القدس: التقى وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك في القدس بزعماء حركة الاستيطان اليهودي في الاراضي الفلسطينية وناقش معهم مسألة اعتصام مجموعة من المستوطنين في مبنى بمدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلة. ويرفض اولئك المستوطنون اخلاء المبنى متحدين بذلك قرارا اصدرته المحكمة الاسرائيلية العليا.

وجاء في بيان اصدرته وزارة الدفاع ان الاجتماع كان محاولة لايجاد حل سلمي للموقف بعد ان تكررت الصدامات بين المستوطنين من جهة وقوات الامن الاسرائيلية من جهة اخرى. الا ان باراك قال بعد انفضاض الاجتماع إن امر اخلاء المبنى سينفذ.

ونقل بيان وزارة الدفاع عن باراك قوله: quot;لا يمكن وضع نهاية للخلافات (حول ملكية المبنى) الا بعد ان يخليه المستوطنون. فنحن لن نسمح للعناصر المتشددة بتقويض هيبة الدولة واسسها.quot; الا ان المستوطنين يقولون إنهم لن يبارحوا المبنى اختياريا، وتقول التقارير إنهم طلبوا من باراك مهلة في تنفيذ امر الاخلاء.

وقد انضم الى المستوطنين في محيط المبنى المتنازع عليه عدد من المؤيدين اليهود، ويقوم هؤلاء برشق الفلسطينيين من سكان الخليل ورجال الشرطة بالحجارة. وتقول التقارير الاخبارية إن بعض الفلسطينيين ردوا على المستوطنين بالمثل، وان الشرطة قد القت القبض على عدد من افراد الطرفين.

وكانت حدة التوتر في الخليل قد ارتفعت يوم امس الاربعاء بعد ان اعلن الجيش الاسرائيلي المبنى المتنازع عليه (والذي اطلق المستوطنون عليه اسم quot;بيت السلامquot;) منطقة عسكرية محرمة ونشر المئات من رجاله ورجال الشرطة في المدينة. ومنعت القوات الاسرائيلية اليهود من دخول الاحياء الفلسطينية في المدينة.

وكان المستوطنون قد شرعوا في اعمال شغب يوم الثلاثاء عندما تبادر الى علمهم ان الجيش يوشك على اخلاء المبنى وطردهم منه. يذكر ان 600 مستوطن يهودي يقيمون في الخليل التي يبلغ تعداد سكانها من الفلسطينيين زهاء 150 الف نسمة. ويقول الجيش الاسرائيلي إن مستوطنين في مناطق اخرى من الضفة الغربية المحتلة قد اغلقوا الطرق ورشقوا السيارات الفلسطينية بالحجارة.

ويقول المستوطنون إنهم اشتروا المبنى مثار الجدل في عملية بيع قانونية من صاحبه الفلسطيني بمبلغ مليون دولار، الا ان الاخير يقول إنه رجع في كلامه وغير رأيه في الصفقة. وقد اصطدم المستوطنون عدة مرات مع الفلسطينيين والجنود الاسرائيليين منذ اصدرت المحكمة العليا امر الاخلاء في الشهر الماضي، وقاموا بتدنيس مسجد ومقبرة للفلسطينيين. يذكر ان كافة المستوطنات المقامة في الضفة الغربية بما فيها القدس تعتبر غير شرعية بموجب القانون الدولي، الا ان اسرائيل تطعن في هذا التصنيف.