أسامة مهدي من لندن: رفضت المحكمة الاتحادية العليا في العراق قرار مجلس النواب برفع الحصانة البرلمانية عن النائب رئيس حزب الامة العراقية مثال الالوسي لزيارته لاسرائيل .

واصدرت المحكمة اليوم حكما بالغاء قرار لمجلس النواب اصدره في ايلول (سبتمبر) الماضي برفع الحصانة عن النائب الالوسي بسبب مشاركته في مؤتمر اقيم في اسرائيل الصيف الماضي. واتخذ مجلس النواب قراره برفع الحصانة عن الالوسي اثر قيامه بزيارة ثانية الى اسرائيل خلال عامين . وقرر المجلس بالاغلبية رفع الحصانة البرلمانية عنه لزيارة quot;دولةquot; مازالت في حالة حرب مع العراق الذي لايرتبط بعلاقات دبلوماسية معها .

وقد صوت مجلس النواب في الرابع عشر من ايلول الماضي بالاغلبية على :
أولا: رفع الحصانة عن مثال الآلوسي.
ثانياً: منعه من السفر.
ثالثاً: تكليف المستشار القانوني للمجلس بالمتابعة مع المحكمة الاتحادية في شأن الموقف القانوني من مثال الآلوسي.

وقد شارك الالوسي في تل ابيب في مؤتمر لمكافحة الارهاب بدعوة من معهد السياسات ضد الارهاب . وكانت زيارة الالوسي الاولى لاسرائيل عام 2005 قد اثارت اعتراضات سياسية واسعة في حينها طالبت برفع الحصانة البرلمانية عنه لكن اي اجراء لم يتخذ ضده سوى تجميد عضويته في المؤتمر الوطني العراقي الذي يتراسه نائب رئيس الوزراء السابق احمد الجلبي الامر الذي دعاة الى الانفصال عن المؤتمر وتأسيس حزب جديد اسماه quot;حزب الامة العراقيةquot; .
وقالت تقارير اسرائيلية ان الالوسي دعا في تصريحات له خلال مشاركته في المؤتمر الى اقامة علاقات دبلوماسية بين العراق وإسرائيل وتوسيع حلف بينهما ليشمل تركيا والكويت .. كما هاجم النظام الإيراني ودعا لتعاون دولي ضده . واضافت ان النائب العراقي القى محاضرة أمام المؤتمر الذي تنظمه أكاديمية هرتسليا الإسرائيلية دعا فيها إلى تعاون بين دول المنطقة ضد إيران التي قال انها اليوم quot;مركز المصائب في المنطقة وغالبية الشعب العراقي لا تؤيد النظام فيهاquot; . واضاف أنه quot;ينبغي التعاون مع إسرائيل من أجل إنتاج سلاح استخباراتي سوية مع تركيا والولايات المتحدة والكويت من أجل ضمان انتقال معلومات استخباراتية جيدة ومواجهة الإرهاب الشرق أوسطي معا.

واعلن الالوسي في تشرين الاول (اكتوبر) عام 2004 تشكيل quot;حزب الامة العراقية الديمقراطيquot; وذلك بعد اقالته من حزب المؤتمر الوطني اثر زيارته اسرائيل منتصف ايلول (سبتمبر) من العام نفسه. وعمل الالوسي مساعدا لاحمد الجلبي زعيم المؤتمر الوطني العراقي ونائبا لرئيس هيئة اجتثاث البعث من قبل مجلس الحكم السابق وتحت اشراف سلطة الائتلاف الموقتة التي حكمت العراق منذ سقوط نظام صدام حسين في نيسان (ابريل) عام 2003 حتى نقل السلطة الى العراقيين في حزيران (يونيو) 2004.

وقد قتل نجلا الالوسي في بغداد عام 2004 في محاولة لاغتياله هو اتهم اثرها وزير الثقاقة العراقي السابق اسعد كما الهاشمي الذي ينتمي الى جبهة التوافق العراقية السنية بالمسؤولية عن اغتيالهما وحكمت عليه احدى المحاكم العراقية غيابيا بالاعدام الشهر الماضي . معروف ان العراق لايرتبط بعلاقات مع الدولة العبرية وهو في حالة حرب معها منذ قيامها عام 1948 لكن مسؤولين عراقيين التقوا خلال السنوات الثلاث الاخيرة مع مسؤولين اسرائيليين وتبادلوا معهم مصافحات بالايدي وعبارات مجاملة لم تتطور الى مباحثات .

وردا على رفع الحصانة عنه أشار الالوسي الى انه شارك في مؤتمر مكافحة الإرهاب الى جانب الكثير من ممثلي الدول الدول العربية والاسلامية وراى بانه يجب طرح بعض الأفكار المتعلقة بالعراق بمصداقية . وأوضح بان المؤتمر ناقش كيفية الاستفادة من تجربة العراق وافغانستان في محاربة الإرهاب . واكد ان حضوره كان بصفته الشخصية وليس ممثلا للعراق quot;على الرغم من ان مشاركته في المؤتمر تدل على النضج السياسي العراقيquot; على حد قوله .

واضاف ان هذه هي مشاركته الثانية له في مؤتمر يعقد في اسرائيل موضحا ان وفودا من مصر والاردن والمغرب وتونس شاركت فيه ايضا وكانت اعلامها ترفرف في ساحة المؤتمر الذي طلب المنظمون له رفع العلم العراقي الى جنبها لكنه رفض ذلك قائلا لان مشاركته شخصية وليست رسمية باسم العراق . واوضح انه لم يدعو لاقامة العراق علاقات مع اسرائيل لكنه اراد الرد على بعض المفاهيم المغلوطة المتعلقة بالاوضاع العراقية . وقال ان دولا حليفة للعراق شاركت في المؤتمر مثل الولايات المتحدة التي تجري مباحثات لتوقيع اتفاقية تعاون استراتيجي طويلة الامد معها اضافة الى دول بريطانيا وفرنسا وروسيا .

وقال ان ايران اليوم مركز المصائب في المنطقة وغالبية الشعب العراقي لا تؤيد النظام في طهران واضاف انه ينبغي التعاون مع اسرائيل من اجل انتاج سلاح استخباراتي سوية مع تركيا والولايات المتحدة والكويت من اجل ضمان انتقال معلومات استخباراتية جيدة ومواجهة الارهاب الشرق اوسطي معا .