الفارق يضيق في عدة ولايات حاسمة ولكن أوباما يظل في المقدمة
أميركا اللاتينية تأمل في نهاية حقبة القرارات الاحادية في عهد بوش
واشنطن، بوينس ايرس: نتيجة الازمة المالية لا تتوقع أميركا اللاتينية أن تحتل الصدارة في أولويات الرئيس الأميركي المقبل، لكنها تأمل ان ينهي احادية اتخاذ القرارات التي طبعت حكم بوش، بحسب محللين من المنطقة. واكد استاذ العلوم السياسية في جامعة برازيليا ديفيد فلايشر quot; وجود تطلع هائل الى تخلي الحكومة الجديدة عن احادية القرار الذي طبع السنوات الاخيرة quot;.
وفي هذا الاطار، يبدو جليا ان باراك اوباما هو مرشح أميركا اللاتينية التي تعتبر انه يتمتع quot;بنظرة اكثر تقدمية وتوافقيةquot; وقابلية اكبر للحوار، بحسب استاذ الاقتصاد الدولي في جامعة جون اف كينيدي في الارجنتين بابلو كونبلوم. لكن هذا المحلل يعتبر على غرار كثيرين غيره ان الاهم ان تتمكن أميركا من تأمين خبزها قبل تصحيح صورتها، التي تشوهت كثيرا منذ الحرب على العراق. ولفت استاذ العلوم السياسية في جامعة دي تيلا في بوينس ايريس سيرجيو بيرينستاين الى quot;تدهور جلي في سمعة الولايات المتحدة في أميركا اللاتينيةquot;.
بالتالي أدى عاملا الانفراد بالقرار ومناهضة الولايات المتحدة الى توسيع الشرخ بين الاميركيتين. واعتبر الرئيس الأميركي جورج بوش ان القرن الحادي والعشرين هو قرن الأميركيتين، واكد ان العلاقة مع المكسيك هي اهم علاقات الولايات المتحدة في العالم. غير ان استاذ العلوم السياسية في جامعة دييغو بورتاليس في تشيلي راى انه quot;في الواقع، لم تترجم (تلك الاقوال) الى افعال في ظل ادارتهquot;.
كما تبرز لامبالاة واشنطن النسبية حيال ما اعتبرته سابقا باحتها الخلفية مع دخول جزء من الاسطول الروسي قريبا الى مياه فنزويلا لإجراء مناورات مشتركة. وعلق المحلل السياسي الارجنتيني روزندو فراغا quot;في ظروف اخرى، كان الامر ليعتبر اولوية في العلاقة بين الولايات المتحدة وأميركا اللاتينية. لكن اليوم، تجري هذه الاحداث الى جانب الازمة البوليفية، في ظل عجز الحكومة الأميركية عن مواجهتها، الامر الذي اوكلت البرازيل بهquot;. وعززت الازمة المالية الدولية هذا التوجه ومن الجلي ان quot;الشغل الشاغل لدى الولايات المتحدة الان هو اقتصادها المتأزم وانهاء تدخلها العسكري الفاشل في الشرق الاوسطquot; بحسب كورنبلوم.
بالتالي باتت التطلعات الاقليمية متواضعة ومرهونة بوضع كل بلد بحسب المحللين، بمن فيهم الباحث في جامعة نويفا غرانادا في بوغوتا خوان كارلوس ايستمان. ولن تبرز مبادرات جديدة على الارجح، اقله في بداية الولاية. واعتبر باتريزو نافيا ان quot;المكسيك ستكون على الارجح الدولة اللاتينية الاولى التي تستقبل الرئيس الأميركي الجديد، ومن البديهي ان تكون الهجرة اولوية على طاولة البحث بين الولايات المتحدة وأميركا اللاتينيةquot;، مضيفا ان احتمال توقيع اتفاق بهذا الخصوص غير مستبعد.
