مع زيادة هجمات المستوطنين عليها
الخليل تربك معادلة التهدئة والتفاوض بين الفلسطينيين وإسرائيل

نجلاء عبد ربه من غزة:
مع زيادة هجمات المستوطنين الإسرائيليين على منازل الفلسطينيين في محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية، تزداد الأصوات الفلسطينية المنادية بضرورة إعادة النظر في التهدئة المبرمة بين حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة وإسرائيل من جهة، ووقف التفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين من جهة ثانية، لإتاحة الفرصة أمام المقاومة الفلسطينية للعودة إلى مسلسل الإنتفاضات والتي ستكون الإنتفاضة الثالثة.
ورغم تحذير كافة الأطراف الفلسطينية من خطورة ما يجري في الضفة الغربية من هجمات للمستوطنين، وعلى محافظة الخليل بشكل خاص، إلا أن الجيش الإسرائيلي لم يعبأ بتلك التحذيرات، فيمارس طقوسه التي إعتاد عليها بحراسة هؤلاء المستوطنين وحمايتهم من أي هجمات إنتقامية خلال إقتحامهم لمنازل الفلسطينيين والتهجم على المزارعين في حقولهم.
وأكد محللون سياسيون لإيلاف أن هؤلاء المستوطنين يستغلون الإنقسام الحاد بين الفلسطينيين، الضفة الغربية وقطاع غزة، فيحاولون طرد الفلسطينيين من منازلهم وإحتلالها بقوة السلاح والعربدة.
وأضاف هؤلاء أنه بيان الإستنكار الذي أصدره مجلس الأمن الدولي مساء أمس بناء على طلب السلطة الفلسطينية والمجموعة العربية في الأمم المتحدة، والذي أدان فيه العنف الذي تعرض له الفلسطينيون في مدينة الخليل، لن يوقف تلك الهجمات
ورحب رئيس مجلس الأمن الذي تلا البيان، بإخلاء إسرائيل المستوطنين من المنزل المتنازع على ملكيته في المدينة. وأعرب مراقب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور عن ارتياح السلطة للبيان الرئاسي وقال منصور إن البيان على تواضعه خطوة في الاتجاه الصحيح مشيرا إلى مناقشات أوسع ستجرى في اجتماع تعقده اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط وفي اجتماع لمجلس الأمن في 18 من هذا الشهر.
وكان رئيس الوفد الفلسطيني لمفاوضات الوضع الدائم مع الإسرائيليين أحمد قريع، قد حذر من تفجر الأوضاع في الأراضي الفلسطينية في أي لحظة في ضوء استمرار اعتداءات المستوطنين الهمجية ضد الفلسطينيين في الخليل خاصة وفي الضفة الغربية عامة.
واعتبر أبو علاء الصمت الإسرائيلي الرسمي على العدوان المنظم الذي تشنه عصابات المستوطنين تواطؤا واضحاً من شأنه أن يشجع تلك العصابات على المضي قدما في سفك دماء الفلسطينيين العزل وتدمير الممتلكات في البلدة القديمة من الخليل التي تتعرض لأشرس هجمة استيطانية منذ بدء عمليات الإعمار فيها والى الآن، وخاصة بعد انتشار قوات الشرطة الفلسطينية في مدينة الخليل بهدف إنهاء الفوضى وتحقيق الأمن والاستقرار للمواطنين.
وشدد قريع على أن صمت الحكومة الإسرائيلية على هذه الممارسات الدموية هدفه تخريب الجهود التي تبذلها القيادة الفلسطينية لبسط الأمن وتحقيق سيادة القانون، مشيرا إلى أن هذا السلوك الخطر من شأنه أيضاً تدمير جهود السلام .
أما في الشطر الآخر من الأراضي الفلسطينية وتحديداً في غزة، فإستغلت التنظيمات الفلسطينية التي وافقت على إبرام تهدئة بين حركة حماس وإسرائيل منذ خمسة أشهر، على مضد، لتعلن عدم نيتها تمديد تلك التهدئة. وأعلنت كل من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحركة الجهاد الإسلامي رفضهما تجديد التهدئة مع إسرائيل، في ظل سياسة الإغلاق وفرض الحصار والاعتداءات اليومية على الشعب الفلسطيني.
وقال القيادي في الحركة خالد البطش quot;لن نقبل بالمطلق بتهدئة من طرف واحد كما حصل سابقا وإسرائيل هي المستفيد الوحيد منها ونحن نموت جوعاًquot;. وأضاف quot;في ظل المعطيات التي تتبعها إسرائيل نحن لن نجدد التهدئة وإسرائيل هي المستفيدة وتربط وقف المقاومة مقابل الغذاء، ونحن في الحركة نفضل أن نموت في خنادق المقاومة لا أن نموت على أسرة المستشفياتquot;.
وكانت الجبهة الديمقراطية دعت المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لحماية المدنيين الفلسطينيين وبخاصة مواطني مدينة الخليل من اعتداءات المستوطنين. وقال المتحدث باسمها quot;إن الدول الكبرى والهيئات الدولية، مطالبة بالضغط على حكومة الاحتلال لإلزامها باحترام القوانين الدولية ولجم المستوطنينquot;. وأضاف quot;إرهاب المستوطنين في الخليل يهدد بنقل هذه الظاهرة إلى مستوى جديد وخطر من أعمال الإرهاب الدولي يصل إلى مستوى جرائم التطهير العرقيquot;.

وطالب السلطة الوطنية الفلسطينية بشن أوسع حملة سياسة ودبلوماسية لفضح فظائع المستوطنين في الخليل وفي عموم الأراضي الفلسطينية في سياق الضغط الوطني والدولي من أجل إخلاء المستوطنين وتفكيك المستوطنات كشرط لا بديل منه من أجل بناء السلام والاستقرار والأمن في المنطقة.