تظاهرات ورئيس الوزراء اليوناني يدعو للوحدة
أثينا، وكالات: إندلعت الاشتباكات لليوم الرابع على التوالي في العاصمة اليونانية أثينا فيما دعت الحكومة المحافظة الجماهير إلى الإلتزام بالهدوء، ودعت المعارضة quot;الإشتراكيةquot; من جانبها إلى إجراء انتخابات جديدة لإنهاء الأزمة. ويشيع الثلاثاء الفتى ألكساندروس جيجوروبولوس الذي تسبب مقتله برصاص الشرطة السبت في اندلاع الاضطرابات وأعمال الشغب في مناطق عديدة من اليونان.

وقام المئات من الشباب المتظاهرين خارج مبنى البرلمان برشق رجال الشرطة ـ الذين كانوا يحاولون منعهم من الوصول للمبنى ـ بالحجارة والزجاجات. وتركزت الاشتباكات في المنطقة المحيطة بالمعهد التقني بأثينا وكلية الحقوق الموجودتين في منطقة إكزارخيا التي قتل فيها الفتى.

وعقد في العاصمة اليونانية أثينا صباح الثلاثاء اجتماع طارئ دعا إليه رئيس الوزراء كوستاس كارامانليس ويضم كلا من رئيس البلاد كاروليوس بابولياس وزعيم المعارضة لبحث الاضطرابات التي اندلعت في العاصمة وبعض المدن اليونانية احتجاجا على مقتل فتى برصاص الشرطة. واستخدمت الشرطة القنابل المسيلة للدموع في محاولة لتفريق المتظاهرين في شوارع العاصمة والذين القوا قنابل حارقة واضرموا النيران في بعض المباني والسيارات. وافادت الانباء ان عشرات الاشخاص جرحوا خلال التظاهرات، كما علم ان البعض قام بعمليات نهب.

ومع تطور الاحداث واستمرار المواجهات لليوم الثالث، القى رئيس الحكومة اليونانية كوستاس كارامانليس كلمة متلفزة دعا فيها المواطنين الى الهدوء، متهما من سماهم بـquot;بعض المتطرفينquot; بالاستفادة من الاحداث للقيام quot;بعمليات تخريبquot;.

وتعهد كارامانليس بالتعويض للذين تعرضت ممتلكاتهم للتخريب والنهب، كما قال ان واجب الحكومة هو حماية الناس وممتلكاتهم، مشيرا الى ان quot;ما يجري غير مقبول ولا يمكن التسامح مع الذين يأخذون الامور الى اقصى حدود الخطورةquot;.

انتشار الاضطرابات

وبث التلفزيون اليوناني مساء الاثنين صورا لحرائق صغيرة مشتعلة في وسط المدينة، واخرى لمئات المتظاهرين في الطرقات بعضهم يقوم بالاعتداء على مصارف ومحال تجارية. ويقول مراسل بي بي سي في اثينا مالكولم برابانت الموجود في احد الفنادق وسط العاصمة حيث انتشر المتظاهرون انه رآهم يرمون قنابل حارقة وحجارة باتجاه مبنى البرلمان. ولم تقتصر التظاهرات على العاصمة اذ اشتبك مئات المتظاهرين مع الشرطة في تيسالونيكي وهي ثاني اكبر المدن اليونانية.

وافادت الانباء ان طلاب جامعة ارسطو في تيسالونيكي كدسوا القنابل الحارقة داخل حرم الجامعة مستفيدين من القانون الذي يمنع القوى الامنية من دخول المؤسسات التعليمية. كما شهدت مدينة تريكالا احتجاجات غاضبة واننه تم التعرض لمراكز الشرطة في مدين بيروس وكورفو وتيسالونيكي حيث اصيب احد الضباط بجروح.

وتستثمر احزاب المعارضة هذا الحادث على صعيد وطني لتعزز موقفها ضد الحكومة واظهارها مذنبة ومسؤولة عن تصرف رجل شرطة يوناني. ويضيف برابانت ان الشرطة بدت غير قادرة على احتواء اعمال الشغب ومنع بعض المتظاهرين من التعرض للمحال التجارية والمصارف.

مطالبة الحكومة بالاستقالة

وتأتي هذه الاحداث في الوقت الذي تتخبط فيه الحكومة اليونانية في حالة من الضعف وتراجع شعبيتها بسبب سلسلة من الفضائح، وبخاصة انها لا تتمتع سوى بأكثرية نائب واحد في البرلمان. كماطالب زعيم المعارضة الاشتراكية جورج باباندريو الثلاثاء باستقالة الحكومة وquot;الاحتكام الى الشعبquot; . وقال باباندريو متحدثا امام كتلة حزبه النيابية quot;ان الخدمة الوحيدة التي يمكن ان تسديها هذه الحكومة للبلاد هي ان ترحلquot;، مطالبا بتنظيم انتخابات مبكرة وquot;بالاحتكام الى الشعب ليعطي حلاquot;.

وكان باباندريو طالب ضمنا في وقت سابق اليوم بعد لقاء مع رئيس الوزراء المحافظ كوستاس كرمنليس بالعودة الى صناديق الاقتراع، متهما الحكومة بالعجز عن ادارة الازمة. وقال quot;ان البلاد ليس لها حكومة قادرة على حماية المواطنين وحقوقهم وامنهمquot;، بعدما دعا كرمنليس الى الوحدة الوطنية ووحدة الصف السياسي في وجه مثيري الاضطرابات.

وكانت القوى السياسية قد انضمت الى الاحتجاجات التي قادها الشباب خلال اليومين الماضيين، اذ دعا الحزب الشيوعي الى تجمع احتجاجي في الساحة الرئيسية في العاصمة بينما دعا تحالف القوى اليسارية الى تجمع احتجاجي في جامعات العاصمة. وتزامن ذلك مع بداية اضراب لثلاثة ايام يقوم به المدرسون بينما تقفل اغلب الجامعات في العاصمة وتيسالونيكي ابوابها خلال اليومين المقبلين.

وتتزامن هذه الاحتجاجات مع اضراب عام الاربعاء بناء على دعوة من اتحادي العمال والمستخدمين المدنيين الذين يضمان في صفوفهما ملايين العمال والموظفين. وكانت احتجاجات الاحد قد ادت الى اصابة 14 شرطيا وستة متظاهرين بجروح طفيفة الى جانب احراق محلات تجارية في اثينا وسالونيك شمالي اليونان.