لكن الباحثة في جامعة المكسيك الوطنية سيلفيا نونييز تخالفه الرأي. وقالت ان quot;موضوع اصلاح الهجرة (من المكسيك) لن يمر بغض النظر عمن يفوز من المرشحينquot;. وتبقى كولومبيا حليفا مميزا للولايات المتحدة غير ان رئيسها الفارو اوريبي quot;سيدفع ثمنquot; دعمه لجون ماكين في حال انتخاب اوباما، بحسب نافيا. اما كوبا، بوليفيا، وفنزويلا، التي تبادل حكومة بوش العداء، فيمكن ان تتخذ العلاقات معها منحى اخر في حال تحسين الحوار معها، اذا انتخب المرشح الديمقراطي، بحسب عدة محللين.
إلى ذلك افاد إستطلاع نشرته جامعة كوينيبياك ان المرشح الديمقراطي ما زال متقدماً على منافسه الجمهوري بفارق يراوح بين نقطتين و12 نقطة في ثلاث ولايات حاسمة هي فلوريدا واوهايو وبنسلفانيا. ويشير الإستطلاع الى ان 47% من الناخبين يعتزمون اختيار اوباما في فلوريدا مقابل 45% يؤيدون ماكين بينما يعتزم 51% انتخاب المرشح الديمقراطي في اوهايو مقابل 42% للجمهوري اما في بنسلفينيا ف 53% من الناخبين سيختارون اوباما و41% ماكين.
ومقارنة بالإستطلاع الذي اجرته الجامعة نفسها في 23 تشرين الاول/اكتوبر الجاري فان ماكين قلل الفارق بينه وبين اوباما في هذه الولايات الثلاث. ولم يتبق الا ستة ايام على الانتخابات الرئاسية التي ربما تحمل لاول مرة اميركيا اسود الى البيت الابيض. ومنذ العام 1960 لم يكسب اي مرشح الانتخابات الأميركية من دون الفوز بهذه الولايات الثلاث. وكان اخر مرشح فاز بالولايات الثلاث معا هو رونالد ريغان في العام 1980. وقال نائب مدير معهد الإستطلاع التابع لجامعة كوينيبياك بيتر براون quot;ان الوقت يجري بالنسبة إلى السناتور ماكين وهذا الإستطلاع يثبت ان عدد الناخبين الذين يؤكدون انهم ربما يغيرون رأيهم ويساندونه يتضاءل اكثر فاكثرquot;.
واضاف ان التحسن في موقف ماكين ضعيف للغاية ويأتي متأخرا جدا بحيث يصعب توقع تغير في توجهات الناخبين. واعتبر براون ان من بين الولايات الثلاث تظل فلوريدا هي الوحيدة التي لم يحسم السباق فيها بعد. واشار الى انه في ولايتي فلوريدا واوهايو كان عدد الناخبين المسجلين كديمقراطيين الذين ادلوا باصواتهم مبكرا اكبر من عدد الجمهوريين.
وفي فلوريدا قال 58% من الناخبين الذين اقترعوا بالفعل انهم اعطوا اصواتهم لاوباما مقابل 38% لماكين. اما في اوهايو فان 57% ممن اقترعوا ايدوا اوباما و31% ماكين. وسواء في فلوريدا او اوهايو او بنسلفانيا يتقدم ماكين بفارق بسيط وسط الناخبين الرجال (49% مقابل 44% في فلوريدا و48% مقابل 45% في اوهايو و49% مقابل 46% في بنسلفانيا).
في المقابل تؤيد غالبية من الناخبات النساء اوباما (50% مقابل 42% في فلوريدا و55% مقابل 36% في اوهايو و59% مقابل 35% في بنسلفانيا). ويؤيد غالبية الناخبين البيض في فلوريدا ماكين (53 % مقابل 40%) كما انه يتقدم بين الناخبين البيض بفارق نقطة واحدة في اوهايو (47% مقابل 46%). ولكن في بنسلفانيا، تؤيد غالبية الناخبين البيض اوباما (48% مقابل 47%). وسواء كان في اوهايو او بنسلفانيا، فان الغالبية الكاسحة من السود تؤيد اوباما (89% مقابل 1% في اوهايو و95% مقابل 2% في بنسلفانيا).
