مقديشو: لم تبدأ القوات الصومالية الانسحاب من المواقع الرئيسية في العاصمة الصومالية رغم مرور نحو ثلاثة أيام على الموعد المحدد لبدء انسحابها بموجب اتفاق السلام الذي يهدف إلى إنهاء سنوات من الصراع. وبموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي بين الحكومة الانتقالية وquot;تحالف إعادة تحرير الصومال - جناح جيبوتيquot;، تعهدت أثيوبيا بالانسحاب من بعض القواعد العسكرية بدءاً من الجمعة.

كذلك يأتي عدم الانسحاب الأثيوبي من مقديشو، رغم ما صرح به رئيس الوزراء في الحكومة الانتقالية، نور حسن حسين، الخميس بأن القوات الأثيوبية ستبدأ انسحابها وفق ما هو مقرر. كما أكد زعيم التحالف، شيخ شريف أحمد، الذي يعد زعيماً معتدلاً، في تصريح للإذاعة المحلية السبت أن القوات الأثيوبية ستسحب قواتها وفق الجدول المقرر.

وكان شيخ شريف قد عاد إلى بلاده بعد عامين في المنفى، وذلك بعد أسبوع على توقيع هدنة لوقف إطلاق النار، تدعو في الوقت نفسه إلى سحب القوات الإثيوبية من الصومال بشكل كامل مع حلول العام المقبل.

وكان ممثلون عن الحكومة الانتقالية، التي يرأسها عبد الله يوسف، قد وقعوا في السادس والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مع جناح جيبوتي في جبهة تحالف إعادة تحرير الصومال، اتفاقاً يدعو إلى وقف لإطلاق النار بدأ سريانه في الخامس من الشهر الجاري. كما حدد الاتفاق تاريخ 21 من نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، لبدء انسحاب القوات الإثيوبية من مدن صومالية على أن تنسحب بالكامل في غضون 120 يوماً، منهية وجود دام عامين في بلد أدمته الحروب.

يذكر أن القوات الأثيوبية غزت الصومال قبل عامين بهدف طرد قوات quot;اتحاد المحاكم الإسلامية، التي فرضت سيطرتها على مقديشو عام 2006. ولم يتضح بعد ماذا سيحدث في حال لم تنفذ انسحابها المقرر من العاصمة. وبموجب الاتفاقية، فقد تقرر إنشاء قوة عسكرية مؤلفة من 10 آلاف عنصر من القوات الحكومية وقوات التحالف.

وشهدت مقديشو الجمعة اشتباكات بين المسلحين والقوات الصومالية والأثيوبية المتحالفة معها، ما أسفر عن سقوط 11 قتيلاً، وفقاً لشهود عيان. وبدأت الاشتباكات عندما هاجم مسلحون منزل الحاكم المحلي في منطقة وداجير بمقديشو، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين عناصر القوات الحكومية التي كانت تحرس المنزل والمسلحين. وقال شهود عيان إنهم شاهدوا ما لا يقل عن 11 جثة إثر الاشتباكات، في حين قال الحاكم أحمد داد إن جنوده قتلوا 17 مسلحاً.