بهية مارديني من دمشق: يبدأ وزراء الإعلام والاتصالات والمعلومات العرب اجتماعهم المشترك في دمشق غدا بحضور الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ووزير الاعلام اللبناني طارق متري .
وأكد موسى أهمية هذا الاجتماع ، لافتا الى ان الوثيقة التي ستصدر عن الاجتماع هي جزء من التعاون الاعلامي في مجال الاتصالات وذلك في اطار العمل العربي المشترك.
هذا ورفعت اللجنتان الدائمتان للإعلام والاتصالات ، والتي عقدت اجتماعاتها في دمشق، بالتعاون مع الخبراء وبعد دراسة مقترحات الدول في وثيقة ، تضمنت قواسم مشتركة ، لاقرارها .
وكان رؤساء وفود الدول العربية دعوا خلال مناقشتهم لمشاريع القرارات التي ستصدر عن مجلسي وزراء الإعلام والاتصالات العرب الى ضرورة خروج الاجتماع المشترك برؤية موحدة تستند إلى أسس علمية وعملية قابلة للتطبيق في سبيل توفير المعرفة للشعوب العربية.

وبدأت مساء الجمعة أعمال الاجتماع المشترك للجنة الدائمة للإعلام العربي مع اللجنة العربية الدائمة للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في قصر الأمويين للمؤتمرات بدمشق.
وسجلت اجتماعات اللجان الدائمة العديد من المداخلات أثرّت عبر تعديلات واضحة على مشروع القرار المرفوع إلى الاجتماع المشترك لمجلسي وزراء الإعلام والاتصالات والمعلومات العرب.
وقال معاون وزير الإعلام السوري طالب قاضي أمين أن quot;هدف الاجتماع المشترك للجنتين بحث التكامل بين الدول العربية في قطاعي الإعلام والاتصالات الذي يحّتمه التطور غير المسبوق في تقنيات وأدوات الاتصالquot;، واعرب في مداخلته عن quot;أمله في التوصل إلى توصيات تسهم في تحقيق التكامل بين الاتصالات والإعلام بما يسهم في تقديم المعرفة بأيسر السبلquot; ولفت الى الحضور الوزاري الكبير في الاجتماعات .
من جانبه قال الوفد التونسي ان التحديات المطروحة على الأمة اليوم هي معركة محتوى ومضامين مشيراً إلى ضرورة أن يضم البيان في فصوله باباً خاصاً بقضية المحتوى العربي وكيفية تشجيع صناعة هذا المحتوى. وأكد على ضرورة استحضار آليات تنفيذ جديدة.

وشدد على ضرورة عمل الدول الأعضاء على التنسيق فيما بينهم على المستوى الوطني وإيجاد آليات لنجاح هذا التنسيق.
ولفت الوفد التونسي إلى وجود منظمة عربية فتية وهي المنظمة العربية لتكنولوجيا المعلومات والاتصال، ودعا إلى جعل المرصد في صلب هذه المنظمة لتفادي تعدد الهيكليات ، وذلك في إشارة إلى أحد بنود الوثيقة التي دعت إلى تأسيس مرصد عربي للتكنولوجيا المشتركة للاتصالات والإعلام تناط به مهمة رصد أوجه التقدم العلمي والتكنولوجي في هذا الشأن.
وفي مداخلة الجانب المصري اعتبر إنه لا خوف على التكامل بين الإعلام والاتصالات لأنها مسألة تفرضها الحتمية مدعومةً بما يلحقها من قرارات صادرة عن الوزراء المعنيين، وأشار إلى التباين في مستوى وطريقة التعامل مع الإعلام والاتصالات في الدول العربية، وأكد ضرورة أن يضم البيان بنداً خاصاً للمحتوى العربي.

