كابول: قال وزير الخارجية التركي أن بلاده مستعدة لبذل المزيد من الجهود لتدريب قوات الأمن الأفغانية إستجابة لمطالب زعماء أفغان وأميركيين للمساعدة في بناء الجيش والشرطة في معركتهما مع مقاتلي طالبان. ومع بلوغ العنف في أفغانستان أعلى مستوى منذ الاطاحة بنظام طالبان عام 2001 يدرك زعماء حلف شمال الاطلسي أن تقوية الجيش الافغاني وأيضا قوات الشرطة سيئة السمعة عامل حيوي في قمع المسلحين.

ولكن في حين أن الولايات المتحدة ضخت 7.4 مليار دولار في الجيش والشرطة الافغانية خلال الثمانية عشر شهرا الماضية يقول الجيش الاميركي انه ما زال في حاجة الى 2300 مدرب للشرطة الافغانية وانه سيتعين عليه الاستعانة بمدربي الجيش لمحاولة سد هذا النقص.

وقال وزير الخارجية التركي علي باباجان لرويترز في مقابلة أجريت في وقت متأخر يوم الاحد quot;نحن نحتاج لبذل المزيد من الجهود لمساعدة الافغان على التحكم في مستقبلهم وكيفية القيام بذلك هو مساعدتهم على بناء قوتي الجيش والشرطة.quot; وأضاف quot;نحن مستعدون لبذل المزيد من الجهود في مجال التدريب.quot;

ولتركيا حاليا نحو 800 جندي يخدمون في اطار قوات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان أغلبهم متمركزون في العاصمة الافغانية كابول. وباعتبار أن تركيا تملك ثاني أكبر جيش في حلف الاطلسي كما أنها البلد المسلم الوحيد في الحلف فان لها وضعا خاصا يمكنها من المساعدة.

وكانت أفغانستان أول دولة تعترف بالجمهورية التركية التي تأسست عام 1923 وسبق لتركيا أن دربت ضباطا أفغانا منذ الثلاثينات. وما زال الافغان يتدربون في كليات أركان الجيش بتركيا وتساعد القوات التركية في تدريب الجيش والشرطة الافغانية في مركز للتدريب أقامته أنقرة قرب العاصمة الافغانية كابول.

ولكن في اجتماعات مع الرئيس الافغاني حامد كرزاي ووزراء قال وزير الخارجية التركي انهم جميعا طلبوا بذل المزيد من الجهود. وأضاف باباجان quot;كل ما أسمعه منهم هو.. لديكم قدرات عسكرية جيدة جدا.. لديكم خبرة جيدة في هذا المجال ونود الحصول على المزيد من المساعدة منكم.. هذا ما تطلبه منا السلطات الافغانية مرارا وتكرارا.quot;

وترسل واشنطن ثمانية الاف جندي اضافي الى أفغانستان العام المقبل بعد عدم الاستجابة بشكل كاف لمطالبها المتكررة من الدول الاعضاء في حلف الاطلسي لتعزيز القوات.
ولكن باباجان شأنه شأن القادة العسكريين الاميركيين أكد أنه ليس هناك حل عسكري خالص لانهاء الصراع مع حركة طالبان الذي يدخل الان عامه الثامن. وأردف قائلا quot;ربما يكون وجود المزيد من القوات ضروريا.. هذه مسألة فنية أخرى يتعين على الخبراء العسكريين بحثها ولكن من ناحية أخرى فاننا حين نرسل فقط المزيد من الجنود لا نعتقد أن المشكلات في أفغانستان ستحل.quot;

والشركات التركية هي أكبر مستثمر خاص في أفغانستان وتدير المنظمات التركية عددا من المدارس التركية الخاصة خصوصا في شمال افغانستان الاكثر سلما. وبدأت تركيا في الوقت الحالي مشروعا بتكلفة 12 مليون دولار لبناء مدرسة ثانوية عسكرية.

ومضى باباجان يقول quot;سيكون من المهم بشكل مطلق استمالة شعب أفغانستان وكسب قلوبهم وعقولهم. اذا لم يشعر أبناء أفغانستان بالرضا.. اذا لم يقتنعوا.. سنواجه جميعا مهمة صعبة هنا.quot;