لندن: طغا ملف الإنتخابات الرئاسية الأميركية على الصحف البريطانية ليوم الثلاثاء. حيث كتبت صحيفة quot;التايمزquot; تحت عنوان quot;الإنتخابات الأميركية: آن الأوان أن تقترع أميركاquot; وتقول الصحيفة: quot;قبل العاصفة كان الهدوء. وبعد أن تجول باراك أوباما في كل ركن من أركان بلاده في حملة استمرت 21 شهرا، إحدى اطول الحملات الانتخابية وأكثرها شراسة، وبشكل مؤكد ايضا أكثرها كلفة في التاريخ، أعلن أنه سيقبل ما يأتي به القدر أيا كانquot;.
ويشير الكاتب إلى أن العدد المتوقع للناخبين الذين سيدلون بأصواتهم سيبلغ 130 مليونا منهم 30 مليون ناخب أدلوا بأصواتهم بالفعل. ويبدو أن الديمقراطيين استفادوا كثيرا من زيادة عدد الناخبين خاصة مع انضمام أعداد كبيرة من الشباب السود. وأعرب أوباما الذي تفوق في 250 استطلاعا للرأي أجريت في البلاد منذ 2 سبتمبر/ ايلول عن تفاؤله الحذر.
ويمضي الكاتب قائلا: quot;لقد قطع اوباما 60 ألف ميل منذ يونيو/ حزيران الماضي، وحطمت حملته الرقم القياسي في النفقات المالية فبلغت 740 مليون دولار، وشارك فيها مليون ونصف مليون متطوع.
quot;وقد بدأ أوباما بالفعل يتطلع إلى ما وراء الانتخابات التي ستجري اليوم، في اتجاه المرحلة الانتقالية ومراسم التنصيب والبيت الأبيض. وقد تمكن من إزاحة موضوع عمته زيتونة أونيانجو، المهاجرة غير الشرعية قائلا quot;إذا كانت قد خالفت القانون فيجب تطبيق القانونquot;.
أميركا تقترع
صحيفة quot;الاندبندنتquot; نشرت على صفحتها الأولى تقريرا بعنوان quot;أميركا تقترع: أوباما وماكين يتطلعان إلى الولايات المتحدة في خطوة أخيرة لكسب أصوات الناخبينquot;. يقول ديفيد اوزبورن مراسل الصحيفة في شيكاغو: quot;رغم الأنباء السيئة عن وفاة جدة أوباما يتوقع أن يتجمع مليون شخص على الأقل في جرانت بارك في وسط مدينة شيكاغو على أمل مشاهدة أوباما وهو يشارك في الساعات الأخيرة من اليوم في إعلان فوزه، والاحتفال بأول رئيس أميركي أسود.
ورغم ميل استطلاعات الرأي إلى جانب المرشح الديمقراطي ظل منافسه الجمهوري صامدا إلى النهاية، فمر بعدد من الولايات خلال 17 ساعة ثم أنهي جولته وسط حشد في بريسكون بولاية أريزونا قبل أن يهجع إلى فندق فينيكس الذي يقيم فيه. quot;وقال ماكين: بقى يوم واحد قبل أن نأخذ أميركا في اتجاه جديد يا أصدقائيquot;. ويظل أمل ماكين في الوصول للمنصب يتركز في الحصول على اصوات الناخبين الذين لم يقرروا بعد إلى من يمنحون اصواتهم، وبالتالي يعادلون عددا من مؤيدي أوباماquot;.
لحظة الحقيقة
ويكتب إوين ماكاسكيل في صحيفة quot;الجارديانquot; مقالا بعنوان quot;لحظة الحقيقة في أميركاquot;. يقول الكاتب إن المسؤولين عن ادارة الانتخابات يتوقعون أكبر نسبة مشاركة في التصويت في التاريخ الاميركي فيما يستعد الناخبون أخيرا لحسم أمرهم ما بين اوباما وماكين بعد حملة استغرقت سنتينquot;.
