نيويورك: دان مجلس الأمن الدولي أعمال العنف التي قام بها المستوطنون الإسرائيليون ضد الفلسطينيين في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة. وإثر إجتماع بطلب من المجموعة العربية في الامم المتحدة، اصدر مجلس الامن اعلانا غير ملزم اشاد باجلاء اسرائيل للمستوطنين من منزل في الخليل في الرابع من ديسمبر الجاري وأدان اعمال العنف التي نتجت عن ذلك من جانب المستوطنين ضد مدنيين فلسطينيين وممتلكاتهم. وحث اعضاء مجلس الامن ايضا quot;على احترام الحقوق بدون تمييز او استثناء واشادوا بالجهود التي بذلتها اجهزة الامن الاسرائيلية والفلسطينية لتثبيت الهدوءquot;.

وكانت قوات الأمن الإسرائيلية اعلنت حالة التأهب فى جميع أنحاء الضفة الغربيه عقب أحداث العنف التى صاحبت عملية اخلاء المستوطنين من مبنى متنازع عليه فى مدينة الخليل. وقد اُعلنت المناطق الجنوبيه من الضفة الغربيه منطقة عسكرية مغلقه فى محاولة لمنع الاسرائيليين من التجمع فى الخليل مرة اخرى للاحتجاج على عملية الاخلاء. وستمنع الشرطة من هم دون الخامسة والاربعين من الرجال الدخول الى الحرم القدسي لاداء صلاة الجمعة.

وكانت هجمات المستوطنين قد تواصلت امس الأول في الخليل والضفة كما اغلقوا بعض الطرق في القدس. وكانت هذه الهجمات قد اندلعت بعد ان اقتحمت قوات الامن الاسرائيلية مبنى متنازعا عليه في مدينة الخليل، وطردت اكثر من 250 مستوطنا كانوا معتصمين فيه. وقد القى المستوطنون المعتصمون الحجارة والبيض والمواد الكيماوية على قوات الامن التي كانت تنفذ امرا قضائيا باخلاء المبنى.

ويعتبر هذا اول اخلاء قسري لمبنى يحتله مستوطنون في الضفة الغربية منذ عام 2006. وقد حاول المستوطنون اعادة احتلال المبنى، الا ان قوات الامن شكلت حاجزا بينهم وذلك. وقد شارك في عملية الاخلاء زهاء 600 من رجال الامن، وقد اظهرت الصور المتلفزة فتاتين وهما تضربان الجنود.

وقد استخدم رجال الامن الذين كانوا يرتدون عدة مكافحة الشغب القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع لتفريق المستوطنين ومؤيديهم. وقالت مصادر صحية إن المواجهة التي استغرقت خمس دقائق ادت الى اصابة 20 شخصا من الجانبين. الا ان الشرطة الاسرائيلية قالت إنه لم يتم اعتقال اي من المستوطنين. وقامت جماعات من المستوطنين بعد طردهم من المبنى بالهجوم على مساكن فلسطينية واضرموا النار فيها.

وقالت منظمة بتسلم الاسرائيلية للدفاع عن حقوق الانسان ان ثلاثة فلسطينيين جرحوا برصاص المستوطنين الاسرائيليين. كما افادت صحيفة هآرتس الاسرائيلية ان المستوطنين رشقوا سيارات الفلسطينيين بالحجارة في نابلس ورام الله والخليل.

يذكر ان كافة المستوطنات المقامة في الضفة الغربية بما فيها القدس تعتبر غير شرعية بموجب القانون الدولي، الا ان اسرائيل تطعن في هذا التصنيف. وتشير المعطيات الى وجود مخاوف من ان ينتشر العنف الذي يمارسه المستوطنون في جميع انحاء الضفة الغربية.

والتقى الجنرال في الجيش الاسرائيلي عاموس جلعاد، المنسق العسكري الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية، رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض وحثه على اعطاء تعليمات صارمة لقوات حركة فتح بضبط النفس وعدم التدخل. الا ان محافظ منطقة نابلس جمال محسن قد قال انه quot;في حال لم يسيطر الجيش الاسرائيلي على الوضع ويردع المستوطنين فسوف يدعو السكان الفلسطينيين للخروج الى الشوارع والتصدي لهمquot;. وقال مراسل بي بي سي في الخليل تيم فرانكس ان المواجهات بين المستوطنين والجيش الاسرائيلي هي الاعنف منذ 3 اعوام.