يستكمل سياسته الخارجية المتوازنة بزيارة تأخرت قليلاً
سليمان في إيران يأمل تفهماً لأهمية التنسيق مع السعودية

إيلي الحاج من بيروت: يستكمل رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان من خلال زيارته لإيران التي تستمر اليوم الإثنين وغداً إقامة مشهد التوازنات الدقيقة التي يتبعها في سياسته وعلاقاته الخارجية، كما في ادارته للوضع الداخلي، فبعد زياراته quot; العربية quot; التي شملت قطر وسورية ومصر والسعودية، كان لا بد له من زيارة إيران ذات الحضور والنفوذ الوازنين في لبنان من خلال quot; حزب الله quot; الشديد الإرتباط بها وحلفاء الحزب، فضلاً عن دورها على صعيد المنطقة من خلال تحالفها مع سورية وتنظيمات فلسطينية متشددة وتأثيرها في مسار الأحداث في العراق.

وخلافاً للكلام الذي روج له حلفاء لإيران في لبنان منذ مدة، لن تتناول الزيارة موضوع تسليح الجيش اللبناني، وقد تعززت هذه المعلومات بعدم مشاركة وزير الدفاع الياس المر في الوفد المرافق لسليمان. علماً أن إيران تولت ولا تزال، تسليح quot;حزب اللهquot; أو بالأحرى الجناح العسكري في الحزب المعروف باسم quot;المقاومة الإسلاميةquot; الذي يعدّ جيشاً صغيراً شديد الفاعلية والكفاءة القتالية، نتيجة لتراكم خبرات من جهة، وتدريبات متلاحقة لوحدات النخبة فيه يجري بعضها في إيران نفسها من جهة أخرى، فضلاً عن قوة صاروخية ضاربة يقال إنها تضاعفت مرات عما كانت عام 2006 في الحرب الأخيرة مع الجيش الإسرائيلي. وترفد هذا الجيش ميليشيا تضم عشرات آلاف العناصر في مختلف أماكن الإنتشار الشيعي في لبنان. وبتفاعل عنصر السلاح مع العقيدة التي وفرتها نظرية quot;ولاية الفقيهquot; والخدمات المتعددة التي تقدمها إيران مباشرة في لبنان أو عبر quot;حزب اللهquot; وجمعياته والهيئات التي تدور في فلكه، تكون إيران من الدول الأكثر تأثيراً في لبنان ويستحيل على رئيس الجمهورية تجاهلها في سعيه إلى تثبيت تعايش سلمي بين كل العناصر والعوامل المحلية والخارجية المتصادمة في لبنان.

جدير بالذكر في هذا السياق أن إعلان الولايات المتحدة الأميركية نيتها الجدية تزويد الجيش اللبناني العشرات من دبابات quot;أم 60quot; الحديثة والذي قوبل باستياء في إسرائيل لم يلق اي تعليق من إيران وحلفائها في لبنان .

ويأمل سليمان على ما ذكر قريبون منه أن يتفهم المسؤولون الإيرانيون أهمية إستمرار التنسيق بين طهران والرياض في شأن أوضاع لبنان لانعكاسها الإيجابي الذي يتيح إستمرار الحوار الوطني حول القضايا الشائكة ولا سيما موضوع سلاح quot;حزب اللهquot;. وسيعلن الرغبة في تطوير أوجه التعاون المشترك، ولا سيما في المجالين الاقتصادي والاستثماري.

ويعتبر متابعون لتحركات الرئيس سليمان أن زيارته لطهران تجيء في إطار إعلان عودة حضور quot;لبنان الواحدquot; في المنتديات والعواصم، وكذلك عودة دور رئاسة الجمهورية وحضورها بعد غياب وتهميش استمرا سنوات، لكن بعضهم يرى أن الزيارة تأخرت نسبيا قياساً على تأثير إيران في الداخل اللبناني وأهميتها في المعادلة الإقليمية . علماً أن شخصيتين لبنانيتين سبقتا سليمان إلى إيران خلال شهر واحد، وكلتاهما مارونيتان ومن حلفاء quot;حزب اللهquot;، الأولى رئيس حكومة العسكريين السابق، النائب الحالي ميشال عون، والأخرى الرئيس السابق للجمهورية إميل لحود الذي يعيده quot;حزب اللهquot; إلى الواجهة الإعلامية منذ مدة قصيرة.