طلال سلامة من روما: يتوقف quot;جان فرانكو فينيquot;، رئيس البرلمان في قصر quot;مونتيشيتوريوquot;، على تحليل ظاهرة الهجرة الى ايطاليا متمسكاً بهوية بحرمتوسطية فرحة ينبغي أن تتمايز ايطاليا بها بدلاً من الوقوف تحت علم العنصرية والكره وسببهما الجهل الثقافي والانحطاط المعنوي والاجتماعي.

ويتزامن هذا التحليل مع اعتراف واضح من فيني بعودة موضة رفض الأجانب، مجدداً. لذلك، يعتقد فيني أن سياسة استقبال المهاجرين التي تعتمد على بارامترات تبقى quot;حيةquot; لمدة أقصاها خمس أو عشر سنوات غير صالحة لأن كل شيء حولنا في تطور مستمر. وثمة عنصرين، على الأقل، ينبغي احتسابهما جيداً. يتعلق الأول بمكافحة الاستغلال والعمل الأسود غير المعلن عنه أمام مصلحة تحصيل الضرائب. بالطبع، لا تتمحور المشكلة حول من يعمل بالأسود إنما حول أرباب العمل الذين يقومون باستغلال كل من يصل الى ايطاليا بدواعي الحاجة المالية. ويتعلق العنصر الثاني في قدرة السياسيين على بناء ايطاليا جديدة، تتناسب مع القرن 21، لا تخشى اعتناق هوية ثوروية وفخورة، في الوقت ذاته، تتمسك بتقاليدها التاريخية إنما دون أن تتقوقع على نفسها نابذة بالتالي كل ما هو quot;مختلفquot;.

في الوقت الحاضر، يكمن هدف فيني في رسم خطة دمج اجتماعي للمهاجرين، إبداعية وسباقة، تتخذها حكومة روما نموذجاً لترسيخ قرارات وقيم الاتحاد الأوروبي. مما لا شك فيه أن السلوك العنصري الذي يواجهه المهاجرين هنا يسبب لهم صدمة وانغلاقاً على نفسهم وكأننا نضع تطورهم الثقافي والاجتماعي في ثلاجة مما يشل تماماً اندماجهم بالمجتمع المحلي. والعنصرية التي يواجها المهاجرين أشرس اعتداء quot;سلميquot; عليهم. لحل هذه المشاكل العالقة، يتوجب على المؤسسات والمجتمع المحلي وجاليات المهاجرين التحرك بشجاعة لتجاوزها جماعياً. ويراهن فيني على دور بارز للمهاجرات لأجل تأسيس تعايش يرتكز على الحوار وتبادل الأفكار والتقاليد.