كما يتقدم اوباما في الولايات الثلاث بين الناخبين الذين تتراوح اعمارهم بين 18 و34 سنة. أما الذين تتراوح اعمارهم بين 35 و54 سنة فانهم موزعون بالتساوي تماما في فلوريدا ويميلون اكثر الى ماكين في اوهايو (47% مقابل 46%) في حين تريد غالبيتهم اوباما في ينسلفانيا. ويؤيد الناخبون الذين تزيد اعمارهم عن 55 عاما ماكين في فلوريدا (47% مقابل 45%) غير ان غالبيتهم تؤيد اوباما في اوهايو وبنسلفينيا.
ويؤكد الناخبون المستقلون في الولايات الثلاث انهم يؤدون اوباما. وتم اجراء هذا الاستطاع ما بين 22 و26 تشرين الاول الجاري وشملت العينة 1425 شخصا في اوهايو و1364 في ينسلفانيا 1435 في فلوريدا. ويصل هامش الخطأ في هذا الإستطلاع الى اكثر من 2,6% في فلوريدا واوهايو واكثر من 2,7% في بنسلفانيا.
أوباما يتفوق على ماكين بـ 44 نقطة لدى العرب الأميركيين
هذا وآفاد استطلاع أجراه المعهد العربي الأميركي ان المرشح الديمقراطي باراك اوباما يتفوق على منافسه الجمهوري جون ماكين بفارق 44 نقطة لدى الناخبين العرب الأميركيين. وقال المعهد العربي الأميركي ان quot;اوباما حقق تقدما جوهريا بين الناخبين العرب الأميركيينquot; منذ منتصف سبتمبر الماضي حتى اليوم.
واضاف المعهد الذي يترأسه جيمس زغبي، والذي يعتبر اكبر منظمة تعنى بشؤون العرب الأميركيين في الولايات المتحدة، ان ارتفاع نسبة التأييد لاوباما بين العرب الأميركيين quot;ليس مفاجأة بالنظر الى ان ثلثي العرب الأميركيين تأثروا بالازمة الاقتصاديةquot; التي بدأت الشهر الماضي. واكد المعهد انه طبقا لنتائج الاستفتاء فان القضية الاولى التي تشغل العرب الأميركيين هي الاقتصاد يليه بمسافة بعيدة موضوعا العراق والرعاية الصحية.
الناخبون المترددون يحظون باهتمام بالغ
ويحظى الناخبون المترددون باهتمام بالغ من المعسكرين الديمقراطي والجمهوري وينتظر ان يلعبوا دورا حاسما في الانتخابات الرئاسية اذ يمكن لهؤلاء الذين يشكلون 6% من اجمالي الناخبين ان يمدوا يد العون الى المرشح الجمهورية جون ماكين لتعويض الفارق بينه وبين الديمقراطي باراك اوباما. وقبل ستة ايام من الانتخابات، يدعو المسؤولون عن الحملتين الجمهورية والديمقراطية انصارهم الى إقناع المترددين بالذهاب الى مكاتب الاقتراع.
ويقول كورتيس غانز مدير مركز دراسة الناخبين الاميركيين في الجامعة الاميركية في واشنطن انه quot;لا يوجد نموذج واحد للناخب المترددquot;. ويضيف قد يكون ناخبا مهملا ليس لديه الوقت للاهتمام بالسياسة او لا يهتم بها بالفعل او قد يكون الناخب الذي يفضل الانتظار حتى اخر وقت قبل اتخاذ قرار. وينتمي الناخبون المترددون الى كل الفئات الاجتماعية، وفقا لغانز.
