بعد أن دخل الدين في الخلافات السياسية
حجاج غزة يندبون حظهم بسبب الحدود المغلقة
نجلاء عبد ربه من غزة:
يلجأ ذوي الحجاج الفلسطينيين منذ سنوات عدة إلى كتابة شعارات ورسومات على جدران الحاج الذي ينوي شد الرحال إلى مكة وأداء مناسك الحج. لكن تلك الشعارات التي هي من صميم العادات والتقاليد عند الفلسطينيين، اختفت عن جدران منازل غزة بسبب عدم تمكّن الحجاج حتىالآن من السفر لأداء مناسك الحج.
ويرى المسن صالح عبد الله الذي ذهب للحج مرتين قبل سنوات، أن هذا العام هو أسوأ عام مر على الفلسطينيين بشكل عام وعلى حجيج غزة على وجه الخصوص. وأضاف quot;الفرحة لم تسع هؤلاء الناس، فهم يهيّئون أنفسهم قبل سفرهم بشهر تقريبًا، ويبدؤون بشراء كل ما يلزمهم في رحلتهم هذه، لكن هذا العام حدث ما لم يتوقعه احد في العالمquot;.
ويتساءل عبد الله لـ quot;إيلافquot;من يصدق أن الفلسطينيين يمنعون بعضهم البعض لأداء مناسك الحج!!؟. وقال quot;عندما أعرف أن إسمي ضمن الذين وافقت عليهم هيئة الحج والعمرة في فلسطين، كان أقاربي وجيراني وأناس لم أعرفهم، يسكنون بعيدًا عن منطقتي، يأتون جميعهمفرحين لوداعي. ويذهب بعضهم نحو جدران منزلي ويكتب شعارات (حج مبرور وسعي مشكور وذنب مغفور إن شاء الله) وشعار آخر مثل (لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لبيك مع رسم تقريبي للكعبة المشرفة)، هذه الشعارات كانت تطفي رونقًا وبهجة لي وللمنطقةquot;.
وأضاف عبد الله quot;عند عودتي من الديار المقدسة، يكونون قد كتبوا شعارًا آخر وهو quot;أهلاً وسهلاً بالقادمين من عند رسول الله، أو أهلاً وسهلاً بحجاج بيت الله الحرام، وتبدأ إحتفالات الناس مرة أخرى بقدوميquot;.
تلك الشعارات غابت هذا العام عن حجيج غزة. السبب بالتأكيد، جميعنا يعرفه وهو إنقسام الفلسطينيون على أنفسهم، حتى وصل بهم الأمر لمنع الحجاج الذين سجلوا عبر رام الله بالسفر إلى مكة لأداء مناسك الحج تحت شعار quot;إما أن يسافر الجميع، والمقصود هنا الحجاج الذين سجلوا من خلال وزارة أوقاف غزة، أو لن يسافر احدquot;.

هذا الشعار أكده وزير أوقاف المقالة طالب أبو شعر مساء أمس في لقاء معه على قناة الجزيرة الفضائية، بان وزارته لن تسمح للحجاج الذين سجلوا عن طريق رام الله بالمرور إلا مع جميع الحجاج الذين سجلوا لدى وزارته، واصفًا التسجيل عن طريق أوقاف رام الله بغير الشرعي.
ونفى أبو الشعر أن يكون معبر رفح مفتوحًا، مشيرًا إلى أن على القاهرة أن تتصل بالداخلية المقالة لا أن تكون أخبارًا لفتح عن طريق الصحف.
وكانت الحكومة المقالة منعت حجاج القطاع من السفر، فيما اتهم بعض الحجاج شرطة غزة بالاعتداء عليهم بالهراوات لمنعهم من الوصول إلى معبر رفح بينما، وأصيب عدد من هؤلاء الناس، في وقت نفى القيادي في حركة حماس صلاح البردويل، تعرض الحجاج للاعتداء، قائلاً quot;إن الحجاج لم يتوجهوا إلى المعبر حتى هذه اللحظةquot;.
وكانت جمهورية مصر قد أعلنت أمس، أنها فتحت معبر رفح منذ اليوم السبت ولمدة 3 أيام لعبور الحجاج الفلسطينيين القادمين من قطاع غزة والحاصلين على تأشيرات حج لمواصلة سفرهم إلى الأراضي السعودية عبر مصر. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن مصدر مسؤول بميناء رفح البرى قوله إن quot; الجانب المصري على أتم استعداد لاستقبال الحجاج القادمين من قطاع غزة بإجمالي أكثر من 3100 حاجquot;.
ونوّه بإقامة عدة مهمات داخل الميناء لاستقبال هؤلاء وتوفير كافة أوجه الرعاية المطلوبة لهم علاوة على توفير أطقم عمل إضافية من مختلف الأجهزة العاملة في الجانب المصري لسرعة إنهاء الإجراءات وتيسير عبورهم. وأشار كذلك إلى توفير 22 سيارة سياحية من إحدى الشركات المصرية لنقل الحجاج الفلسطينيين إلى الأراضي السعودية عن طريق ميناء نويبع المصري.
ويأتي منع الشرطة المقالة للحجاج تصريحات لرئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية عقب خطبة الجمعة أمس، بأن حكومته ستسمح للحجاج بالسفر سواء المسجلين في وزارة الأوقاف في رام الله، أو المسلجين في غزة، quot;رغم التحفظاتquot;.