من جانبه انتقد عضو اللجنة اليمنية quot;العشرية العربيةquot; وقال أن عشر سنوات كفيلة بتغيير صورة العالم بأكمله ورسم خريطة جديدة له مختلفة عما هي عليه الآن مفضلا تقليص هذه المدة.
حيث كلف مشروع القرار الُمقترح quot;الآلية المشتركة متابعة تحقيق أهداف quot;العشرية العربية للتنمية التشاركية للإعلام والاتصالات 2009 ndash; 2018quot; وتنفيذ محاورها وإحالة أوراق العمل والمقترحات التي قدمها خبراء وزارات الاتصالات والإعلام العربية إلى آلية تنسيق بين المجلسين لدراستها من خلال فرق الخبراء واللجان المنبثقة عن كل من المجلسين.

ونص ّالقرار على اعتماد الموقع الإلكتروني للاجتماع الوزاري المشترك الذي أطلقته وزارة الإعلام ووزارة الاتصالات والتقانة في سورية (www. amict. org) موقعاً دائماً للعشرية العربية والفعاليات التي تنظم في إطارها.
كما دعا رؤساء الوفود في الاجتماعات إلى تشكيل هيئة لها صفة الديمومة تضم ممثلين عن قطاعات الإعلام والاتصالات والمعلومات تعقد اجتماعات دورية وتسهم في وضع الأطر المناسبة للتعاون المشترك وللتأكيد على وجوب تيسير الاستثمار في موضوع المحتوى الرقمي للوصول إلى النتائج المرجوة بمشاركة القطاع الخاص.

وناقش المشاركون تفعيل مقررات القمة العالمية في مرحلتيها عام 2003 بجنيف و2005 بتونس والمخصصة لمجتمع المعلومات والتوجهات التي خرجت بها لتفعيل العلاقة بين قطاعي الإعلام والإتصالات في الدول العربية سواء على الصعيد المحلي أو الإقليمي.
وكانت اللجان قد بحثت التطوير المتواصل للبنية التحتية للإتصالات وتقنية المعلومات ومتطلبات قطاع الإعلام ومشاركته في وضع الخطط المتعلقة بالبنية التحتية للإتصالات وتعزيز التقارب بين الإعلام وخدمات الإتصالات وتقنية الإتصالات والمعلومات وتطبيقاتها في الإعلام ووضع برنامج مشترك لتنمية المهارات البشرية في قطاعي الإعلام والاتصالات على المستوى العربي وكيفية التعاون في مجالي الإعلام والإتصالات وفي مجال تقديم الخدمات الاجتماعية غير الربحية وتعميم نماذج الخدمة الشاملة بما يفي باحتياجات الإعلام والاتصالات لتمكينها من إيصال خدماتها للمناطق النائية مع وضع الأطر اللازمة لتوسيع نطاق التعاون مع الهيئات الدولية والإقليمية ذات الصلة ومواكبة قرارات المؤتمرات الدولية المتعلقة بقطاعي الإعلام والاتصالات.

كما نوقشت الأوراق المقدمة من عدد من الدول العربية والتي تطرقت إلى أهم المواضيع العالمية مثل دور الإنترنت وانتشار المعلومة عبر المواقع الإلكترونية وأحدث التقنيات العلمية التي تم التوصل إليها وسبل التعاون بين الدول العربية لاستخدام التكنولوجيا الحديثة في التواصل بينها .

وشكلت في الاجتماع لجنة فرعية لمناقشة ما ورد في الأوراق لبلورة صيغة توصيات تمهيدا لرفعها إلى اجتماع الوزراء واستعراض مدى التعاون بين الدول العربية في مجال التكنولوجيا ، وأعد مشروع الوثيقة التي ستصدر عن الاجتماع الوزاري المشترك ، والتي تم التوصل إليها في ختام اجتماعات اللجنتين الدائمتين، ودعيت الوثيقة بيان دمشق وسيتم وضعها على اجتماعات القمة العربية في دورة انعقادها الحادية والعشرين لاعتمادها كواحدة من وثائق العمل العربي المشترك.
وتناول بيان دمشق عدداً من المقررات والعناوين العريضة، أولها إطلاق العشرية العربية، بهدف تحقيق مجموعة من الأهداف كنشر وتعميم استخدام تطبيقات اندماج الإعلام والاتصالات تعزيزا لجهود التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وتقليص الفجوة الرقمية والمعرفية وتحقيق أوسع معدلات النفاذ الشامل والعادل، وتعزيز التواصل الإعلامي والاتصالاتي تمكيناً للمحتوى الرقمي العربي ومكوناته الإبداعية من الحضور على مستوى الإعلام الدولي، وإنشاء آلية للتعاون والتنسيق الدائمين بين المجلسين عبر أمانتيهما الفنيتين دعماً للتكامل بين سياساتهما وخططهما.

