأفغانية وممثلين عن حركة quot;طالبانquot; المتشددة، برعاية العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز.
وقال المصدر المقرب من المحادثات إن الاجتماع التاريخي الذي امتد على فترة أربعة أيام حدث في مدينة quot;مكةquot;، خلال الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر/أيلول الفائت، وهو الأسبوع الأخير أيضاً من شهر رمضان. وأوضح المصدر، الذي رفض الكشف عن طبيعة منصبه نظراً لحساسية الموضوع، أن العاهل السعودي تناول الإفطار في أول أيام العيد مع وفد أفغاني ضم 17 شخصية، في مبادرة لإظهار التزامه بإنهاء الصراع بين الأطراف الأفغانية.
وأكد أن الملا عمر زعيم حركة quot;طالبانquot; لم يكن موجوداً ضمن المشاركين. وأشار إلى أن كافة المشاركين اتفقوا على أن الحل الوحيد للصراع الأفغاني هو عبر الحوار وليس الاقتتال.
وشدد المصدر المقرب من محادثات quot;مكةquot; أن الملا عمر الذي غاب عن المشاركة، كان قد أوضح أن حركته لم تعد متحالفة مع تنظيم quot;القاعدةquot;، وهو موقف لم يعلنه الملا عمر بعد علناً وبشكل رسمي إلا أنه تسرّب خلال المحادثات التي يرعاها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز.
هذا التطور يؤكد ما أعلنه مصدر على معرفة وثيقة بطالبان والملا عمر لشبكة CNN في وقت سابق. ودأبت المملكة السعودية في الماضي التعاطي مع الوضع الأفغاني عبر الجارة باكستان، إلا أن مبادرتها الراهنة تظهر تحولاً مهماً يبدو اعترافاً من الرياض بالوضع السياسي الهش في إسلام أباد، والحاجة الماسة لكبح نمو تنظيم quot;القاعدة.quot;
ووفق المصدر فإن هذه المحادثات جاءت نتيجة ثمرة اجتماعات بعيدة عن وسائل الإعلام مستمرة منذ عامين. ولفت المصدر المطلع إلى أن المحادثات تمت بين الـ24 والـ27 من سبتمبر الماضي، وضمت 11 موفداً من quot;طالبانquot; ومسؤولين اثنين من الحكومة الأفغانية وممثل عن حركة quot;المجاهدينquot; السابقة قلب الدين حكمتيار وثلاثة آخرين.
يُذكر أن الرئيس الأفغاني حميد كرزاي، كان قد دعا الأسبوع الماضي مسؤولي حركة طالبان إلى مفاوضات سياسية، وطلب من المملكة العربية السعودية لعب دور الوساطة في تلك المفاوضات.
ونقل مراسل الشبكة نيك روبرتسون أن أسباباً عدة تقف وراء تدخل السعودية برعاية الحوار الأفغاني، منها الثقة العالية التي تمنحها لها الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا بلعب دور إيجابي في وقت يتصاعد فيه العنف، يقابله تصاعد في محصلة قتلى قوات التحالف.
كذلك تتخوف السعودية ربما من قيام إيران بانتهاز الفرصة إزاء تقهقر القوات الأمريكية كما حصل لها في العراق.
وكانت عدة مصادر أفغانية مطلعة على الأنشطة الإيرانية في أفغانستان قد أعلنت أن المسؤولين الإيرانيين والدبلوماسيين الذين يستثمرون في قطاع الأعمال وبناء منشآت تعليمية في البلاد، يقومون في الواقع بحشد وتأييد دعم القيادات السياسية في كابول.
تتزامن هذه التطورات، مع استبعاد مسؤول عسكري بريطاني رفيع، تحقيق نصر عسكري حاسم في أفغانستان، مشيراً إلى أن حركة quot;طالبانquot; ربما تدخل في سياق حل طويل الأمد للدولة التي يمزقها العنف الدموي الذي تقوده الحركة المتشددة، وفق تقرير.
وتشارك بريطانيا، إلى جانب الولايات المتحدة وقوات حلف quot;الناتوquot;، في مواجهات عسكرية عنيفة ضد مليشيات الحركة في أفغانستان، إلا أن بعض المسؤولين البريطانيين أعربوا مؤخراً عن محاولات لفتح قنوات اتصال مع طالبان لإقناعها بالتخلي عن السلاح والانضمام إلى العملية السياسية.
واستبعد المسؤول العسكري البريطاني كلياً إمكانية دحر الحركة قائلاً: quot;لن يتسنى لنا تحقيق النصر في هذه الحربquot;، وفقاً للمصدر. القصة كاملة.
التعليقات