أثينا: اشتبك آلاف المتظاهرين اليونانيين مع الشرطة لليوم الثالث على التوالي في غمرة اعمال شغب اندلعت احتجاجا على مقتل فتى في الخامسة عشر من العمر يوم السبت الماضي في العاصمة اثينا.
واستخدمت الشرطة القنابل المسيلة للدموع في محاولة لتفريق المتظاهرين في شوارع العاصمة والذين القوا قنابل حارقة واضرموا النيران في بعض المباني والسيارات.
وافادت الانباء ان عشرات الاشخاص جرحوا خلال التظاهرات، كما علم ان العض قام بعمليات نهب.
ومع تطور الاحداث واستمرار المواجهات لليوم الثالث، القى رئيس الحكومة اليونانية كوستاس كارامانليس كلمة متلفزة دعا فيها المواطنين الى الهدوء، متهما من سماهم بـquot;بعض المتطرفينquot; بالاستفادة من الاحداث للقيام quot;بعمليات تخريبquot;.
وتعهد كارامانليس بالتعويض للذين تعرضت ممتلكاتهم للتخريب والنهب، كما قال ان واجب الحكومة هو حماية الناس وممتلكاتهم، مشيرا الى ان quot;ما يجري غير مقبول ولا يمكن التسامح مع الذين يأخذون الامور الى اقصى حدود الخطورةquot;.
ومن المتوقع ان يلتقي كارامانليس كلا من رئيس البلاد كاروليوس بابولياس وزعيم المعارضة صباح الثلاثاء.
كما عقدت الحكومة اليونانية اجتماعا طارئا لبحث سبل مواجهة الازمة وبخاصة اثر تجاهل المتظاهرين كل دعوات التهدئة وضبط النفس وبث التلفزيون اليوناني مساء الاثنين صورا لحرائق صغيرة مشتعلة في وسط المدينة، واخرى لمئات المتظاهرين في الطرقات بعضهم يقوم بالاعتداء على مصارف ومحال تجارية.
ويقول مراسل بي بي سي في اثينا مالكولم برابانت الموجود في احد الفنادق وسط العاصمة حيث انتشر المتظاهرون انه رآهم يرمون قنابل حارقة وحجارة باتجاه مبنى البرلمان.
ولكن التظاهرات لم تقتصر على العاصمة اذ اشتبك مئات المتظاهرين مع الشرطة في تيسالونيكي وهي ثاني اكبر المدن اليونانية.
وافادت الانباء ان طلاب جامعة ارسطو في تيسالونيكي كدسوا القنابل الحارقة داخل حرم الجامعة مستفيدين من القانون الذي يمنع القوى الامنية من دخول المؤسسات التعليمية.
كما شهدت مدينة تريكالا احتجاجات غاضبة واننه تم التعرض لمراكز الشرطة في مدين بيروس وكورفو وتيسالونيكي حيث اصيب احد الضباط بجروح.
ويقول مراسلنا ان احزاب المعارضة تستثمر هذا الحادث على صعيد وطني لتعزز موقفها ضد الحكومة واظهارها مذنبة ومسؤولة عن تصرف رجل شرطة يوناني.
ويضيف برابانت ان الشرطة بدت غير قادرة على احتواء اعمال الشغب ومنع بعض المتظاهرين من التعرض للمحال التجارية والمصارف.
وتأتي هذه الاحداث في الوقت الذي تتخبط فيه الحكومة اليونانية في حالة من الضعف وتراجع شعبيتها بسبب سلسلة من الفضائح، وبخاصة انها لا تتمتع سوى بأكثرية نائب واحد في البرلمان.
وكانت القوى السياسية قد انضمت الى الاحتجاجات التي قادها الشباب خلال اليومين الماضيين، اذ دعا الحزب الشيوعي الى تجمع احتجاجي في الساحة الرئيسية في العاصمة بينما دعا تحالف القوى اليسارية الى تجمع احتجاجي في جامعات العاصمة.
وتزامن ذلك مع بداية اضراب لثلاثة ايام يقوم به المدرسون بينما تقفل اغلب الجامعات في العاصمة وتيسالونيكي ابوابها خلال اليومين المقبلين.
وتتزامن هذه الاحتجاجات مع اضراب عام الاربعاء بناء على دعوة من اتحادي العمال والمستخدمين المدنيين الذين يضمان في صفوفهما ملايين العمال والموظفين.
وكانت احتجاجات الاحد قد ادت الى اصابة 14 شرطيا وستة متظاهرين بجروح طفيفة الى جانب احراق محلات تجارية في اثينا وسالونيك شمالي اليونان.
وقد تم توقيف اثنين من ضباط الشرطة، كما بوشر التحقيق في أسباب الأحداث.
وقال وزير الداخلية بروكوبيس بافلوبولوس في بيان أصدره quot;ان الحكومة تعبر عن أسفها العميق بسبب ما حدثquot;.
وقال مسؤول في وزارة الداخلية لوكالة رويترز للأنباء إن الوزير عرض استقالته على رئيس الوزراء كوستاس كارامانليس، ولكن الأخير رفضها.
وكانت الشرطة قد أصدرت بيانا عقب حادث اطلاق النار ورد فيه ان دورية بداخلها اثنان من رجال الشرطة قد تعرضت للرشق بالحجارة من قبل 30 شابا، فأطلق أحد الشرطيين النار مما أدى الى مقتل أحد الفتيان، حسب ما أفادت به وكالة أسوشييتد برس.