أبوظبي: أكد وزير الخارجية التونسي عبدالوهاب عبدالله على موقف تونس الإيجابي من قضية الجزر الإماراتية المحتلة، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى، ودعمها للجهود السلمية المبذولة كافة، بما فيها مبادرة الإمارات للتوصل إلى حل سلمي، من خلال المفاوضات الثنائية أو إحالة القضية إلى محكمة العدل الدولية. جاء ذلك خلال استقبال رئيس المجلس الوطني الاتحادي عبدالعزيز عبدالله الغرير الوزير التونسي أمس في مقر المجلس، حيث بحثا سبل تعزيز علاقات الأخوة والتعاون بين البلدين والشعبين ودعمها في مختلف المجالات.

وأوضح عبدالله خلال اللقاء أن الإمارات قدّمت نموذجاً يحتذى ليس في المنطقة وحسب، بل بين دول العالم كافة، مبدياً تقديره لسياستها بقيادة رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في التعامل مع مختلف قضايا المنطقة، ولافتاً إلى ما وصلت اليه الامارات من تقدم وتطور شامل. كما أشاد بما وصلت إليه علاقات البلدين من تقدم بفضل متابعة الشيخ خليفة والرئيس التونسي زين العابدين بن علي وحرصهما على الارتقاء بها لما فيه خير البلدين.

وثمّن عبدالله الدور الذي يؤديه المجلس الوطني الاتحادي، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، ومشاركاته الخارجية. وأكد أن ما سمعه من رئيس المجلس حول اختصاصات المجلس ومشاركة المرأة يعبّر عن دعم القيادة لعمل المجلس، ويعكس المشاركة الحقيقية لأبناء الامارات في تنميتها وتطورها، كما يؤكد مواكبة المجلس لهذا التقدم الذي تشهده الدولة في شتّى المجالات.

وكان الغرير قدّم في بداية المقابلة عرضا حول المسيرة البرلمانية والسياسية في الدولة، وأبرز المحطات التي مرّت بها منذ الانتخابات النصفية العام 2006 واختصاصات المجلس الوطني الاتحادي التشريعية والرقابية، ودوره على الصعيد الخارجي، معرباً بدوره أن المجلس يتطلع إلى تعزيز علاقات التعاون والصداقة مع البرلمان التونسي ممثلاً بمجلس النواب والمجلس الاستشاري.

وأشاد الغرير بقرار الرئيس التونسي في أغسطس الماضي إعفاء مواطني الإمارات من التأشيرات المسبقة لدخول تونس. وثمّن في الوقت نفسه ما خرجت به اللجنة المشتركة في تونس من توقيع 8 اتفاقيات تعاون بين البلدين شملت قطاعات التعاون الجمركي والشؤون الدينية والتعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجي والتعاون الثقافي والتربوي والإعلامي، فضلا عن توقيع برنامج تنفيذي للتعاون في مجال الشباب والرياضة.

وتناول اللقاء أيضاً عدداً من القضايا والموضوعات التي تهم البلدين، أبرزها الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية الذي عقد في مقر الأمانة العامة للجامعة العربية الأسبوع الماضي، وأهميته في ضوء تطورات الأحداث الأخيرة على الساحة العربية، إضافة إلى القمة العربية الاقتصادية والاجتماعية والتنموية، التي ستنعقد في الكويت العام المقبل.

من جانبه، جدّد رئيس مجلس النواب في مملكة البحرين خليفة بن احمد الظهراني تأييد بلاده لحق الامارات في جزرها الثلاث، التي تحتلها إيران، مثمّناً موقف القيادة وجهودها الدائمة في السعي إلى الحوار والتفاوض المباشر مع إيران أو اللجوء الى التحكيم الدولي بخصوص هذه الجزر.

واكد الظهراني خلال الجلسة أن الجزر جزء لا يتجزأ من الوطن العربي، وأن التاريخ يشهد بذلك مشيراً الى ان البحرين تؤمن بانه سيأتي يوم تستعيد فيه الامارات جزرها المحتلة. وأشاد الغرير بالعلاقات الاماراتية - البحرينية، وخاصة في ما يتصل بالعلاقات البرلمانية بينهما، منوّهاً بالدور الذي يقوم به مجلس النواب في مجالات التنمية المختلفة في البحرين.

واشار الى الاجتماع السنوي لرؤساء المجالس البرلمانية الخليجية المقررعقده نهاية ديسمبر الجاري في مسقط، والى جدول اعماله، معربا عن الامل في ان يعطي دفعة اقوى نحو مزيد من الروابط بين هذه المجالس والتنسيق في ما بينها بشأن مختلف القضايا المشتركة. من جهة أخرى، زار الظهراني والوفد المرافق مساء أمس ضريح الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.