وحدد بيان دمشق كتحقيق لأهداف العشرية العربية للتنمية التشاركية للإعلام والاتصالات 2009- 2018 بأن المجلس المشترك للوزراء العرب سيتفق على محاور العمل التي تندرج تحت عناوين مختلفة كالتنسيق والتكامل الذي ينص على التنسيق بين قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وقطاع الإعلام في وضع الإستراتيجيات وتخطيط المشروعات والمبادرات والفعاليات ذات الاهتمام المشترك بين القطاعين، ووضع برنامج مشترك للتحول من أنظمة البث التماثلي إلى الرقمنة الكاملة للوسائط المشتركة للإعلام والاتصالات، والتعاون بين القطاعين في مجال تقديم الخدمات المجتمعية غير الربحية وخاصة الخدمات التعليمية والصحية والثقافية. كما تناول البيان ، تحت عنوان المعايير ، صون حقوق الملكية الفكرية واحترامها في جميع أشكال ومراحل استخدام المنصات المشتركة للإعلام والاتصالات، ووضع مجموعة متكاملة من المعايير ومؤشرات القياس اللازمة لمتابعة وتقييم مدى التقدم في بناء مجتمع المعلومات العربي، والسعي من خلال الجهات الإدارية والتنظيمية لقطاعي الإعلام والاتصالات إلى حماية وتطبيق مبدأ التقييس للنظم والأجهزة والمعدات وفق المعايير العالمية. وأفرد البيان عنواناً خاصاً لمسألة الفجوة الرقمية، موصياً بالتأكيد على المباشرة برقمنة الأرشيفات الإذاعية والتلفزيونية لدى الدول العربية، وتعميم الخدمة الشاملة. وحملت قضية الفجوة الرقمية في طياتها استكمال الدراسات الفنية والاقتصادية اللازمة لإطلاق الخدمات الرقمية عبر مختلف الوسائل في المنطقة العربية بالتعاون مع بعض المنظمات العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات واتحاد إذاعات الدول العربية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية.

كما نص عنوان تعزيز القدرات ، ضمن بيان دمشق ، على تشجيع انتشار تطبيقات اندماج الإعلام والاتصالات وخاصة ما يتيح للإنسان العربي تنمية معارفه ومواكبة التقدم المعرفي العالمي، وتنمية البنية الأساسية للتكامل والاندماج بين الإعلام والاتصالات من خلال إقامة نواة محورية لشبكة اتصالات عربية ذات سعات فائقة بدءاً بما هو متاح بالفعل لدى بعض الدول العربية من شبكة للألياف الضوئية، إلى جانب تشجيع الجامعات ومراكز البحوث في الدول العربية لإجراء البحوث المتعلقة بتكنولوجيا اندماج الاتصالات والإعلام.

كما تضمنت وثيقة بيان دمشق عنوان الاستثمار الذي يدعو إلى وضع خطة بالتعاون مع مؤسسات العمل العربي المشترك ذات الصلة والاتحادات المهنية العربية كما نص القرار على تشكيل فريق عمل فني برئاسة سورية ويضم خبراء من الدول العربية الراغبة والأطراف المعنية من المنظمات المتخصصة والاتحادات المهنية العاملة في إطار الجامعة ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص العربي المعتمد لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي بجامعة الدول العربية على أن يرفع الفريق توصياته إلى الاجتماع السنوي المشترك للجنتين الدائمتين.

ويناط بهذه الآلية المشتركة عدد من المهام كمتابعة تنفيذ ما يتفق عليه وما يصدره المجلسان من قرارات وتوجيهات في الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وترتيب عقد أي اجتماعات مشتركة للمجلسين أو للجنتيهما الدائمتين وتبادل مشاركة ممثل عن كل من اللجنتين في الاجتماعات الدورية للجنة الأخرى.