طلال سلامة من روما: طلبت سلطات تنظيم الاتصالات من جميع الوسائل الإعلامية، الرسمية والخاصة، إعادة تنظيم برامجها القادمة. فحكومة برلسكوني تحتكر المساحات التلفزيونية، لا سيما تلك المتعلقة بنشرة الأخبار التي تقدمها محطة quot;ميدياسيتquot; التابعة لبرلسكوني ومحطة quot;راي 2quot; الرسمية. ويستنتج خبراء هذه اللجنة طبيعة هذه الهيمنة الإعلامية لبرلسكوني في الفترة الممتدة بين شهري أبريل(نيسان) وسبتمبر(أيلول) من هذا العام. علاوة على ذلك، نجد إشارات انعدام للتوازن السياسي في الحلقات والبرامج التلفزيونية التي تستعرض بعمق آخر المستجدات السياسية. أما الانتهاكات الأثقل فسببها ما تروجه نشرات الأخبار، الرسمية والخاصة، أين يتحدث سياسيو برلسكوني أكثر من المعارضة وأين تهيمن قوى الموالاة لبرلسكوني على معظم الزوايا السياسية. هكذا، تدعو سلطات الاتصالات الجميع الى احتضان عدة وجهات نظر غير متجانسة في جميع المناسبات المتلفزة. صحيح أن ايطاليا بعيدة عن جو الانتخابات، أين تُفرض أوتوماتيكياً قوانين مساواة سياسية صلبة لا يمكن اختراقها، لكن القوانين التنظيمية الراهنة تميل الى تطبيق ما يجري إعلامياً، أثناء الانتخابات، على الأيام العادية كي تحظى شتى القوى السياسية بمعاملة عادلة غير تحيزية.

نظرياً، كان من المفترض أن تعطي وسائل الإعلام ثلث المساحة المخصصة الى السياسة الى الأحزاب الحاكمة، وثلث آخر الى أحزاب المعارضة والثلث الأخيرة الى أصوات حكومة روما. لكن هذا التقسيم غالباً ما يعاني من اختراقات.

على سبيل المثال، في شهر يونيو(حزيران) السابق، خصصت نشرة الأخبار quot;تي جي 2quot; التابعة لمحطة quot;راي 2quot; الرسمية 32 في المئة تقريباً من زواياها السياسية الى فريق برلسكوني التنفيذي و14 في المئة الى برلسكوني شخصياً. في حين خصصت نشرة الأخبار quot;تي جي 5quot;، التابعة لمحطة quot;ميدياسيت، المملوكة الى برلسكوني، أكثر من 50 في المئة من زواياها الى برلسكوني وفريقه التنفيذي معاً. أما الأحزاب السياسية الصغرى فهي تحظى أحياناً بثوان معدودة فقط شهرياً للتعبير عن آرائها. فأين هذه المساواة السياسية التلفزيونية؟