نضال وتد من تل أبيب: قال رئيس القائمة العربية الموحدة، العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي أحمد الطيبي، في حديث خاص مع إيلاف إن قرار دائرة المفاوضات في منظمة التحرير، والقيادة الفلسطينية، بنشر بنود المبادرة العربية\ السعودية باللغة العبرية في الصحف الإسرائيلية هو سابقة فريدة من نوعها تهدف إلى اختراق الرأي العام الإسرائيلي ووضع المبادرة كما هي وبلغتهم وبنسخة دقيقة جاءت بعد أن ترسخت قناعة تامة لدى الرئيس الفلسطيني أبو مازن، وباقي القيادة الفلسطينية بأن الإسرائيليين لم يقرءوا المبادرة العربية كما هي. وأضاف الطيبي : استطيع أن أقول لك كنائب في البرلمان إن غالبية النواب الإسرائيليين لم يقرءوها وهذا الكلام ينسحب أيضا على الوزراء في الحكومةquot;.

وأكد النائب الطيبي، الذي كان له دور أساسي في المداولات التي أجرتها دائرة قيادة المفاوضات في م تف والرئاسة الفلسطينية، في إطلاق هذه المبادرة، حيث تولى مسؤولية إخراج الفكرة إلى النور، أكد أن القيادة الفلسطينية تقول عبر هذه الخطوة، للإسرائيليين إن أمامكم فرصة تاريخية لتحقيق سلام شامل مع الدول العربية والإسلامية، سلام مشروط بانسحاب كامل من كافة الراضي العربية المحتلة وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين حلا عادلا يتفق عليه طبقا للقرار 194.

وفي رده على التوقيت الذي تم اختياره وما إذا كان له علاقة بالانتخابات الإسرائيلية، قال عضو الكنيست الدكتور أحمد الطيبي إنه لا علاقة لهذا التوقيت بالانتخابات الإسرائيلية، ومهما كان التوقيت الذي سيتم اختياره فسيطرح نفس السؤال دائما لماذا الآن.
وأضاف الطيبي إنه كانت هناك في الآونة الأخيرة مؤشرات إيجابية، إسرائيلية والأكثر أميركية، فقد كان هناك خطاب بيرس وخطاب أولمرت باتجاه تأييد المبادرة، وهناك تحفظ لدى تسيبي ليفني ورفض مطلق عند نتنياهو ، لكن العامل الأكثر تشجيعا في هذا السياق هو موقف الرئيس الأميركي المنتخب، حيث أعرب خلال لقائه الأخير مع الرئيس أبو مازن عن موقف إيجابي من المبادرة، وهذا يعزز التوجه الفلسطيني بشن هجوم مماثل على الجبهة الأميركية والأوروبية، حيث تعتزم القيادة الفلسطينية نشر إعلانات مشابهة في كل من الصحافة الأميركية والأوروبية.

ولفت الطيبي إلى أن الهدف الأساسي هو إيصال المبادرة العربية للإسرائيليين بشكل مباشر وبعث نقاش وحوار إسرائيلي داخلي، وفي هذا السياق فقد أعلن الجنرال داني روتشيلد، رئيس المجلس الإسرائيلي للأمن والسلام، أن المجلس سيعرض هذه المبادرة على الأحزاب الإسرائيلية خلال الانتخابات، كما أعلنت حركة السلام الآن أنها ستنشر إعلانات مشابهة تدعو للسلام في الصحافة الفلسطينية.

وقال الطيبي صحيح أن هذه المبادرة لن تجعل نتنياهو يغير من رأ]ه لكنها تحدث أثرا تحركا وحوارا داخل المجتمع الإسرائيلي، لا سيما وأننا على قناعة أن الصحافة الإسرائيلية لم تعط المبادرة العربية حقها، هذا إن لم تقم بشكل مقصود بتجهيل الإسرائيليين بها وببنودها، لا سيما وأن المبادرة، عند صدورها، قوبلت بشكل مباشر برفض مطلق من رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، اريئيل شارون، حيث كانت الانتفاضة الفلسطينية الثانية في ذروتها، دون التمعن فيها أو مناقشتها.
واعتبر الطيبي أن نشر المبادرة العربية وبنودها عبر الصحف الإسرائيلية وباللغة العبرية، مع التأكيد على عرض السلام الشامل والكامل مقابل الانسحاب الشامل من كافة الأراضي العربية، وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين طبقا للقرار 194، هو خطوة أولى ستتبعها خطوات قادمة، فهي بمثابة رمي الكرة من جديد في الملعب الإسرائيلي، وعلى الدول العربية أن تواصل من هذه النقطة لتعمل على عرض المبادرة والترويج لها أمام الإدارة الأميركية وأمام الحكومات الأوروبية لتقوم الأخيرة بتشكيل رافعة ضغط على الحكومة الإسرائيلية القادمة، التي اعتبر الطيبي أنها ستكون حكومة وحدة وطنية سيشكلها نتنياهو مع كديما.

يشار إلى أن عضو الكنيست أحمد الطيبي، كان عمل لسنين، قبل انتخابه في الكنيست مستشارا خاصا للرئيس الراحل ياسر عرفات، كما يتمتع بمكانة خاصة في أوساط السلطة الفلسطينية، وتحديدا في علاقاته المتينة مع كل من رئيس السلطة، أبو مازن، ورئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، د. صائب عريقات.