واشنطن: قالت صحيفة لاس فيغاس صن الأميركية إن القوات الأميركية قد بدأت في التخلي، دون الإعلان عن ذلك رسميا، عن الإستراتيجية التي تبنتها قبل عامين بالتصدي للجماعات المسلحة وبدأت تدريجيا في الابتعاد عن المدن والمناطق السكانية. وأضافت الصحيفة أن القوات الأميركية بدأت في التجمع خارج المدن في قواعد كبيرة متخلية عن المسؤوليات الأمنية في المدن للعراقيين وواضعة نفسها على أهبة الاستعداد لمساعدة القوات العراقية إن اقتضت الضرورة.

وتابعت أن القوات الأميركية تتجه إلى الخروج من كل المدن العراقية بحلول يونيو حزيران 2009 مما يحقق أحد البنود الأساسية لخطة عسكرية سياسية وضعها الجنرال دافيد بترايوس في عام 2007 عندما كان يتولى قيادة القوات الأميركية في العراق بمساعدة السفير الأميركي في بغداد راين كروكر. وقالت الصحيفة إن هذا الإجراء هو جزء من اتفاق تمهيدي مع الحكومة العراقية حول مستقبل الوجود العسكري الأميركي في العراق .

ولم يعز ذلك التحول رسميا الى خطط الولايات المتحدة لزيادة وجودها العسكري في افغانستان بيد أن هناك علاقة هامة، فزيادة عدد هذه القوات يحتاج الى الموارد اللوجستية الضخمة التي تستنزف في العراق. ورأت الصحيفة أن خفض الوجود الأميركي في العراق يسهم الى حد ما في المساعدة على تحقيق زيادة الوجود العسكري في افغانستان.

واضافت ان الاستراتيجية الجديدة في العراق تنسجم مع أولويات الرئيس المنتخب أوباما والتي تنطوي على خفض القوات الأميركية في العراق وزيادتها في افغانستان، وكذلك مع رؤية بترايوس التي تدعو إلى نشر مزيد من القوات في أفغانستان . غير ان الصحيفة نوهت إلى أن استراتيجية خفض القوات في العراق تنطوي على مغامرة تستند على فرضية جاهزية العراقيين للتعامل مع الجماعات المسلحة بأنفسهم.

وحول تلك الفرضية نقلت الصحيفة عن ستيفن بيدل الباحث في شؤون سياسات الدفاع في مجلس العلاقات الخارجية و احد مستشاري الجنرال بترايوس قوله إن خروج القوات الأميركية من المدن يثير قلقه نظرا لأن المالكي قد يقرر استخدام قوات الأمن العراقية لسحق القوات السنية المتحالفة مع القوات الأميركية والتي كان لها دور كبير في محاربة العناصر المتطرفة.

ويضيف بيدل أن الملكي يرى أن هذه القوات والتي أطلقت عليها القوات الأميركية لقب أبناء العراق تشكل تهديدا داخليا لهيمنة الشيعة السياسية. ورجح بيدل ان تنطوي خطوة الانسحاب من المدن بحلول يونيو/ حزيران على مخاطر تفوق كثيرا فوائدها.