الحد الأقصى للنتائج تشكيل لجنة لضبط الحدود
وزير داخلية لبنان في دمشق: ماذا تريد القيادة السورية ؟

إيلي الحاج من بيروت: تعكس زيارة وزير الداخلية اللبناني زياد بارود لدمشق تحسنًا في العلاقات بين لبنان وسورية على المستوى الأمني لا غير. وتحديدًا بين سورية- الأسد ولبنان رئيس الجمهورية ميشال سليمان، الذي يعدّ بارود من quot; وزرائه quot; أو quot; من quot;حصتهquot; في الحكومة التي أقرها له quot;إتفاق الدوحةquot;. وتوجه وزير الداخلية الشاب رغم الضجة المفاجئة والمقصودة قبيل الزيارة التي أثارها ما بات يعرف في بيروت بـ quot; الفيلم السوري quot;، والذي بيّن عدم متابعته باتصالات ومواقف أنه كان مجرد رد سياسي بأسلوب المخابرات على الإتهامات التي وجهها رئيس quot;تيار المستقبلquot; النائب سعد الحريري إلى النظام السوري بممارسة الإرهاب عبر تلفزيون quot; روسيا اليوم quot; قبيل توجهه إلى موسكو.

والأقرب إلى الواقع أن القيادة السورية أرادت أن تضع على طاولة البحث ملف ما تعتبره quot;الإرهاب في لبنانquot; ، لتطرح أسئلة من موقع فارض الأمر الواقع على وزير داخلية البلد المجاور لها والوفد المرافق أسئلة عما ستفعل السلطات اللبنانية، وذلك من زاوية ضرورة إعادة طرح التنسيق الأمني بين البلدين على مستوى لجان بين القيادتين وتبادل المعلومات، وهذه آلية توقفت علنيًا ورسميًا منذ إنسحاب الجيش السوري من لبنان في ربيع 2005 . في المقابل يسأل بارود عما لدى السلطات السورية من معلومات عن الشبكة التفجيرية التي تحدثت عنها تلفزيونيًا، ولماذا لم تبلغ السلطات اللبنانية عنها مفضلة الأسلوب التلفزيوني الذي لا يوحي جدية، بصرف النظر عن مضمون الإتهامات التي وجهت تحديدًا إلى quot;تيار المستقبلquot; اللبناني ، وخلفه قوى 14 آذار/ مارس التي تشكل الغالبية في مجلسي النواب والوزراء في لبنان، علمًا أن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة قابل quot;الفيلم السوريquot; بالإستهجان والإمتعاض، وكذلك فعل جزء كبير من السياسيين باعتبار أن هذه الطريقة السورية في التعاطي ولبنان لا تنم عن رغبة في التفاهم وإقامة علاقات سوية بينهما، ويفرغ إعلان قيام العلاقات الدبلوماسية بين البلدين من معناه.

ورافق بارود إلى دمشق وفد أمني رفيع يضم خصوصًا المديرين العامين للأمن الداخلي والأمن العام اللواءين أشرف ريفي ووفيق جزيني . وفي نية بارود على ما علمت quot;إيلافquot; التركيز على قضايا تهريب السلاح والمسلحين التي تهم لبنان أكثر من تهريب البضائع ndash; على أهميتها أيضاً ، ولكن نسبيًا- ويلفت في هذا السياق أن quot;الفيلم السوريquot; أظهر أن زعيم quot;فتح الإسلامquot; شاكر العبسي والقريبين منه يتحركون بسهولة عبر حدود البلدين.

وأكدت معلومات quot;إيلافquot; أن الوزير اللبناني سيكون مستمعاً إلى ما يريده السوريون، وأنه لن يخوض في مواضيع تتعلق باتفاقات أمنية سابقة بين لبنان وسورية، كما ان ابرام أي اتفاقات أمنية جديدة ليس واردا في هذه الزيارة. إذ يعود لمجلس الوزراء اللبناني البت في اتفاقات كهذه وإجازة التوقيع عليها. والحد الأقصى هو تشكيل لجنة مشتركة لضبط الترتيبات الأمنية على الحدود من أجل منع التهريب والتسلل، وتسهيل تنقل الأفراد والبضائع والشاحنات.

وكان وزراء الغالبية في الحكومة اللبنانية قد وافقوا في جلسة لمجلس الوزراء على زيارة الوزير بارود بعدما أثارت أواخر الشهر الجاري مناقشات وأخذ ورد في ظل تحفظات محدودة عنها لدى قوى 14 آذار/ مارس ، وذلك على أن تكون بغاية تحسين العلاقات من خلال تنسيق أمني محدود وتحت مظلة القمة اللبنانية السورية التي انعقدت في آب/ أغسطس الماضي.
ورفض وزراء الغالبية العودة الى الصيغة السابقة للتنسيق الأمني المرتكزة على لجان أمنية واحتمال الدخول في اتفاقات جديدة قبل مراجعة الاتفاقات السابقة في هذا المجال واعادة تقويمها، وتحفظ بعضهم عن توقيت انطلاقة عملية التنسيق الأمني بين لبنان وسوريا قبل انطلاقة العلاقات الدبلوماسية وتبادل فتح السفارات.

إلا أن الموافقة على الزيارة تلاها بث quot;الفيلم السوريquot; ، مما جعل الجدوى من هذه الخطوة موضع سؤال وأكثر من إستفهام: هل تريد القيادة السورية حقاً علاقات ندية مع لبنان وتعترف بوجوده دولة مستقلة قائمة بذاتها على حدودها؟ أم لا تزال تحتفظ بنظرة عراق صدام حسين إلى دولة الكويت؟