لندن: هيمنت التداعيات السياسية للغارة الاميركية على قرية سورية قريبة من الحدود مع العراق على التغطيات الرئيسية للاخبار الدولية في الصحف البريطانية، الى جانب الاوضاع السياسية في اسرائيل عقب فشل رئيسة الوزراء الاسرائيلية المكلفة تسيبي ليفني في تشكيل حكومة جديدة خلفا لحكومة ايهود اولمرت.
اذ تنقل صحيفة الجارديان تصريحات وزير الخارجية السوري وليد المعلم، التي ادان فيها تلك الغارة، واعتبرها quot;عدوانا اجراميا وارهابياquot; على الارض السورية، وفي نفس الوقت تنقل دفاع الحكومة العراقية عن العملية بالقول انها كانت ضد quot;جهاديين اجانبquot;.
لكن الصحيفة تقول ايضا ان العملية ربما ستكون سببا في تعقيد التوصل الى توافق اميركي عراقي حول الاتفاقية الامنية بين بغداد وواشنطن.
وقالت الجارديان ان المعلم، الذي يزور لندن، هاجم بقوة الولايات المتحدة لما اعتبره quot;سياسات الكاوبويquot; او راعي البقر، ملمحا الى ان الغارة تستهدف عرقلة جهود تحسين علاقات دمشق مع الاتحاد الاوروبي وبريطانيا.
كما نقلت الصحيفة البريطانية ادانات عدة عواصم في العالم، ومنها طهران وموسكو، التي قالت انها محاولة امريكية لزيادة التوتر في المنطقة.
وتقول الصحيفة ان وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند اعرب عن قلق لندن من تزايد نشاطات شبكات تابعة لتنظيم القاعدة على طول الحدود العراقية السورية.
وان مصادر بريطانية ذكرت ان المعلم لم ينكر اهمية القضية، وان هناك حاجة للتعاون مع العراق حولها، لكنه امتنع عن الالتزام بامور او وعود محددة.
واضافت الصحيفة انه على الرغم من تسليم واشنطن الملفات الامنية لاثنتي عشر محافظة من مجموع 18 محافظة عراقية لحكومة نوري المالكي، ما زالت القوات الجوية الاميركية تسيطر تماما على الاجواء العراقية.
وتقوم تلك القوات بعمليات ونشاطات عسكرية في اي وقت او مكان، كما يحلو لها، ولا سلطة او قرارا للحكومة العراقية في هذا.
quot;خطيرة واستفزازيةquot;
وفي الاندبندنت نقرأ مقالا تعليقيا بعنوان quot;غارة خطيرة واستفزازيةquot;، يقول فيها الكاتب ان الصمت في العلاقات الدولية يمكن ان يكون معبرا كما لو كان بيانا او تصريحا.
وفي الاندبندنت نقرأ مقالا تعليقيا بعنوان quot;غارة خطيرة واستفزازيةquot;، يقول فيها الكاتب ان الصمت في العلاقات الدولية يمكن ان يكون معبرا كما لو كان بيانا او تصريحا.
والصمت الذي اعتمدته الادارة الامريكية في الغارة التي نفذت على بيت في الاراضي السورية القريبة من الحدود مع العراق، هو في حد ذاته رواية.
فواشنطن، حسب الكاتب، كان لديها متسع كبير لنفي صلتها او حتى تجاهل الامر برمته، والاعلان عن فتح تحقيق، لكنها لم تختر اي منهما.
بل خرج مصدر اميركي امتنع عن ذكر اسمه قائلا ان القوات الاميركية نجحت في تنفيذ غارة على مقاتلين اجانب يهددون القوات الامريكية في العراق.
اما ميدان العلاقات العامة فقد ترك، حسب الكاتب، للسوريين، الذي استخدموه بقوة لصالحهم.
ويضيف الكاتب انه في حال تبين ان تلك الغارة عمل عقابي عابر للحدود، فسيعني انه تحذير لآخرين، وهو بهذا المعني يعتبر تصعيدا خطيرا وغير مرغوب فيه، في وقت تتراجع فيه حدة الصراع المسلح داخل العراق.
ويقول انه على الرغم من ان الحادث لن يفتح الباب او يكون ذريعة لحرب، الا ان التبعات الدبلوماسية له ستكون كبيرة جدا، واكبر من التحذير الامريكي المقصود لآخرين.
ويرى الكاتب ان الولايات المتحدة تريد تعاونا وليس مواجهة في قضية الحدود العراقية السورية.
كما ان دمشق عامل حيوي ومهم في تحقيق السلام في الشرق الاوسط، خصوصا وان دمشق تتفاوض حاليا مع اسرائيل بهذا الاتجاه.
وما حدث سيعني اكثر فاكثر ان اي تقدم في هاتين القضيتين سيكون مرهونا بالرئيس والادارة الاميركية الجديدة.
اما صحيفة التايمز فتقول في عنوان تغطيتها لتداعيات تلك الغارة ان quot;الهجوم الامريكي على قرية حدودية سورية لم يعرقل محادثات لندنquot;.
وهي هنا تشير الى المحادثات التي اجراها المعلم مع نظيره البريطاني ميليباند، حيث تسعى لندن الى تقريب دمشق من الغرب بعد طول قطيعة او برود في العلاقات.
ولهذا فان نبأ كتلك الغارة لن يكون موضع ترحيب بريطاني، على الرغم من ان الاخيرة هي الشريك الرئيسي في الحرب على العراق، وثاني اكبر مساهم بقوات عسكرية فيه، الى جانب افغانستان.
وتوضح التايمز قائلة ان الحكومة البريطانية لم يكن لديها اي علم مسبق بتلك الغارة، وهو ما وضع ميليباند في حرج دعاه الى ترديد الموقف البريطاني القديم المتلخص بالجملة التالية: quot;الحكومة تأسف لوقوع ضحايا مدنيينquot;.
كما دفع ذلك وزارة الخارجية الى الغاء مؤتمر صحفي مشترك بين الوزيرين خشية حرج الاسئلة.
تقدم كاديما
وتقول التايمز، في تغطيتها للاوضاع السياسية الحالية في اسرائيل، انه بعد يوم واحد من طلب ليفني من الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريس الاعلان عن انتخابات مبكرة، تشير استطلاعات الرأي الى ان حزب كاديما (وسط)، الذي تتزعمه، متقدم على خصمه حزب الليكود اليميني لاول مرة.
وتقول التايمز، في تغطيتها للاوضاع السياسية الحالية في اسرائيل، انه بعد يوم واحد من طلب ليفني من الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريس الاعلان عن انتخابات مبكرة، تشير استطلاعات الرأي الى ان حزب كاديما (وسط)، الذي تتزعمه، متقدم على خصمه حزب الليكود اليميني لاول مرة.
وتشير الصحيفة ان كاديما ظل وراء الليكود في تلك الاستطلاعات لاشهر عديدة، وان تحسن حظوظ كاديما جاء من مقامرة تلعبها ليفني وتتمثل في محاولتها التخلي عن جهود سلفها اولمرت لتشكيل ائتلاف حكومي.
وتتهم ليفني، حسب الصحيفة، العديد من اعضاء هذا الائتلاف بانهم quot;يبتزونهاquot; لصالح مكاسبهم السياسية الخاصة.
التعليقات