الاسماعيلية: قال مسؤولون حاليون وسابقون بقناة السويس إن تفشي أعمال القرصنة قبالة ساحل الصومال سينال من ايرادات القناة ما لم تكبح أنشطة القرصنة سريعا واذا واصلت شركات الشحن تجنب الممر المائي الاستراتيجي.
وقالت واحدة من كبرى الشركات الملاحية في العالم إن جانبا من أسطولها يتجنب القناة بسبب المخاوف من أعمال القرصنة جنوبي الممر المائي الذي يربط بين البحرين الاحمر والمتوسط وقالت رابطة ناقلات رئيسية ان شركات أخرى كثيرة تحول مسار سفن.
وقال مسؤول بقناة السويس طلب عدم نشر اسمه لانه غير مخول بالحديث الى وسائل الاعلام quot;القرصنة لم تؤثر حتى الان على عائدات قناة السويس .. اننا نتابع الموقف باهتمام شديد .. قد يحدث تراجع فعلي بفعل النتائج المترتبة على أعمال القرصنة.quot;
ويأتي تحرك بعض شركات الشحن لتجنب القناة في أعقاب استيلاء قراصنة صوماليين الاسبوع الماضي على ناقلة سعودية عملاقة محملة بما قيمته 100 مليون دولار من النفط وذلك في أضخم عملية خطف سفن على الاطلاق.
وتحول ايه.بي مولر-مايرسك الدنمركية مسار جانب من أسطول ناقلاتها النفطية المكون من 50 ناقلة حول رأس الرجاء الصالح بدلا من قناة السويس وقالت رابطة انترتانكو ان شركات ناقلات أخرى كثيرة تفعل الشيء نفسه.
وقالت فرونتلاين النرويجية التي تنقل جزءا كبيرا من نفط الشرق الاوسط الى الاسواق العالمية انها تدرس اتخاذ خطوة مماثلة.
وتنقل شهريا عبر خليج عدن وقناة السويس ملايين الاطنان من النفط الخام والمنتجات البترولية والغاز والسلع الجافة مثل الحبوب والحديد الخام والفحم فضلا عن بضائع الحاويات مثل الالكترونيات واللعب.
وتراجعت بالفعل ايرادات القناة عن أعلى مستوياتها على الاطلاق في أغسطس اب لكن مسؤولين يعزون التباطوء الى الازمة الاقتصادية العالمية ويقولون ان القرصنة لم تؤثر على الايرادات بعد.
وكانت القناة حققت 467.5 مليون دولار في أكتوبر تشرين الاول انخفاضا من 504.5 مليون دولار في أغسطس اب عندما استخدم القناة عدد قياسي بلغ 1993 سفينة.
وقد توجه القرصنة ضربة أخرى الى جهود مصر لجذب المزيد من السفن العملاقة بما في ذلك ناقلات نفط أضخم عبر قناة السويس عن طريق تعميق الغاطس في مشروع من المتوقع استكماله عام 2009 .
ويقول مسؤولو القناعة انه حال انجاز التوسع المزمع سيكون الممر المائي قادرا على جذب 64 في المئة من أسطول ناقلات النفط العالمي بحمولة كاملة. وتعتمد مصر على قناة السويس كمصدر رئيسي للعملة الصعبة.
وقال جلال الديب عضو مجلس ادارة قناة السويس الاسبق quot;استمرار أعمال القرصنة على النحو التي هي عليه الان سيؤثر تأثيرا سلبيا على أعداد السفن المارة وعائدات قناة السويس.quot;
وأضاف quot;بحمولات النفط المارة بالقناة ستتأثر مع بدء تعرض الناقلات للاختطاف بما يؤثر على اجمالي حركة عبور البضائع لان النفط يمثل نحو 17 في المئة من اجمالي البضائع المارة بقناة السويس.quot;
لكن المسؤولين أحجموا عن التكهن الى أي مدى قد تتأثر ايرادات القناة.
وغالبا ما يرسل مالكو ناقلات النفط العملاقة سفنهم حول رأس الرجاء الصالح بسبب مشكلات السعة في قناة السويس حيث كثيرا ما تجنح السفن الضخمة. ولم تعبر الناقلة السعودية المختطفة المتجهة الى الولايات المتحدة قناة السويس التي عادة ما تسلكها الناقلات المتجهة الى أوروبا.
وقال محمود عبد الوهاب المتحدث باسم القناة ان شركة الشحن لم تخطر القناة بأي الغاءات وان كانت القناة لا تتلقى عادة اخطارات كهذه.
وقال quot;أصحاب السفن من حقهم تحديد الطريق الذي يرغبون في استخدامه .. لا يوجد لدى ادارة قناة السويس أي توقعات بشأن أعداد أو نوعية السفن التي ستتأثر بأعمال القرصنة وتقرر عدم استخدام قناة السويس.quot;
ويقول بنك الاستثمار المجموعة المالية-هيرميس الذي مقره القاهرة ان القناة قد تحقق عائدات قياسية قدرها 6.1 مليار دولار في السنة المالية الحالية وذلك بزيادة 18 في المئة عن السنة المالية المنتهية في يونيو حزيران.
لكن حتى قبل عملية خطف الناقلة في الاسبوع الماضي توقع هيرميس أوقاتا أصعب في المستقبل. وقال البنك انه يتوقع تباطوء نمو ايرادات القناة الى عشرة بالمئة في 2009-2010 وذلك تحت وطأة تراجع الطلب الاوروبي