(شهر الموت) أكد أن المسلحين قادرون على ضرب أهدافهم في أي وقت
تحسن الوضع الأمني في العراق للجميع... إلا للمسيحيين!
تحسن الوضع الأمني في العراق للجميع... إلا للمسيحيين!
زيد بنيامين من دبي: إنضم رجل أعمال مسيحي إلى قائمة الضحايا في الموصل التي تشهد حملة ضد المسيحيين في المدينة بحسب الشرطة العراقية، وبحسب بيان للأخيرة فإن رجل الأعمال المسيحي الذي يدير محلاً لبيع الأشرطة الموسيقية قتل في شرق المدينة وأصيب أحد أقربائه بجروح ولم يتم الكشف عن اسم الضحية لدواع أمنية.
وكانت سلسلة عمليات القتل الاخيرة التي شهدتها المدينة قد تسببت في ترك نحو ثلاثة آلاف مسيحي منازلهم الاسبوع الماضي، والهجرة نحو القرى المسيحية القريبة وبعض المدن العراقية الأمنة الأخرى.
وقد ارسلت الحكومة العراقية في المقابل نحو الف شرطي اضافي الى المدينة في محاولة لوقف الهجمات على المسيحيين فيها، بعد خروج الامور عن السيطرة بحسب محافظ نينوى.
وقد وصل عدد المسيحيين الذي قتلوا على يد مسلحين مسلمين نحو 12 شخصًا في وقت بدأت اطراف العملية السياسية في العراق في توجيه الاتهامات في كل اتجاه الابرز منها نحو مجموعة (البيشمركة) الكردية المسلحة.
وقد اعدم سبعة مسيحيين بوساطة المسلحين عبر اطلاق النار على الرأس بين الرابع والثامن من اكتوبر بحسب بيانات اصدرها صندوق بارناباس الذي يدعم المسيحيين في الدول الاسلامية.
ويقول الصندوق ان الرقم المعلن عن الضحايا المسيحيين اقل بكثير من الرقم الحقيقي الذي يتراوح بين 25 و 40 شخصاً وهو امر يرفض تأكيده المسؤولون الرسميون في العراق وبحسب الصندوق فأن الحملة يقودها quot;مسلحون من القاعدةquot;.
وكان العديد من المسيحيين قد هاجروا بغداد (وسط) والبصرة (جنوب) بحثاً عن الامان في شمال العراق وكانت مدينة الموصل المستهدفة بالحملة من بين المدن التي شهدت استقرار المسيحيين الى جانب المقيمين فيها والبالغ عددهم نحو 50 الف شخص.
وقد عبر ستيفن دي مستورا ممثل الامم المتحدة الخاص في العراق عن قلقه من استهداف هذه الشريحة الذي قد يتسبب في خلخلة الاوضاع في هذه الفترة.
وقد اجبر عشرات الالاف من المسيحيين العراقيين على ترك البلاد منذ الغزو الامريكي للعراق في عام 2003 وقد القى التحسن الامني بظلاله على زيادة التفاؤل بقدره بعضهم على العودة وتحسن وضعهم في العراق، لكن (شهر الموت) في الموصل غير الرؤية الايجابية.
من جانبه اعلن وزير الدفاع العراقي عبد القادر العبيدي عن نشر نقاط تفتيش في المناطق المعروفة بتركز المسيحيين فيها بالاضافة الى تحريك دوريات امنية في مناطقهم، ويعتقد ان ضرب المسيحيين قد يؤثر على مشاركتهم في انتخابات مجالس المحافظات المزمع عقدها في 31 يناير 2009 بحسب السلطات العراقية.
وقد عقد الرئيس جلال الطالباني اجتماعاً مع السفير الاميركي في العراق رايان كروكر حول الاوضاع الامنية في البلاد فيما عقد طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي مؤتمراً صحافياً الى جانب رجال دين عراقيين في بغداد، وأكدأن quot;السلطات الامنية يجب ان تأخذ مواقعها من اجل ان يتحملوا المسؤولية الملقاة عليهم لحماية الاخوة المسيحيين لانهم شركاء لنا في اعادة بناء هذه الامةquot;.
لكن هذا لم يقلل من السخط الشعبي بحسب لقاءات اجرتها رويترز مع عدد من المسيحيين من بينهم كنعان بهنام (58 عاماً) الذي ترك منزله مع عائلته منتصف الليل مع حقائب حملت ما خف من ملابس quot;هناك اياد خفية تريد الانقسام بين المسيحيين والمسلميينquot;.
اما يوسف جرجيس الذي يستقر في قرقوش اليوم فيؤكد ان ما يحدث عبارة عن quot;خطة محكمة لتفريغ الموصل من كل مسيحييهاquot; فيما هرب صباح يعقوب الذي يعمل في القطاع الصحي بالمدينة ليستقر في منزل اخيه quot;هناك غرض سياسي عبر تصفية المسيحيينquot; مشيراً الى وقوف الاكراد وراء هذه العمليات من اجل الفوز باصوات اكثر في انتخابات المحافظات القادمة.
بدوره وصف اللواء خالد عبد الستار المتحدث بأسم العملية في نينوى ان quot;ما يحدث جزء من عمليات عنف ضد مختلف المجموعات الدينية في المحافظةquot; وهو امر ينفيه نعيم عبد الاحد الذي يستقر في قارقوش quot;انهم يقتلون في وضح النهار، وهو ما يدل على ضعف قوات الامن والحكومة، حينما يتم استباحة دم المسيحيين لا نتلقى من الحكومة سوى الوعود الزائفةquot;.
وقد حظيت العمليات الاخيرة باهتمام وسائل الاعلام العربية التي ركزت على معاناة المسيحيين في العراق وجاء رد الفعل الابرز من صحيفة الشرق الاوسط السعودية الصادرة في لندن حينما اكد رئيس تحرير الصحيفة طارق الحميد ان quot;القاعدة وفكرها الاجرامي ابعد ما يكون عن التحالف مع المسيحيين او فهم اللعبة السياسية من باب اوليquot;، مشيرًا في مقال له تحت عنوان (لابد من حماية المسيحيينquot; الى انه كان لافتًا قيام نواب الائتلاف الشيعي بـ quot;رفض مشروع كان فيه حماية للاقلية المسيحية وخصوصا وان العراق دائماً ما يفخر بتاريخه الاشوري والكلدانيquot; مضيفاً ان quot;نظام صدام حسين قمع الاقوياء لكنه لم يتعرض للاقليات الصغيرة، بينما عراق الديمقراطية اليوم اول ما فعل هو اهمال حق الاقليات الصغيرة التي لا تحمل سلاحاً ولا تجد قبائل وعشائر تدافع عنهاquot;.
التعليقات