طلال سلامة من روما: تواجه عجرفة حزب رابطة الشمال بإيطاليا أول هزيمة شنعاء لها تعكس معها انتقام المهاجرين، الشرعيين وغير الشرعيين، من نواة نازية ترعرعت في نفوس مسؤولين رفيعي المستوى في هذا الحزب باستثناء زعيمها quot;أومبرتو بوسيquot; ووزير الداخلية روبرتو ماروني(جزئياً). فالأطباء رفضوا إبلاغ السلطات المختصة عن المهاجرين غير الشرعيين المحتاجين الى التطبيب في عياداتهم الخاصة أم الرسمية. هذا ما قرره اتحاد الأطباء الوطني مما دفع لجان الشؤون الدستورية والعدلية في مجلس الشيوخ الى إلغاء تحسين أرادت رابطة الشمال إضافته الى اقتراح قانون خاص بالهجرة. وشهد هذا التحسين ثورة في صفوف الأطباء الذين تدخلوا في الوقت المناسب لحذفه من قواعد المعاملة الإنسانية للمهاجرين التي لن تغيب أبداً عن ايطاليا.
اقتضى هذا التحسين القانوني، الملغى الآن، بحث الأطباء في المستوصفات ومراكز الرعاية الصحية العامة، على إعلام السلطات الأمنية المختصة حول دخول الأجانب غير الحائزين على رخص إقامة شرعية الى مراكز عملهم للتطبيب. هكذا، تتمكن الشرطة من اعتقالهم في غضون دقائق معدودة. وساهم تدخل اتحاد الأطباء الوطني في دفع مجلس الشيوخ الى إعادة النظر بمثل هذا التحسين، غير الشرعي وغير الإنساني وغير المقبول لا محلياً ولا أوروبياً. في النهاية، تنازل مجلس الشيوخ عنه، لحسن الحظ.
ويبرر الأطباء موقفهم الرافض لاقتراح رابطة الشمال المتحيز بأن الأجانب غير الشرعيين سيهربون من الشرطة والمستوصفات والدوائر الصحية معاً. هكذا، يتحول تواجدهم السري على الأراضي الإيطالية الى مشكلة صحية تتفشى بسهولة في صفوف أبرياء لا علاقة لهم بعلتهم السياسية والقانونية. لذلك، يختار مجلس الشيوخ قراراً سياسياً هاماً يحمل معه مسؤولية إنسانية واشارة تعاون تطلقها حكومة روما إزاء الجاليات الأجنبية والطبية والخدماتية هنا.
التعليقات