نيويورك: قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في عددها الصادر اليوم الاربعاء إن وكالات الاستخبارات الأميركية تستعد لمرحلة جديدة من التقشف المالي، بعد نشر تقرير حكومي أشار إلى تضاعف إنفاق هذه الوكالات خلال العقد الماضي. وقالت الصحيفة نقلا عن مدير الأمن القومي الأميركي مايكل ماكونيل قوله إن الإنفاق على العمليات الاستخباراتية ارتفع بنسبة 9 بالمئة عن العام الماضي ليصل إلى 47.5 مليار دولار هذا العام.

وقالت الصحيفة إن تكلفة هذه العمليات تتضمن عمليات وكالة الأمن القومي ووكالة الاستخبارات المركزية quot;CIAquot; وعمليات التجسس عبر الأقمار الاصطناعية، غير أنها لا تتضمن ميزانية الجيش الذي ينفق عدة مليارات سنويا على عملياته الاستخباراتية. وأشارت الصحيفة إلى تزايد حجم الإنفاق الإستخباراتي إلى الضعف خلال العقد الماضي لمواجهة متطلبات الحرب في العراق وأفغانستان والحملة العالمية ضد تنظيم القاعدة.

ولفتت الصحيفة إلى أن آخر تقرير حول ميزانية أجهزة الاستخبارات الأميركية نشر عام 1998 قبل أن يتم إصدار قانون عام 2007 الذي يحتم على الحكومة الإعلان عن ميزانية تلك الأجهزة. وأشارت الصحيفة إلى أن ميزانية عام 1998 بلغت 26.7 مليار دولار، حيث أظهر التقرير أن عدد عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي العاملين في مدينة نيويورك لوحدها تجاوز عدد ضباط وكالة الاستخبارات المركزية العاملين في أنحاء العالم.

ورغم أن ميزانية أجهزة الاستخبارات الأميركية للعام المقبل لا تزال طي الكتمان، إلا أن مسؤولين سابقين وحاليين ذكروا للصحيفة أن خطوات لشد الأحزمة بدأت داخل هذه الوكالات لمواجهة الأزمة الاقتصادية الراهنة، وأن أي زيادة في ميزانية هذه العمليات هي أمر غير محتمل، بغض النظر عمن سيتولى رئاسة البيت الأبيض بعد انتهاء ولاية الرئيس بوش.

وأشار المسؤولون إلى أن المناقشات جارية بين مسؤولي الوكالات الاستخباراتية لإقرار ميزانية عام 2010 بما يعكس مطالب البيت الأبيض بتقليص الإنفاق. وقالت الصحيفة إنه إلى جانب عمليات الـ CIA المُكلفة في العراق وأفغانستان، حيث يعتبر مكتب الوكالة في بغداد أكبر مكتب لها عالميا منذ حرب فيتنام، تسعى الوكالة لتنفيذ أمر رئاسي بترفيع رتب محلليها ومهامها السرية بنسبة 50 بالمئة.

ويتوقع مسؤولون أن يتم ترفيع رتب محللي الوكالة العام المقبل، لكن توسيع عملياتها السرية سيتم خلال الأعوام اللاحقة نظرا لأن ذلك الأمر يتطلب تجنيد وتدريب عملاء جدد وتطوير بنية الوكالة التحتية لعملياتها في الخارج.