الجامعة لن تسمي صراحة الطرف المسؤول عن عرقلة المصالحة
الوزاري العربي يسعى لإستئناف الحوار الفلسطيني بقواعد جديدة


نبيل شرف الدين من القاهرة: لا يعول معظم المراقبين للشأن الإقليمي على الكثير من النتائج الفعالة التي يمكن أن تسفر عنها إجتماعات وزراء الخارجية العرب، التي تستضيفها القاهرة يوم الأربعاء، في سياق حسم الإنشقاق الفلسطيني بين أكبر فصيلين على الساحة، وفي هذا السياق قال عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية إننا سنستمع إلى تقرير من الوفد الفلسطيني الذي يمثله صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، وأشار إلى أن الاجتماع يبحث إشكالية المصالحة الفلسطينية ومتابعة الجهود المصرية بهذا الشأن حيث سيتحدث وزير الخارجية أحمد أبو الغيط عن الجهد المصري في هذا المضمار.

وعما إذا كان إجتماع وزراء الخارجية العرب سيشهد إعلانًا صريحًا عن الطرف الذي يعرقل الحوار الفلسطيني، قال عمرو موسى: quot;إن الجامعة العربية تُحمّل كافة الأطراف مسؤولية ما يحدث وتلك الهوة في هذا الخلاف الفلسطيني ـ الفلسطيني الذي يكاد أن يقضي على القضية الفلسطينية نفسهاquot;، على حد قوله.

ومضى موسى قائلاً quot;إن هذه مسؤولية كبرى تقع على عاتق الجميع مهما كانت درجة خلافاتهم، وأكد موسى أن الجامعة العربية لا يمكن أن تتراجع في توجيه موقف عربي حاسم مفاده أن هذا الوضع غير مقبولquot;.

وردًا على سؤال حول رؤية الجامعة العربية للخروج من الأزمة الفلسطينية الحالية، إكتفى موسى بالقول إن هذا هو ما سنناقشه، مشيرًا إلى أن اجتماع الوزراء سيناقش كافة هذه المواضيع لوضع تصور عربي بشأنها، وما يجب أن نطرحه في هذا الإطار على أساس المبادرة العربية للسلام خاصة وأن هناك إدارة أميركية جديدة شعارها التغيير، وأعرب موسى عن أمله بأن يكون هذا التغيير إيجابيًا لصالح الحركة السريعة نحو حل النزاع العربي ـ الإسرائيلي، خصوصًا وأن هناك من الوثائق وفي صدارتها المبادرة العربية ما يسمح بذلك.

معضلة الحوار الفلسطيني
من جهة أخرى، وردًا على سؤال حول عودة الحوار الفلسطيني إلى نقطة الصفر، قال موسى إنه لا يمكن بالطبع العودة إلى نقطة الصفر في الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني، لافتاً إلى أن هناك ورقة مصرية جرى الإتفاق عليها، وهناك بعض الإقتراحات والتعديلات وبعض المواقف التي إتخذت والتي لم يكن ينبغي أن تتخذ للتحرك إلى الأمام في موضوع المصالحة.

وأضاف أن هناك لهجة حادة بين الاطراف الفلسطينية ونجد بياناً من هنا وتصريحًا من هناك، محذراً من أن هذا لا يساعد على خلق المناخ الذي نريده وتحتاجه القضية الفلسطينية ذاتها، معربًا عن أمله بأن يعمل نقاش وزراء الخارجية على الإحاطة بكل هذه الامور وتشكيل الموقف العربي إزائه.
وشدد الأمين العام للجامعة العربية على أن الوضع بالنسبة إلى عملية السلام متوقف تمامًا وسنستمع إلى الوفد الفلسطيني والتفاصيل التي سيضعها أمام وزراء الخارجية لنبني موقفنا على أساسها quot;.

وأشار موسى إلى أن بيان الحكومة المصرية عند تأجيل التوقيع على الحوار الشامل أكد على أن مصر سوف تستمر في جهودها لذا يجب أن نعطي لهذا فرصة، لكن ستأتي اللحظة التي نري فيها ضرورة توجيه اللوم لمن يعرقل الحوار.

وردًا على سؤال إن كان سيتم مناقشة الوضع في الأراضي الفلسطينية بعد يوم 9 يناير المقبل، موعد إنتهاء ولاية الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قال موسى إنه قد يتم التطرق إلى هذه المسألة quot;لأننا سنناقش الوضع الفلسطيني برمتهquot;.

وفي سياق تعليقه على تصريحات خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس حول ضرورة الحوار الفلسطيني لحل الأزمة الراهنة، قال موسى إن الحوار مهم لكن يجب ألا يبقى حوارًا للأبد بل يجب أن ينتهي بنتيجة سريعة، لأن هناك إستحقاقات معينة، وتواريخ محددة يجب أن نصل إليها دون وجود إنقسام فلسطيني على النحو الحاصل حالياً.

وحول تقييم الجامعة العربية لعملية السلام وهل ستتوجه الجامعة إلى الادارة الأميركية الجديدة لمخاطبتها في ذلك، قال موسى إنه عندما تتشكل الادارة الأميركية سيكون هناك كلام كثير معهم في هذا الشأن وسنتحرك في هذا الاطار، مشيرًا إلى أن هناك حالة ترقب كبيرة مبنية على الإحباط الذي طغى على الساحة الشرق الاوسطية والساحة العربية بسبب عدم التحرك الحقيقي في عملية السلام.