أكد عدم اتباعه خطى بوش
ماكين يركز على نقاط ضعفه قبل اسبوعين من الانتخابات

في اطار تغطيتها المستمرة للانتخابات الاميركية ، تنقل ايلاف لقرائها رسالة الصحافي والكاتب ومدير مكتب الحياة ال بي سي في لندن زكي شهاب الذي يتواجد في اميركا لمواكبة الاسابيع الاخيرة لهذا الحدث الفاصل .تقارير يومية ومتابعات ورصد لأهم التطورات بالكلمة والصورة فور حدوثها .

الخوف من الهزيمة يدفع مؤيدي أوباما للتبرع بسخاء

أوباما يقطع نشاطه الإنتخابي لزيارة جدته المريضة

زكي شهاب من واشنطن:بدأ المرشح الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة جون ماكين قبل أقل من أسبوعين على موعد الإنتخابات التركيز على نقاط ضعفه أمام منافسه الديمقراطي باراك أوباما، و أخذ ماكين بإبلاغ الناخبين بأنه ليس جورج بوش ولن يتبع الخطى التي سار عليها الرئيس الاميركي في السنوات الثماني من ولايته . و قد إستعان ماكين بكلمات قالها في آخر مناظرة تلفزيونية مع خصمه أوباما يوم الأربعاء الماضي .و قال المتابعون للحملة الإنتخابية الأميركية إن تصريحات ماكين أعادت إلى الأذهان إنتقاداته الحادة لجورج بوش أثناء منافسته له للفوز بترشيح الجمهوريين في الانتخابات الرئاسية التي جرت في العام 2000.
وأخذ السناتور الذي يمثل ولاية أريزونا في الكونغرس ينتقد بشدة الرئيس بوش وسياسته المالية في محاولة لإبعاد نفسه عن الإدارة الحالية ووصل الأمر بماكين لتخصيص إعلان تلفزيوني ينظر فيه إلى الكاميرا ليقول quot;السنوات الثماني الأخيرة لم تكن حسنة جداَ، أليس الأمر كذلك؟quot;.

لجوء ماكين إلى هذا الأسلوب جاء بعد أن بدأت شعبيته تتراجع لتصل إلى أدنى مستوى لها، الأمر الذي دفعه حسب قول الخبراء إلى التركيز على توجيه أشد الأنتقادات إلى البيت الأبيض وسوء إدارته للأزمة المالية التي تمر بها البلاد، كما إتهم وزير الخزانة الحالي بأن كل همه تركز حول كيفية إنقاذ المصارف من ورطتها التاريخية دون الالتفات إلى المواطنين الذين أخذوا يخسرون منازلهم بسبب أزمة قروض الإسكانquot; أنا منزعج جدا لأن الإدارة لم تقم بما هو مطلوب منها لجهة المساعدة على شراء القروض المخسسة للإسكانquot;.

صرخات الاستغاثة التي يطلقها ماكين لقيت بعض الترحيب في التجمعات الإنتخابية التي خاطبها، و قال عنها أحد مساعديه إنها كانت و لا تزال ضرورية للرد على هجمات باراك أوباما و التي يركز فيها على أن ماكين في حال وصوله إلى الحكم سيكون نسخة عن الرئيس الحالي . و أوضح مستشار آخر لquot;ماكين quot; أن معظم الناخبين الذين لم يحسموا لمن سيدلون بأصواتهم بعد لن يصدقوا اننا نختلف مع الرئيس بوش حول توجهاته.
ولا يعتبر الرئيس جورج بوش نقطة الضعف الوحيدة التي يواجهها المرشح الجمهوري الذي يسعى إلى تضييق الهوة بينه وبين منافسه أوباما في إستطلاعات الرأي , إذ إن معظم الناخبين يعتبرون أن أوباما سيكون أفضل في تعاطيه مع الأزمة المالية و الأقتصادية التي تمر بها البلاد.

ووفقاَ لآخراستطلاع للرأي أجري لصالح شبكة أي بي سي التلفزيونية و صحيفة الواشنطن بوست , فإن معظم الذين إستطلعت أراؤهم قالوا إن ماكين سيكمل السياسات التي انتهجها جورج بوش أثناء فترة حكمه و أن 90 بالمئة من هؤلاء يؤيدون المرشح الديمقراطي أوباما , و بين الإستطلاع أن 54 بالمئة من الناخبين المستقلين يعتقدون أن ماكين سيبتعد عن توجهات الرئيس بوش بعد أن كانت نسبتهم قبل المناظرة الأخيرة لا تتجاوز ال 44 بالمئة . أما بقية الناخبين فإن 50 بالمئة منهم يعتقدون أن المرشح الجمهوري سيواصل السير على خطى الرئيس بوش الحالية .

ويتذكر الناخبون بقوة الدعم الذي قدَمه ماكين للرئيس بوش في حربه على العراق و سياسة خفض الضرائب , رغم أن ماكين في مرحلة لاحقة لم يتردد في توجيه إنتقادات ولو خجولة على الطريقة التي تعاملت فيها الأدارة الأميركية مع إعصار كاترينا المدمر وتحاشيه الظهور إلى جانب الرئيس بوش في المناسبات العامة .

كل هذه المحاولات من جانب ماكين لم تنجح حتى الأن في إقناع بعض الناخبين بإبتعاده عن سياسات بوش و هو أمر أقر به أحد مستشاري ماكين حين ذكر أن الغالبية تنظر إلى المرشح ماكين quot;على أنه مرشح الجمهوريين و سيكون لذلك ثمن ندفعه quot;.