باريس، نيويورك: قالت مصادر فرنسية دبلوماسية أن وزير الخارجية برنار كوشنير أكد للوفد السوداني برئاسة نافع علي نافع مستشار الرئيس عمر البشير موقف فرنسا بشأن الشروط المطلوبة قبل أي بحث في تجميد ملاحقة محكمة الجنايات الدولية بحق الأخير.

وذكرت المصادر أن كوشنير شدد على ضرورة إحلال السلام في دارفور، وقالت quot;أكدنا للوفد السوداني تمسكنا بالتوصل إلى حل شامل للأزمة في دارفورquot;، وأضافت quot;لا مجال للنظر بمسألة طلب مجلس الأمن الدولي تجميد الإجراءات في محكمة الجنايات الدولية بحق البشير قبل أن تغير الخرطوم سياستها جذريًاquot;. ونوهت بأن المحادثات مع كوشنير تركزت بشكل أساسي على الأزمة في الإقليم غربي السودان وكيفية حلها وخاصة في ظل المبادرة القطرية الرامية إلى المصالحة بين أطراف النزاع.

وكان الرئيس نيكولا ساركوزي قال إن quot;فرنسا تريد أن تغير السلطات السودانية سياستها جذريًا، وعلى البشير أن يعرف ماذا يريدquot;، وأضاف quot;نريد نشر القوات الدولية في دارفور ووقف الفضيحة التي تحدث مئات القتلى في هذه المنطقة من أفريقياquot;. وتابع quot;نريد السلام في السودان وسلامة أراضي تشاد، وألا يبقى أشخاص متهمين بارتكاب مذابح أعضاءً في حكومة السودانquot;. وأوضح أنه quot;في حال غيرت السلطات السودانية سياستها تمامًا، لا تعارض فرنسا إستخدام المادة 16quot;، التي تتيح لمجلس الأمن تجميد إجراءات محكمة الجنايات الدولية لمدة سنة قابلة للتجديد، وشدد على أنه quot;إذا لم تتغير سياسة السودان بشكل جذري وفورًا فلن يكون هناك إستخدام للمادة المعنية من نظام المحكمة.

وإلى هذا إستقبل مسؤولون في وزارة الخارجية الفرنسية المعارض السوداني علي محمود حسنين نائب رئيس حزب الإتحادي الديمقراطي قبيل موعد إجتماع كوشنير مع نافع. وأوضح حسنين أن اللقاء مع الخارجية كان مقرر من قبل وتزامنه مع زيارة الوفد الرسمي إلى باريس quot;محض صدفةquot;. وقال حسنين إن اللقاء تناول الأوضاع في السودان وخاصة الإنتخابات المقبلة وإن كان ممكن إجرائها على أساس ديمقراطي أو لاquot;، وأضاف quot;تحدثنا أيضًا حول المحكمة الجنائية الدولية وتعاملها مع ملف دارفورquot;.

وقال المعارض السوداني، النائب السابق في البرلمان، quot;عرضنا وجهة نظرنا بأن السودان يجب أن يقوم على أساس سبعة أقاليم وأن يكون للرئيس سبع نوابquot; عن كل أقليم، وأوضح أنه لم يتعرض مع الفرنسيين إلى المبادرة القطرية بشأن حل أزمة دارفور، ونوه بأن المحادثات تناولت حل قضية السودان بشكل عام ومن بينها دارفور.


من جهة اخرى، أعلنت الناطقة بإسم الأمم المتحدة ميشال مونتاس أن القائد الجديد لقسم حفظ السلام في الأمم المتحدة آلان لو روا بدأ زيارة تستغرق أسبوعا الى السودان حيث يلتزم قسمه بقوة في عمليتي سلام إحداهما في دارفور.

وأوضحت ميشال مونتاس أن لو روا الذي تولى مهامه في آب، سيلتقي العديد من مسؤولي حكومة الوحدة الوطنية السودانية وحكومة جنوب السودان الذي يتمتع بشبه حكم ذاتي quot;لمزيد من التعرفquot; على مشاكل السودان المعقدة.

وسيلتقي أيضًا قادة بعثتي حفظ السلام في جنوب السودان quot;مينوسquot; التي تشرف على إتفاق السلام بين الخرطوم وحركة التمرد الجنوبية سابقًا، وquot;مينوادquot; القوة المشتركة بين الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي التي يواجه إنتشارها في دارفور غرب السودان حيث تدور حرب أهلية، تباطؤا وعراقيل.

وخلال زيارته، سينتقل الدبلوماسي الفرنسي سابقا الى جوبا quot;جنوبquot; وكدوغلي وابيي والعبيد quot;شمال وجنوب كردفانquot; والفاشر quot;شمال دارفورquot; ونيالى quot;جنوب درافورquot; والجنينة quot;غرب دارفورquot;.

ويفترض أن تتحول قوة مينواد المكلفة حماية المدنيين من تداعيات الحرب الأهلية، الى أكبر قوة دولية في العالم مع نحو 26 ألف جندي وشرطي.

وتقول الأمم المتحدة أن نزاع دارفور أسفر عن سقوط 300 ألف قتيل منذ 2003، لكن الخرطوم تقول أن عددهم لا يتجاوز عشرة الاف.