وتؤكد الاستطلاعات ان المترددين الذين حسموا امرهم اخيرا يميلون الى تأييد ماكين. وسيكون تصويت الناخبين المترددين بالغ الاهمية في الولايات التي ستحسم نتيجة الانتخابات والتي تسهد منافسة حامية. ففي فلوريدا على سبيل المثال، يصل الفارق بين المرشحين الى 1,9% في المتوسط لصالح اوباما طبقا لموقع ريل كلير بوليتكس.
وهناك مخاوف لدى بعض المحللين مما يعرف في الولايات المتحدة ب quot;اثر برادليquot; نسبة الى توم برادلي الذي خسر الانتخابات على مقعد حاكم كاليفورنيا في العام 1982 رغم انه كان متقدما في الاستطلاعات اذ تبين في ما بعد ان بعض الناخبين كانوا يعلنون تاييدهم له خوفا من ان يقال عنهم انهم عنصريون.
ويخشى البعض من تكرار هذه الظاهرة ومن ان يصوت الناخبون لماكين عندما يجدون انفسهم امام صندوق الاقتراع. ويعتقد غانز ان quot;هناك عددا غير محدد في الولايات المتحدة سيصوتون ضد اوباما بسبب لونهquot;. ولكن ديفيد بوسيتيس وهو استاذ علوم سياسية متخصص في دراسة الاقليات العرقية في الولايات المتحدة يرى ان quot;انه ليس هناك عامل عنصري مخفي والناس لا تكذب هذا العام على فرق استطلاع الرايquot;.
قلق في الشرق الأوسط حيال إمكانية فوز ماكين بالانتخابات الأميركية
أطلقت المناظرة الأخيرة من مناظرات الدوحة إنذارا إلى أميركا بإمكانية حدوث المزيد من التأزم في العلاقات بين الولايات المتحدة والشرق الأوسط في حال فاز جون ماكين بالانتخابات الرئاسية الأميركية. وأكد بيان quot; مناظرات الدوحة quot; الذي وصل نسخة منه إلى إيلاف أن تصويت حقق أعلى نسبة حتى تاريخ اليوم في مناظرات الدوحة التي دخلت سنتها الخامسة، عارض 87 بالمائة من أصوات جمهور بلغ عدده 350 شخصا المقولة التي تشير إلى أن الشرق الأوسط سيكون في حال افضل في حال وصول ماكين إلى البيت الأبيض مقابل 13 بالمائة من المؤيدين.
حافظ الميرازي |
حافظ الميرازي المحاور السابق للبرنامج الأسبوعي quot;من واشنطنquot; على قناة الجزيرة العربية قال إن ماكين الجمهوري سيحذو حذو الرئيس جورج بوش الذي جعل الشرق الأوسط quot;في حال اسوأ مما كان عليه منذ ثماني سنوات خلتquot;. وذكر بأن ماكين كان متشوّقا quot;لإعلان حربquot; على إيران وسوريا وquot;كل من يعارض أميركاquot; وتابع quot;تماما كما فعل بوش قبله، ماكين لن يتفاوض مع معارضيه، وتماما كما فعل بوش فإنه سيطلق النار أولا ثم يفاوضهم.quot;
مايكل سيجنير |
أما الدكتور مايكل سيجنير مستشار السياسة الخارجية للسيناتور الديمقراطي جون إدواردز في حملته الرئاسية لسنة 2007-2008 والخبير في السياسة الخارجية، فقد شنّ هجوما على المقولة والمخاطر التي قد تنشأ عن فوز ماكين بالانتخابات. ووصف أوباما بأنه quot;رصين ومتروّquot; وهاتان صفتان في غاية الأهمية في زمن مضطرب مثل زمننا هذا. وأضاف أن السيناتور أوباما أميركي من أصول أفريقية قضى سنواته الأولى في اندونيسيا الدولة المسلمة ولا بد أن يكون رئيسا quot;راغبا في الاستيعاب والإصغاء، عوضامن أن يكتفي بالكلام. لقد حان الوقت لنحظى برئيس يفكر قبل أن ينفّذ عوضاً من أن ينفّذ قبل أن يفكرquot;.
التعليقات