لندن: واصلت الصحف البريطانية انشغالها التام بالأحداث الدموية في مدينة مومباي الهندية، وما آلت اليه من خسائر بشرية وتداعيات درامية متسارعة قبل أن يسدل الستار عن فصل فريد من ازمات المواجهات المسلحة التي مرت بها الهند في السنوات الاخيرة. فقد خرجت الصحف بتغطيات موسعة من كافة الجوانب لهذه الاحداث، والحقتها بتحليلات ومقالات ترصد الظاهرة. ومنها صحيفة الاندبندنت، التي كتبت فيها كين سينجوبتا موضوعا تحت عنوان: المسلمون البريطانيون صاروا مرتعا quot;للجهادquot; على مستوى العالم.

وتقول كاتبة المقال ان نحو اربعة آلاف مسلم بريطاني تخرجوا من معسكرات التدريب الارهابية في افغانستان وباكستان، حسب تقديرات وكالات الامن والاستخبارات، وهو ما يجعل منهم مصدرا مهما من مصادر رفد حركة quot;الجهادquot; الاسلامية على مستوى العالم بالرجال. وتشير الكاتبة الى ان بعضهم انضم الى جماعة quot;عسكر طيبةquot;، المتهم الابرز في تنفيذ هجمات مومباي الاخيرة، وهي جماعة تقاتل القوات الهندية في كشمير.

الى جانب آخرين من خلفيات باكستانية انضموا الى تنظيم طالبان وجماعات اخرى تقاتل القوات البريطانية وقوات حلف الاطلسي الاخرى في افغانستان، حسب قولها.

وتنقل الكاتبة عن اللواء ايد بوتلر القائد السابق للقوات البريطانية في ولاية هلمند الافغانية قوله ان القوات البريطانية واجهت مسلمين بريطانيين في جنوب البلاد، وهو يحملون جوازات سفر بريطانية وعاشوا في بريطانيا. وتقول انه عثر عليهم في اماكن مثل قندهار، وهو امر قد لا يعرف عنه الشعب البريطاني الشيء الكثير.

وتعتقد الكاتبة انه الى جانب الدعم البشري لتلك الجماعات، هناك دعم مالي يأتيها من تبرعات خيرية تجمع لهم من اوساط المسلمين في بريطانيا. بل قيل ان بعض الاموال التي جمعت لصالح متضرري زلزال وقع قبل ثلاثة اعوام حولت لصالح جماعات مسلحة.

وتقول الكاتبة ان الحكومة الانتقالية في الصومال تتهم بريطانيا بوصفها المصدر الرئيسي للمال والرجال بالنسبة لاتحاد المحاكم الاسلامية. وتضيف ان صحيفة الاندبندنت كشفت عقب اخراج اتحاد المحاكم من العاصمة مقديشو وجود العديد من الصوماليين ممن يحملون جوازات سفر غربية وقد عادوا الى بلادهم للقتال الى جانب اتحاد المحاكم، بعد سنوات من العيش في الاغتراب.