Qatari Prime Minister Sheikh Hamad bin Jassem bin Jabr al-Thani, ...
نيويورك: أكد رئيس مجلس الوزراء القطري، وزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أن قطر تعتبر الحوار بين الأديان والثقافات خيارا إستراتيجيا يشكل ضرورة لتأسيس فضاء منفتح يضمن التعايش من أجل السلم وتحقيق الاستقرار للشعوب، داعيا الى تكريس القواسم المشتركة في ما بينها.

جاء ذلك فى كلمة قطر التي ألقاها أمس بن جبر ال ثاني في اعمال الجلسة الافتتاحية للاجتماع رفيع المستوى لحوار الاديان والثقافات الذي يعقد برعاية الامم المتحدة وبمبادرة خادم الحرمين الشريفين في مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وشجع رئيس الوزراء على الحوار بصفته quot;أضحى ركنا أساسيا من أركان السياسات على المستوى الوطني والإقليمي والدولي الرامية إلى تحقيق السلام والتنمية المستدامةquot;. ومن هذا المنطلق، شُكلت قيم التسامح واحترام الأديان والثقافات المتعددة الأساس الذي تقوم عليه سياسة دولة قطر التي تحترم الشريعة الإسلامية وتستهدي بها.

وأشار إلى أن محور حوار الحضارات والثقافات والأديان شكل إحدى أبرز المسائل التي تضمنتها توصيات الوثيقة الختامية لمؤتمر القمة العالمي المعقود في عام 2005 .

وذكّر بحرص قطر منذ عام 2003 على استضافة مؤتمر الدوحة لحوار الأديان بشكل سنوي كتعبير حي عن أهمية هذا الخيار. وعلى أرض الواقع، لفت إلى تجسيد ذلك ميدانياً في الدولة من خلال السماح ببناء دور العبادة لأتباع الديانات السماوية الأخرى المقيمين في قطر، إيماناً بمبدأ حرية الاعتقاد والعبادة الذي أقرته الشريعة الإسلامية.

وأوضح أن كل الديانات تتقاسم أسساً مشتركة وتتشارك في قيم كونية تعددية، كالمناداة بالمساواة والوئام والتسامح وتقبل الآخر. عازياً المواجهات بين الأمم إلى المصالح السياسية والاقتصادية، وليس الاختلافات الدينية والثقافية. ودعا إلى أن تكون هذه الاختلافات القائمة في عالمنا المعاصر حافزا لتوسيع التعارف واستمرارية الحوار، مستشهداً بالآية القرآنية quot;وجعلناكـم شعوبا وقبائل لتعارفوا .. quot;.

وأسف لرؤية ظواهر وتوجهات تغذّي التعصب بين الأديان والثقافات، وتصعّد المواجهة بينها، لكونها تخل بمسيرة النهوض على أساس التفاهم بين الشعوب.
وأشار إلى احترام دولة قطر واتفاقها مع التوصيات الصادرة من مؤتمر مدريد، وأبرزها الحاجة الملحة إلى الاتفاق على قواعد عالمية للحوار بين أتباع الديانات والثقافات المختلفة بما يكرس القيم الإنسانية والمبادئ الأخلاقية التي تمثل القاسم المشترك بين أتباعها، والخروج بوثيقة عالمية تساعد على تعميم ثقافة احترام الأديان ونشرها واحترام الرموز الدينية ودور العبادة.

ودعا إلى quot;بذل الجهود لبدء هذه المرحلة لا بين الجهات الحكومية فحسب، بل أن نشرك القطاعات المؤثرة كافة داخل المجتمع في الميادين الدينية والاجتماعية والاقتصادية والأكاديمية والفنية، وحتى على صعيد الأسرة quot;. وحصر الهدف الأسمى من وراء هذه الجهود بـ quot;الحفاظ على كرامة الإنسان وتعزيز التنمية المشتركة للمجتمع البشري وبناء عالم متناغم ينعم بالسلام لأجيال المستقبلquot;.

وكان رئيس مجلس الوزراء حمد بن جاسم بن جبر ال ثانى قد وصل الى نيويورك صباح أمس للمشاركة في اعمال المؤتمر.