المؤتمرون يقرون عدد اللجان وإنتخاب المجلس الوطني عن طريق الإقتراع السري
المغرب: الإتحاديون يكشفون عن قائدهم الرابع اليوم في الصخيرات

أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: يتوقع أن يختار الاتحاديون، مساء اليوم الجمعة، كاتبهم الأول، الذي سيكون الرابع في لائحة الاشتراكيين المتعاقبين على قيادة هذا الحزب، الذي يعتبر أحد أكبر مكونات اليسار في المغرب.

وترشح لهذا المنصب خمسة أسماء، ويتعلق الأمر بوزير العدل عبد الواحد الراضي، ووزير المالية السابق فتح الله ولعلو، وعضو المكتب السياسي إدريس لشكر، ووزير التعليم السابق لحبيب المالكي، وعضو المجلس الوطني نصر حجي.

ومن المنتظر أن يحسم صقور الحزب، خلال الجولة الثانية من المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام في الصخيرات، في قرار البقاء أو الانسحاب من الحكومة الحالية، التي يتزعمها عباس الفاسي.

وأفادت مصادر اتحادية، quot;إيلافquot;، أن أجواء التي تمر في أشغال جيدة، ولم يسجل لحد الآن أي خلاف قد يؤدي مجددا إلى توقف مسار المؤتمر.

وصادق المؤتمرون المشاركون في أشغال الجولة الثانية على مشروع جدول أعمال المؤتمر، والمقرر التنظيمي الذي سيجري بموجبه انتخاب الأجهزة المسيرة، والمجلس الوطني، والكاتب الأول.
وهكذا أقر المؤتمرون عدد اللجان ورؤساءها ومقرريها وكتابة المؤتمر وأعضاء لجنة التأهيل ولجان الفرز، كما اعتمدوا مشروع المقرر التنظيمي الخاص بتحديد الإجراءات والشروط المتعلقة بانتخاب الكاتب الأول، والمجلس الوطني، وباقي أعضاء المكتب السياسي.

ويعد المجلس الوطني للحزب أعلى هيئة تقريرية في الحزب، وهو يتكون من أعضاء بالصفة، وهم أعضاء المكتب السياسي، والكتاب الأولون السابقون، وأعضاء لجنة التحكيم والأخلاقيات، وأعضاء الفريق الحكومي للحزب، بالإضافة إلى أعضاء منتخبين وعددهم 225.

أما المكتب السياسي للحزب، الذي يتكون من 23 عضوا، 20 في المائة من النساء، فينتخبه المجلس الوطني عن طريق الاقتراع السري باعتماد نظام اللائحة على قاعدة التمثيل النسبي.

وبخصوص مسطرة انتخاب الكاتب الأول للحزب، فيستلزم حصول اللائحة المتقدمة للترشيح على ثلثي عدد المقاعد التي يتشكل منها المكتب السياسي (15)، إذ يعلَن المرشحون المنتخبون من الخانة الأولى للائحة بحسب تقدمهم في الترتيب حتى يجري استيفاء العدد، ثم المرشحات في الخانة الثانية بحسب تقدمهن في الترتيب حتى يجري استيفاء النسبة المحددة في عشرين في المائة، وبمقتضى ذلك يعلن وكيلها أو وكيلتها كاتبا أول للحزب.
وتلقى الاتحاد الاشتراكي صفعة قوية في استحقاقات 7 أيلول (سبتمبر) الماضي، إذ كان من أكبر الخاسرين في هذه الاستحقاقات بعد احتلاله المرتبة الخامسة بـ 38 مقعدًا، فيما كان قد فاز بالمرتبة الأولى في انتخابات 2002، وهو تراجع فتح الأبواب على مصراعيها لدخول الحزب في أزمة صعبة.

وكان الاتحاديون عاشوا، في الجولة الأولى، لحظات عصيبة، إثر تصاعد احتجاجات المؤتمرين، ما أدى إلى توقف الأشغال مؤقتا، إذ رفع المؤتمرون شعارات تطالب بالإنسحاب من الحكومة والتصعيد، قبل أن يحتلوا المنصة ما دفع الرئاسة إلى الإنسحاب، قبل استئناف الأشغال والإعلان عن خوض جولة ثانية .

وتأسس الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية سنة 1975 بعد أن انفصلت الجماعة المؤسسة له عن الاتحاد الوطني للقوات الشعبية (الذي انشق قبل ذلك عن حزب الاستقلال).
وظل الحزب قطب رحى المعارضة في المغرب لمدة طويلة، بل أصبح القوة السياسية المغربية الأولى مع بداية التسعينات.

وكان فوزه في الانتخابات التشريعية يوم 14 تشرين الثاني (نوفمبر) 1997 بنسبة 13.9في المائة من الأصوات (أي 57 من مجموع مقاعد مجلس النواب المغربي) سببا في تعيين الكاتب العام للحزب آنداك، عبد الرحمن اليوسفي، رئيسا للوزراء منذ 5 شباط (فبراير) 1998.

وخلقت خطوة إعلان الوزير المنتدب السابق في وزارة الداخلية فؤاد عالي الهمة عن تأسيس حزب، يحمل اسم quot;الأصالة والمعاصرةquot;، نوع من الاستنفار في وسط مختلف المكونات السياسية، الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (أكبر أحزاب اليسار) والعدالة والتنمية (ذا المرجعية الإسلامية)، اللذين أعلنا استعدادهما للتحالف، رغم أنهما دخلا مع بعضهما سابقا في حرب كلامية استعملت فيها جميع الأسلحة.

وسبق لأحزاب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحزب التقدم والاشتراكية وجبهة القوى الديمقراطية والحزب العمالي والحزب الاشتراكي، في ختام اجتماع لقياداتها أخيرا في الرباط، تشكيل لجنة مشتركة عهد إليها صياغة مشروع وثيقة مرجعية لمنظور العمل المشترك في ما بينها.