طرابلس: تشرع المزيد من النساء الليبيات في الخروج من المنازل بحثا عن العمل لكنهن يشكين من المواقف العتيقة للذكور التي لم تفلح عقود من الاصلاحات الهادفة للمساواة بين الجنسين في تغييرها وبدأت ثورة معمر القذافي الاشتراكية الاسلامية عام 1969 في ادخال تحسين تدريجي على الحقوق القانونية للمرأة التي ما كانت تستطيع ان تسير في اي شارع دون ان ترتدي الحجاب وبرفقة قريب من الذكور.
وتراجعت الامية بين الاناث على مدى الاعوام ويمكن للنساء اليوم ان يسعين للعمل في مهن واعمال في حين كانت امهاتهن يأملن فقط ان يكن ربات بيوت. وتم تقييد تعدد الزوجات ومنع زواج الاطفال.
لكن شوارع طرابلس تظل مقصورة على الرجال حيث تتعرض النساء في احيان كثيرة الى الاساءات اللفظية والمضايقات. وتقول النساء اللاتي يرتدين الزي الغربي ان البعض يعتبرهن عاهرات ويتفادين ركوب سيارات الاجرة بعد الغروب خوفا من تعرضهن للتحرش.
وقالت يولاندا زابتيا الاجنبية المتزوجة من ليبي ان على الرجال الليبيين ان يتعودوا على رؤية المزيد من النساء في الاماكن العامة وان يحسنوا من سلوكهم والا اضروا بفرص التنمية في البلاد.
وكتبت في صحيفة تريبولي بوست quot;على السلطات ان تؤكد ان هذه التصرفات من جانب الرجال غير مقبولة. واذا ارادت ليبيا ان تزيد من عدد النساء اللاتي يقدمن مساهمة فعالة في الاقتصاد فانه ينبغي ان تقدم حماية كافية لهن.quot;
وتقبل النساء في اماكن العمل في احيان كثيرة وظائف اقل مكانة واقل أجرا من الرجال الاقل كفاءة.
وعادت هدى الوافي المولودة في ليبيا والتي تعلمت في الولايات المتحدة الى بلادها في عام 2006 وتعمل في وكالة حكومية في طرابلس.
وبوصفها مديرة من المستوى المتوسط كانت تعتبر امرا غير عادي في هيئة تعمل فيها معظم النساء كسكرتيرات.
وقالت quot;الوضع يتحسن بالنسبة للمرأة عاما بعد عام. فلم تكن تشاهد اية امرأة عاملة في الشركات قبل عشر سنوات. لكنهن جميعا يواجهن مشكلة عدم النظر اليهن بجدية وعدم اعتبار نظرائهن الذكور انهن مساويات لهم.quot;
ويقول الخبراء ان عدد الاناث الليبيات في التعليم الثانوي والعالي يناهز اعداد الذكور اليوم ويزداد الطلب بسرعة على الخريجيين المؤهلين مع محاولة الحكومة تحسين التعليم والخدمات الصحية وتنمية الاقتصاد.
وتختار المزيد من النساء الليبيات العمل لمساعدة عائلاتهن وفي أعمال مثل قيادة الطائرات والمحاماة والطب وادارة الاعمال التجارية وكمسؤولات حكوميات.
وقالت المستشارة التجارية فتحية خليفة quot;الحياة اصبحت اكثر كلفة ومن الضروري للرجل والمرأة ان يعملا لتحسين حياتهما وحياة اطفالهما.quot;
ووفقا لتقرير الامم المتحدة للتنمية الانسانية العربية الصادر في عام 2005 فان نسبة الامية بين النساء الليبيات كانت 29 في المئة في عام 2003 اي اقل بكثير من معدلها في الدول العربية الاخرى وهو 55 في المئة.
وتعتبر المجندات المرافقات للقذافي كحارسات في زياراته الخارجية نوعا من الاستعراض لكن ليبيا من الدول النادرة في العالم العربي التي تلتحق النساء بصفوف جيشها.
و لا تزال الجماعات المدافعة عن حقوق الانسان تشكو من المعايير المزدوجة وتقول ان الجماعات الاسلامية تعوق تقدم تمكين المرأة في البلاد.
ويرى البعض ان المواقف المحافظة للنساء انفسهن تشكل عقبة اخرى.
وقالت سلمى جيزاوي من المنظمة الانسانية الليبية اغذية بلا حدود quot;هناك مشاكل قليلة فقط تستطيع النساء التغلب عليها بانفسهن. ولدينا الاساس الذي نستطيع ان نبني فوقه عاليا