بدا أكثر تلهفا لمصافحته وغازله بأشعار مدح وإطراء
هل يسحب بيرلسكوني بساط صداقة بوش من تحت أقدام بلير؟

أشرف أبوجلالة من القاهرة: لم يكن اللقاء الذي جمع بين الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني في واشنطن لبحث الجهود الدولية المبذولة لمواجهة الأزمة المالية العالمية لقاءً تقليديًا أو إعتياديًا على الصعيد الدبلوماسي كما نعهد دائمًا في اللقاءات التي تجمع بين الرئيس بوش وأي زعيم آخر في العالم، حيث تكون الجدية المرتسمة على وجهه عنوانًا للحدث. بل على العكس كان الأمر أشبه بلقاء خاص وكأنه على الصعيد الأسري بعيد عن أي رسميات، وعلى الرغم من أن زيارة بيرلسكوني كانت في المقام الأول بهدف متابعة تداعيات الأزمة الائتمانية وما تم أخذه من خطوات لمواجهة الخطر المحدق باقتصاديات الدول كافة، إلا أن اللقاء كان استثنائيًا على حد قول مراقبين على صعيد العلاقات الشخصية بين الزعيمين الأميركي والإيطالي.

وقد رصدت اليوم صحيفة الدايلي ميل البريطانية في تقرير مصور تنامي مشاعر الود والألفة بين الزعيمين إلى حد كان ملفتا لكثيرين، وفي ذات الوقت أكدت الصحيفة على أن بيرلسكوني يبدو وكأنه قد اقترب من سحب البساط من تحت قدمي رئيس وزراء إنكلترا السابق توني بلير الذي كانت تجمعه علاقة وطيدة جدًا بالرئيس بوش والذي لطالما عرف بصديقه الحميم. ودللت الصحيفة على هذا الأمر بتلك الابتسامة العريضة التي لم تفارق قسمات وجه بوش حتي عندما اعتلي بيرلسكوني المنصة الخاصة به في البيت الأبيض كي يلقي كلمته. ليس هذا فحسب، بل سلسلة الإطراءات الكثيرة التي وجهها بيرلسكوني لبوش على الملأ وبخاصة حين اقسم أنهما سيكونا أصدقاء إلى الأبد.

وقالت الصحيفة أن دليلا آخر على ذلك، تلك الطريقة التي هرول من خلالها بيرلسكوني لتحية بوش حين اصطدم بالمنصة الأمر الذي أدي لسقوطها علي الأرض وتحطمها إربا إربا، الأمر ما أثار حفيظة الحضور لأن بيرلسكوني كان على ما يبدو أكثر تلهفا ً وكان يتصرف وكأن البيت الأبيض هو المقر الخاص به. كما كان ملفتا ً رئيس الوزراء بمصافحة بوش بكل ود لدرجة أنه صافحه وهو لا يزال ماسكًا الميكروفون الذي كان يتحدث من خلاله وتأكيده على أنه يثق بنسبة 100 % من أنهما سيصبحان صديقين للأبد.

وأضاف بيرلسكوني وهو لا يزال يمسك بما تبقي من المنصةquot;المتكسرةquot; في يده :quot; سوف تحصل أميركا على رئيس جديد وبالتأكيد سيكون هذا الرئيس الجديد على قدر هذه المهمة. سوف أتعاون مع هذا الرئيس الجديد وسأبذل كل ما بوسعي للتعاون معه. لكن علي القول بأن الأمر سيكون غاية في الصعوبة كي تعثر على شخص ما، أو رجل آخر يكون شجاعًا مثل جورج بوشquot;. وبصورة تدعو إلى السخرية والاستهزاء ، قالت الصحيفة معقبةً على ذلك أن الفرد يمكنه أن يشعر بالأسى والتعاطف مع البائس توني بلير ، الذي كان ذات يوم الحليف والصديق الأول للرئيس بوش حيث كان يستمتع الاثنين بعلاقة quot;ذات طبيعة خاصة quot; ما بين الولايات المتحدة وبريطانيا العظمي.

في الوقت ذاته أكدت الصحيفة أن بوش وبيرلسكوني لطالما كانا حليفين متقاربين في السراء والضراء أيضًا. هذا وقد تم إلتقاط مجموعة من الصور الفوتوغرافية للزعيمين خلال سيرهما في حديقة البيت الأبيض وقد تم تتويج تلك الزيارة بالكلمة التي ألقاها بوش في المساء وأعلن فيها عن إدارته سوف تعمل من أجل مساعدة البنوك على الحصول على رأس المال وتقوية النظام المالي والإفراج عن الأسواق الائتمانية.