طلال سلامة من روما: يتمسك جورجو نابوليتانو، رئيس الجمهورية الإيطالية، بضرورة إبقاء الجامعات والأنشطة البحثية بعيدة كل البعد عن جو الاحتقان السياسي الذي تعيشه ايطاليا. مع ذلك، ينتقل الصراع الجامعي، من شوارع المدن الى البرلمان الإيطالي أين بدأت شرارة المعركة بين اليساريين واليمينيينالاحتدام. من جانبه وصف وكيل وزارة الداخلية quot;فرانشيسكو نيتو بالماquot;، وهو أيضاً عضو من كتلة حزب برلسكوني quot;قوة ايطالياquot; في مجلس الشيوخ، أن الخط الفاصل التي وضعته قوات الأمن بين الحمر(اليساريين) والسود(اليمينيين) تقيد بسياسة ميدانية ترجمت بالتوازن والحذر.

يذكر أن ساحة quot;نافوناquot; في قلب روما شهدت، في الأيام الماضية، معركة حقيقية بين الموالين والمناهضين لقانون وزيرة التعليم quot;ماريا ستيلا جيلمينيquot; الذي من شأنه تغيير مسار ثقة الإيطاليين بحكومة برلسكوني. فهذه الثقة تحتوي بدورها على ناخبين جامعيين حتى لو تجاوزت أعمارهم تلك المعيارية لاكمال الدراسات الجامعية في الحد العمري المنطقي.

طالما سقطت ايطاليا في قبضة المظاهرات وتداعياتها على السكان كأضرار مادية وجسدية. فقبل بضع سنوات شهدت مدينة quot;جنوىquot; شمال غرب ايطاليا مظاهرات أسفرت عن مقتل عامل إيطالي وجرح العشرات أثناء معارضة منظمة ضد المشاركين في مؤتمر الدول الصناعية الثماني الكبار quot;جي 8quot; التي شارك فيه جورج بوش وبوتين مما حول مدينة جنوى الى ثكنة عسكرية بكل معنى الكلمة. ولا يستطيع السياسيون منع تواجد quot;المندسينquot; في المظاهرات الضخمة، مهما كانت اتجاهاتهم. على سبيل المثال، تتهم المعارضة الشرطة بدس البعض من أفرادها في صفوف اليمينيين لاستفزاز المتظاهرين اليساريين. أما تيار الوسط اليميني فيتهم المعارضة بتنظيم مظاهرات quot;مسيٌرةquot; سياسياً بهدف الضغط على نقطة ضعف برلسكوني، أي ثقة الشعب به وبفريقه التنفيذي.