ويستدرك قائلا إنه على الرغم من ثقة المسؤولين في قدرة المراكز الانتخابية على استيعاب الناخبين بأعدادهم الكبيرة إلا أن المحللين أعربوا عن مخاوفهم من أن تمتد الصفوف وتضطر مراكز الاقتراع إلى تمديد ساعات العمل إلى وقت متأخر في الليل. وقد يؤدي هذا إلى تأخر إعلان النتائج. ويقول الكاتب إنه من المتوقع أن يحصل أوباما بسهولة على نحو 270 صوتا من 538 صوتا مطلوبة للفوز بالرئاسة، ويتوقع كثيرون أن يحقق فوزا كاسحا ويحصل على 350 صوتا أو مقاعد انتخابية أكثر.
صحيفة quot;الديلي تليغرافquot; نشرت على صفحتها الأولى صورة كبيرة للمرشح الديمقراطي باراك أوباما وهو يذرف دموع الحزن على وفاة جدته. وقد تحدث أوباما إلى الآلاف من أنصاره ووصف جدته بأنها quot;أحد ابطال أميركا الصامتينquot; وتعهد بأن يعمل من أجل هؤلاء إذا ما انتخبه الأميركيون رئيسا.
بوند واوباما
صحيفة quot;الديلي تليغرافquot; نشرت مقالا طريفا بقلم بوريس جونسون بعنوان quot;الانتخابات الأميركية: جيمس بوند يحتاج إلى مساعدة أميركا لكي يهزم الأشرارquot;. يروي الكاتب كيف أنه كان قرأ رواية quot; الإصبع الذهبيquot; لايان فليمنغ (احدى روايات جيمس بوند) وظل يضحك لنفسه على كل ما يقوله ويفعله بوند وهي اشايء يرى الكاتب أنها اصبحت مستحيلة الحدوث في الوقت الحالي. ويتطرق الكاتب إلى شخصية ضابط المخابرات الأميركية quot;فيليكس لايترquot; الموجودة في عدد من روايات بوند، وهو الذي يهرع عادة إلى نجدة بوند وانقاذه مما يقع فيه من مآزق قد تودي بحياته.
ويرى الكاتب أن فليمنج مؤلف روايات بوند كان يقصد من وراء تلك الشخصية، أي شخصية فيليكس لايتر التي عادت للظهور في الفيلم الجديد لجيمس بوند الذي بدا عرضه أمس، الاشارة إلى دور أميركا إلى جانب بريطانيا منذ ايام الحرب العالمية الثانية.
ويمضي الكاتب في كلامه عن الفيلم الجديد فيقول: quot;إن لايتر ينقذ بوند كالعادة لكن أميركيين آخرين يمارسون الكثير من الأعمال الشريرة. إنهم يحاولون زعزعة الاستقرار في بوليفيا، بل ويحاولون أيضا اغتيال بوند. والأمر الآخر الذي انحرف عن القصة الأصلية لفليمنغ أن فيليكس لايتر أصبح الآن في الفيلم الجديد رجلا أسود، في اشارة إلى التغير الذي حدث في اميركاquot;. ثم يمضي قائلا: quot;أعتقد انكم تستطيعون أن تروا إلى أين يقودنا هذا. بحلول الغد ما لم تكن استطلاعات الرأي مخطئة، سيقود باراك اوباما التغيير، وهناك كل الأسباب التي تدعو إلى وصوله للبيت الابيضquot;.
ويضيف الكاتب أن أوباما يأمل في التخلص من تركة بوش ومنح الهوية الامريكية لغة جديدة واسلوبا جديدا باعتبارها القوة الأعظم في العالم. ويضيف قائلا quot;وهذا أمر عظيم طالما أنه لن ينسى أن يصبح، على نحو رمزي، فيليكس لايتر: quot;أي الرجل الذي يعتمد عليه أمن بريطانيا وأمن باقي العالم. لاتزال هناك حقيقة قائمة هي أننا نعتمد مائة في المائة على التكنولوجيا الاميركية لإدارة ما يسمى بقوتنا النووية الرادعة المستقلةquot;.
التعليقات