نيويورك: توغل مرشح الحزب الديمقراطي باراك اوباما بعمق في منطقة جمهورية وأجبر منافسه جون مكين على اتخاذ موقف دفاعي في أرض تميل لتأييد الجمهوريين تقليديا مع دخول سباق الانتخابات الاميركية أسبوعين أخيرين يتميزان بطابع محموم.
وقام اوباما بجولة مدتها أربعة ايام في فرجينيا وميزوري ونورث كارولاينا وفلوريدا وجميعها ولايات فاز بها الرئيس جورج بوش عام 2004 وقد تكون على شفا الميل للديمقراطيين.
ومن المرجح أن تؤدي الانتصارات هناك او في اي من قائمة طويلة من الولايات الاخرى التي فاز بها بوش بما في ذلك اوهايو وكولورادو ونيفادا وانديانا او وست فرجينيا الى اعطاء اوباما الاصوات المئتين والسبعين بالمجمع الانتخابي التي يحتاجها للوصول الى البيت الابيض في انتخابات الرابع من نوفمبر تشرين الثاني.
ولم يترك تقدم اوباما في استطلاعات الرأي مع تفاقم الازمة الاقتصادية للمرشح الجمهوري مكين سوى الامل في تحقيق انتصارات بنفس المجموعة من الولايات التي منحت بوش الفوز بفارق طفيف عام 2004 .
وقال بيتر براون المدير المساعد لمعهد جامعة كوينيبياك لاستطلاعات الرأي quot;يتبقى بديل واقعي واحد لجون مكين وهو تحقيق الفوز في عدد كاف من ولايات بوش.quot;
وأضاف quot;في هذه المرحلة مكين ليس في وضع يسمح له بالفوز بأي ولاية ديمقراطية من (الولايات التي صوتت لهم) عام 2004 واوباما لديه فرص في جميع أنحاء الخريطة.quot;
وتبدو معضلة مكين واضحة في جدول أسفاره. فالى جانب محطة يوم الخميس في بنسلفانيا التي فاز بها الديمقراطي جون كيري عام 2004 ويتأخر فيها مكين الان عن منافسه بأكثر من عشر نقاط فعليه ان يركز على الدفاع عن ولايات فاز بها بوش عام 2004.
وسيقوم مكين بزيارة فلوريدا ونورث كارولاينا وفرجينيا واوهايو وميزوري على مدار الايام الاربعة القادمة وجميعها ولايات سيطر عليها الجمهوريون عام 2004 حيث يهدد اوباما باحراز تقدم مهم.
واذا احتفظ اوباما بالفوز في كل الولايات التي فاز بها كيري عام 2004 واستعاد السيطرة على ولايتي ايوا ونيو مكسيكو اللتين فاز بهما بوش - وهو متقدم فيها جميعا على مكين بفارق ميرح - فلن ينقصه الا ستة أصوات على جميع الاصوات المئتين والسبعين التي يحتاج الى الحصول عليها في المجمع الانتخابي.
واستفاد اوباما من أفضلية هائلة في الانفاق على مكين وقد أغرق وسائل الاعلام المسموع والمرئي باعلانات في ولايات رئيسية. بل انه بدأ في الدعاية يوم الخميس في ولاية وست فرجينيا وهي احدى الولايات التي فاز بها بوش والتي كانت تعتبر منطقة امنة لمكين حتى وقت قريب.
وقال مستشارون لاوباما ان المخاوف الاقتصادية المتزايدة للناخبين من الطبقة العاملة جعلتهم اكثر تقبلا لسناتور ايلينوي الذي تظهر استطلاعات للرأي أنه مفضل على صعيد القضايا الاقتصادية.
وفي وست فرجينيا ساعد الاثر غير المباشر لاعلانات على محطات التلفزيون في ولايات مجاورة متأرجحة والتي يمكن مشاهدتها هناك على فتح مجال المنافسة في الولاية.
وقال روبرت جيبس مستشار اوباما quot;كل يوم يزداد مسار مكين الضيق الى الرئاسة ضيقا... الولايات المتبقية التي تتقارب فيها فرص المرشحين في هذه الانتخابات هي ولايات فاز بها جورج بوش مرة واحدة على الاقل ومرتين في الاغلب وهذا يعطينا فرصة حقيقية.quot;
وأشار مساعدون لمكين الى أن باستطاعته الفوز بعدد من الولايات اكبر مما يحتاجه سناتور اريزونا ليحصل على 270 صوتا بالمجمع الانتخابي وقالوا انهم يبحثون عن كل زاوية ممكنة للوصول الى العدد السحري.
وقامت سارة بالين مرشحة مكين لمنصب نائب الرئيس بزيارة لولاية مين يوم الخميس وهي احدى ولايتين تمنح أصواتها بالمجمع الانتخابي تبعا لتقسيم الدوائر الانتخابية الخاص بانتخابات الكونجرس الاميركي بدلا من منحها كلها للفائز في أنحاء الولاية.
ويأمل الجمهوريون في أن يستطيع مكين وبالين اقتناص أحد أصوات الولاية بالمجمع الانتخابي في شمال مين حيث يوفر صائدو حيوان الموظ وهواة قيادة عربات التزحلق على الجليد مناخا ثقافيا مشابها للاجواء في الاسكا.
وقال ريك ديفيز مدير حملة مكين quot;السناتور والحاكمة سيستغلان كل فرصة بامكانهما لاظهار الاختلافات الحقيقية.quot;
وأظهرت استطلاعات للرأي أجريت حديثا تحسنا طفيفا في موقف مكين على الصعيد القومي في الايام القليلة الماضية. ويعطي استطلاع للرأي أجرته رويترز بالاشتراك مع مؤسسة زغبي لاوباما تقدما بخمس نقاط كما وضع استطلاع للرأي أجرته مؤسسة جالوب الهامش عند نقطتين فقط في عينة واحدة.
غير أن استطلاع اخر للرأي برعاية موقع هوتلاين على الانترنت المتخصص في الاخبار السياسية أظهر توسعة هامش اوباما على المستوى القومي يوم الجمعة ليصل الى عشر نقاط مئوية.
وقال سايمون روزنبرج رئيس جماعة الدعم الديمقراطية ان.دي.ان quot;يمكن أن يكسب مكين ثلاث او أربع نقاط في استطلاعات الرأي على مدار الاسابيع القليلة القادمة لكن هذا لا يعني أن السباق يتقارب.quot;
وأضاف quot;السؤال هو ما اذا كان اوباما سيفوز ايضا بثلاث او أربع نقاط من هؤلاء الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم بعد.quot;
وحذر اوباما أنصاره من الافراط في الثقة رغم التقدم في استطلاعات الرأي.