طلال سلامة من روما: ان الترجمة الإيطالية لفوز باراك أوباما بالانتخابات الرئيسية الأميركية كانت متوقعة لدى الجميع. وتبرز هذه الترجمة طموحات الحزب الديموقراطي اليساري في دوس نظام سيلفيو برلسكوني حتى لو تطلب الأمر انقلاباً عسكرياً بروما. إذ ان وصول المرشح الديموقراطي الى البيت الأبيض تحول من فوز ساحق الى تسونامي سيقتحم ايطاليا من أبوابها العريضة لضعضعة البنى التحتية لكافة تيارات الوسط اليميني. مع ذلك، يواصل برلسكوني التظاهر بأن التناغم الحميم مع الرئيس الجمهوري بوش لن يكون له تداعيات نفسية على العلاقات مع حكومة واشنطن الجديدة. لا بل يعد برلسكوني أن تبقى هذه العلاقات ممتازة.

مع فوز أوباما، يشعر الوسط اليساري بأنه أقوى كون الرئيس الأميركي الجديد ليس إلا شاباً مدللاً تغازله أرفع الشخصيات السياسية الوطنية وعلى رأسهم فالتر فلتروني، زعيم المعارضة. هنا ينظر بعض المحللين الى أن فلتروني يبذل جهود ميؤوس منها لانتحال النسخة الإيطالية من شخصية أوباما. ويبدو أن قصر quot;كيدجيquot; بروما، وهو مقر رئاسة الوزراء، بدأ ينزعج من التقارب العميق الذي يبديه فلتروني تجاه أوباما. كما يبدو أن فكرة استحداث النموذج الأميركي الأوبامي الى ايطاليا وباقي أوروبا قد تتحول من وهم الى حقيقة ستفرض بالقوة. علينا أن نعترف أن فالتر فلتروني طالما حاول، لا بل بالغ، في تقليد حملة أوباما الانتخابية. في الوقت ذاته، من غير المرجح أن تنقلب العلاقات بين البيت الأبيض وقصر رئاسة الوزراء هنا رأساً على عقب نتيجة تغيير في الإدارة الأميركية.

ان استمرارية السياسة الخارجية الأميركية هي إحدى الحقائق القليلة المستقبلية التي يراهن الجميع عليها. ما يعني أن الشراكة السياسية بين ايطاليا والولايات المتحدة الأميركية لن تتغير مهما كان لون حكومتيهما.